بترول وغاز العرب لمن يستحقهما

ينظر العالم ويترقب أخبار الصين وأخبار نمو اقتصادها، كما أصبح ينظر إلى أخبار دول أواسط آسيا التي يراها تتموضع على خريطة العالم الاقتصادية، ويراها وقد انتقلت من اقتصادات كانت تصدر التوابل والبخور إلى اقتصادات تحرك بزخمها العالم طاقة وغازا وطلبا داخليا وقاعدة صادرات متنوعة متينة.

اضافة اعلان

 وننظر للعالم العربي، فقيره وغنيه، ببتروله وغازه ومياهه وصحاريه ورماله وقاعدته الاستهلاكية التي تجاوزت ثلاثمائة مليون نسمة، وننظر لخط الغاز المصري، ولخطوط البترول العراقي ولشبكة الربط الكهربائي فنرى الفقر والعطش ما يزال يطحن شعوبه التي تنوء تحت أعباء البطالة ونرى التنقل بين حدوده أشخاصا وبضائع بطيئا وعقيما ونرى ثرواته تستثمر لإنقاذ مؤسسات العالم بينما مشاريع النمو العربية يعلوها الصدأ والخلافات.

فقد افتتح الرئيس الصيني في الأسبوع الماضي مع الرئيس التركمانستاني خط غاز جديدا يبلغ طوله أكثر من ألفي كيلو متر ينقل الغاز التركمانستاني عبر أوزبكستان وكازاخستان إلى شمال غرب الصين ليكون أحد الأنابيب الجديدة ذات الآثار الإقتصادية والسياسية في آسيا وفي العالم والمقدر له أن ينقل (40) بليون متر مكعب من الغاز عندما يعمل بكامل طاقته في العام 2013.

ويقدر الخبراء أن تركمانستان تعد خامس دولة في العالم بمعيار احتياطي الغاز بما نسبته 3 و4 % من الإحتياطي العالمي، ولديها حقل غاز يعد خامس أكبر حقل في العالم باحتياطي يصل إلى (14) ترليون متر مكعب، وللتدليل على أهمية ذلك قد يكون مفيدا أن نعرف أن الاتحاد الأوروبي بكامله يستهلك (500) مليون متر مكعب سنويا.

وتلاقت المصالح الصينية والتركمانستانية، عندما وجدت الصين عميلا التزم بتزويدها بنصف إنتاجه من الغاز والذي يشكل جانبا رئيسيا من حاجتها المتنامية للطاقة مع نمو اقتصادها بنسب تراوحت بين 8 – 11 % ، باقتصاد له ميزة الاقتصادات العملاقة، وهي الاعتماد على الطلب المحلي ما يؤثر على تحريك عجلة الاقتصاد الصيني وكذلك العالمي، حيث يلاحظ زيادة إقبال المواطنين الصينيين على شراء السيارات فكانت في العام 2008 – 2009 أوسع سوق لبيع السيارات، وفي العيد الوطني الصيني في بداية تشرين الأول ( أكتوبر ) 2009 نفدت من الأسواق أجهزة التلفزيون ونمت مبيعات المفرق في العام 2009 بنسبة 17 % بالأسعار الحقيقية، كما تجاوزت قاعدة عملاء الهاتف الخلوي نصف البليون مما يجعل الانفاق الاستهلاكي أبرز مظاهر ما بعد الأزمة الإقتصادية العالمية خاصة في المناطق الفقيرة، فدخل سكان المدن أصبح يتراوح بين 4 – 6 آلاف دولار سنويا.

وتحاول الصين مد بصرها إلى مواقع الطاقة العالمية لتأمين حاجتها المتزايدة منها، فبترول نيجيريا أحد المواقع التي تحاول شراء حصص مسيطرة في حقولها، وكذلك العراق والسعودية وإيران والسودان وغيرها.

ووجدت تركمانستان بالصين عميلا تعتمد على حاجته من الغاز ليستورد هذا القدر من إنتاجها، ما يمكنها من تنويع خياراتها الاقتصادية والتجارية والسياسية أيضا بدل الاعتماد الكلي على زبائنها التقليديين أوروبا وروسيا، والتي ترى تململ هذه العلاقة لعوامل تاريخية سياسية واقتصادية موروثة من حقبة الاتحاد السوفييتي.

يتساءل المواطن العربي عن سعي العالم للحصول على الطاقة وكيف حسنت حياة الناس هناك، بينما الطاقة تحت ناظرينا. وما يزال العالم العربي يئن ألما وفقرا وأوجاعا ويتساءل متى تلتقي المصالح العربية العربية.