عباس: خطة السلام الأميركية لا تحقق السيادة للشعب الفلسطيني وتخالف الشرعية الدولية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعرض على مجلس الأمن الدولي خريطة للدولة الفلسطينية المقترحة بخطة السلام الأميركية - (أ ف ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعرض على مجلس الأمن الدولي خريطة للدولة الفلسطينية المقترحة بخطة السلام الأميركية - (أ ف ب)
عواصم - أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام مجلس الأمن الدولي أمس رفض خطة السلام الأميركية للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني التي وصفها بأنها تشبه "الجبنة السويسرية" ولا تحقق السيادة للشعب الفلسطيني. وقال عباس وهو يعرض خريطة كبيرة لفلسطين كما تقترحها واشنطن "نؤكد على الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة الأميركية-الإسرائيلية نحن نرفض الصفقة لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها للشرعية الدولية". وأضاف "يكفي أن تكون مرفوضة من قبلنا كونها تخرج القدس الشرقية من السيادة الفلسطينية". وسأل الحضور "من يقبل منكم أن تكون دولته هكذا". وأضاف "جئتكم من قبل 13 مليون فلسطيني لنطالب بالسلام العادل فقط". وأوضح عباس "هذه الصفقة الغت قانونية مطالب الشارع الفلسطيني وحقه المشروع. كما شرعت ما هو غير قانوني من استيطان ومصادرة للأراضي وضم". إلى ذلك تظاهر آلاف الفلسطينيين أمس في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط قبل ساعات من خطاب عباس. وشهدت مدينة رام الله تظاهرة مركزية شارك فيها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ووصل المتظاهرون من باقي المدن الفلسطينية إلى رام الله. وحملوا علما فلسطينيا بطول 20 مترا، ومثله بأحجام صغيرة، كما رفعوا لافتات مؤيدة للرئيس. وهتف المتظاهرون ضد الخطة الأميركية ومن بين الهتافات التي أطلقوها "لن تمر هذه الصفقة لن تمر". كما أطلقوا هتافات دعم لـ "أبو مازن سير سير ونحن معك للتحرير". وترافقت الهتافات مع بث مكبرات للصوت ثبتت على شاحنة صغيرة أغان وطنية فلسطينية. وعقب التظاهرة، وصل عشرات المتظاهرين عند المدخل الشمالي لمدينة رام الله الملاصق لمعسكر للجيش الإسرائيلي ومستوطنة "بيت إيل". وأطلق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم. وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، بلغ عدد الإصابات 12 ما بين اختناق بالغاز وإصابات مباشرة بالرصاص المطاطي. وخاطب اشتية الحشود بالقول "هذه الحشود هي رسالة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة بأننا موحدون خلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس"، مضيفا "نقول للرئيس سر ونحن معك وتسقط صفقة القرن". وقال بشار الكرمي (57 عاما) "ما يجري لنا من خطط أميركية ونوايا إسرائيلية ما هو إلا مأساة جديدة، جئت لأرفع صوتي كمواطن وأقول لا". في المقابل، ابدى الفلسطيني جمال حسين (55 عاما) عدم تأييده التظاهرة السلمية، مضيفا، يجب أن يتوجه الجميع إلى المعابر". وفي قطاع غزة المحاصر، شارك نحو ألفي شخص يمثلون مختلف الفصائل الفلسطينية والنقابات ومؤسسات أهلية في تظاهرة مركزية في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة، ورفعوا خلالها العلم الفلسطيني ولافتات دعم وتأييد للرئيس عباس. وكتب على بعض اللافتات "لا لصفقة القرن" و"القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين"، و"يا أبو مازن فوضناك انت تقرر ونحن معك". وأحرق المتظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي وصورا للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. إلى ذلك اقتحم العشرات من جنود الاحتلال الاسرائيلي أمس الحرم الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل وطردوا الموظفين والحراس بالتزامن مع مهرجانات منددة بصفقة القرن. واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في بيان اقتحام جنود الاحتلال الحرم، مؤكدة أن هذا التصعيد من قبل قوات الاحتلال تجاه الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة والتعدي على صلاحيات الأوقاف الاسلامية. وقالت الوزارة: إن السياسة الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي استفزازية، تحاول إسرائيل من خلالها الاستيلاء الكامل على الحرم خطوة خطوة بعد أن استولت على غالبيته. واقتحم أكثر من 100 مستوطن أمس ساحات المسجد الأقصى - الحرم القدسي الشريف بمدينة القدس المحتلة. وقال مدير عام دائرة الاوقاف الإسلامية العامة وشؤون المسجد الاقصى بالقدس الشيخ عزام الخطيب: إن الاقتحامات نفذت بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الاسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح. وأوضح الشيخ الخطيب أن 43 مستوطنًا، و80 طالبًا يهوديًا اقتحموا ساحات "الأقصى"منذ ساعات الصباح الباكر، وخرجوا من جهة باب السلسلة وسط حالة من الغضب والغليان سادت في المكان. إلى ذلك تعرضت 150 مركبة في قرية "الجش" العربية في الجليل الأعلى للتخريب ليلة أول من أمس فيما خطت شعارات معادية للعرب على جدران أحد المساجد. واستفاق الأهالي على شعارات كان من بينها "استيقظ اليهود" و"كفى للاختلاط" خطت على جدران مسجد ومبنى آخر في القرية. وبحسب رئيس مجلس القرية إلياس إلياس فقد اعطبت إطارات أكثر من 150 سيارة. وقال إلياس لوكالة فرانس برس "ماذا كان سيحدث لو نفذت مثل هذه الأعمال ضد كنيس يهودي في الولايات المتحدة أو أوروبا؟ ستثار ضجة في أنحاء العالم". وأشار رئيس المجلس إلا أن هذه المرة ليست الأولى التي تستهدف الأماكن الدينية سواء المسيحية أو الإسلامية في القرية. وقالت شرطة الاحتلال إنها تحقق في الحادثة وتدينها كما تدين "جميع جرائم الكراهية". وسبق أن وجه العرب أصابع الاتهام في حوادث مماثلة إلى جماعة "تدفيع الثمن" المكونة من نشطاء من اليمين المتطرف الإسرائيلي ومستوطنين متطرفين يعتمدون منذ سنوات سياسة انتقامية ويهاجمون أهدافاً فلسطينية. من جانبه، ألقى رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست أيمن عودة باللوم على خطاب الكراهية الذي انتهجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مضيفا أنه "يرسل لنا ومنذ أسابيع رسالة واحدة، أنتم غير مرغوب بكم". وأغلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر أمس البوابة الحديدية المقامة على مدخل قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، وفق مجلسها القروي الذي أكد أن المواطنين في القرية اضطروا لسلوك طرق التفافية طويلة للوصول أماكن عملهم بعد هذا الاغلاق الغاشم. ويخدم هذا المدخل أيضا قرى بني زيد الغربية (بيت ريما، دير غسانة، كفر عين، وقراوة) شمال غرب رام الله وكذلك مدينة سلفيت وبعض قراها. شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، حملة دهم واعتقالات واسعة في مناطق مختلفة بالضفة الغربية طالت تسعة فلسطينيين. وقال نادي الاسير الفلسطيني، ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت مناطق متفرقة في مدن نابلس ورام الله والبيرة وبيت لحم والخليل، وأعتقلت تسعة مواطنين فلسطينيين.-(وكالات)اضافة اعلان