عبدالهادي.. تنشئ مشروعها الخاص سعيا لتسجيل علامة فارقة بعالم التغذية

نورا عبدالهادي - (من المصدر)
نورا عبدالهادي - (من المصدر)

منى أبوحمور

عمان-  إرادة الثلاثينية نورا عبدالهادي ورغبتها في إنشاء مشروع خاص بها يحدث تغييرا في المجتمع هو ما جعلها تنتقل من العمل في مجال الهندسة الزراعية التي درستها في العام 2001 إلى تحضير وجبات صحية في مطبخها “لايتي لايتس”.
عبدالهادي لم تجعل الصعوبات والتحديات تقف عائقا امام تحقيق حلمها بتطبيق فكرتها بإيجاد طعام صحي بعلامة تجارية أردنية وبسعر قليل يجعل هذه الوجبات في متناول الأيدي، بمشاركة عدد من العاملات والعاملين الذي يزيد من قيمة المشروع، ويؤمن مصدر رزق لهم.
“لايتي لايتس”، الذي رأى النور قبل خمسة أعوام هو حلم عبدالهادي التي تطمح من خلاله أن تصنع علامة فارقة في عالم التغذية، ساعية من خلاله لجعل الغذاء الصحي نظام حياة، خصوصا العاملين الذين تجبرهم طبيعة عملهم الاعتماد على الوجبات السريعة غير الصحية.
“تمكين الموظفين من الحصول على الطعام الصحي بسهولة ويسر وتوصيله لهم هو غايتنا”، خصوصا بعد انتشار العديد من الدراسات مؤخرا عن إرتفاع نسبة السمنة وأمراض الضغط، السكري والكوليسترول والتي غالبا ما تكون بين الموظفين بسبب اعتمادهم بشكل كبير على الوجبات السريعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة.
وبين حب عبدالهادي للطبخ ورغبتها في إيجاد مشروعها الخاص بها والبحث عن التغيير كانت إنطلاقة “لايتي لايتس”، بعد أن كانت موظفة في إحدى النوادي الرياضية بداية وانتهاء بوظيفة إدارية في إحدى شركات الشحن لمدة أربع سنوات.
“لم تكن الوظيفة المكتبية تستهويني وفي كل مرة كنت أبحث عما أجد نفسي فيه”، الأمر الذي جعلها تترك العمل المكتبي وتبدأ التفكير جديا في مشروع مختلف ويصنع تغييرا حقيقيا في النمط الغذائي السائد عند الناس.
وتقدم عبدالهادي ومن خلال مشروعها وجبات غذائية صحية متكاملة تتوفر فيها المجموعات الغذائية الثلاث من خضراوات وفواكه، حلويات خفيفة و وجبات صحية تحتوي على البروتينات والنشويات والدهون الخفيفة غير المشبعة، بحيث تقضي إحتياجات الموظف خلال فترة العمل.
“الوجبات التي نقدمها طازجة وتحضر بشكل يومي وعلى درجة حرارة الغرفة”، الأمر الذي يجعلها تتميز عن باقي الوجبات التي قد يحصل عليها الموظف، نافية استخدامها لأي نوع من أنواع الخضراوات المجمدة أو المعلبة، إذ تتعامل مع بائعي الخضرة في المنطقة المجاورة لها دعما منها لهم.
ويبدأ برنامج الطبخ اليومي الساعة السادسة والنصف صباحا حتى الساعة العاشرة، حيث تبدأ ومن خلال خدمة التوصيل الخاصة بها من توزيع الوجبات على جميع المشتركين.
لم تكتف عبدالهادي بمعرفتها العلمية بالتغذية حتى يتمكن مشروعها من النجاح وإنما عملت كثيرا على نفسها بدءا من قراءة كتب الطبخ والتعرف على الوصفات الصحية مرورا بأخذ دورات عن كيفية التعامل مع العملاء وإدارة الخلافات وانتهاء بأخذ دورات عن كيفية إدارة المشاريع وجذب الزبائن وكل مايتعلق بالجوانب التقنية.
“ربطت بين دراستي للهندسة الزراعية ومشروعي من خلال دراستي للتغذية”، فلم تكن تلك الوجبات التي تقدمها مجرد أكل خفيف وطازج وإنما تقدم أنظمة غذائية صحية مدروسة تتناسب مع طبيعة الجسم المشترك، إذ يتمكن مشتركو هذه الوجبات التخلص من الوزن الزائد والعديد من المشاكل الصحية من خلال “لايتي لايتس”.
الكثير من التحديات والعقبات التي واجهت عبدالهادي ووقفت في طريق مشروعها، إلا أن تلك التحديات جعلتها أكثر إصرارا وزادت من عزيمتها، لتثبت لكل من حولها ولنفسها أيضا أن المرأة الأردنية قادرة على امتلاك المشاريع وإدارتها وأن عليها أن تكون عضوا فاعلا ومنتجا في المجتمع وشريكا أساسيا فيه.
وتبين أن كثيرا من الناس الذين عرفتهم استهانوا بفكرة المشروع واستهجنوا دخولها في عالم الطبخ، معتبرة ما تقوم به بأنه مهنة تتطلب ذوقا، علما ودراية، معتبرة المشروع  ليس مجرد الطبخ والوقوف داخل المطبخ بل هو عمل يحتاج إلى تسويق للحصول على حصة سوقية في ظل التنافس الصعب في هذا المجال.
تشغيل عدد من العاملات والعاملين في “لايتي لايتس”، يزيد من قيمة هذا المشروع الذي يؤمن مصدر رزق للعاملين فيه، الأمر الذي يزيد من قيمته وأهميته، حيث تمكنت وخلال فترة وجيزة من الحصول على علامة تجارية خاصة بها.
لم يكن الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه عبدالهادي العقبة الوحيدة وإنما جاء غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الإنتاج والتوصيل وارتفاع أسعار المحروقات والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المجتمع الأردني حاليا في مقدمة التحديات، إلا أنها وعلى الرغم من ذلك تسعى للمحافظة على الميزة التنافسية لمنتجاتها من خلال الحرص على تقديم وجبات صحية وبجودة عالية، لاسيما في ظل ظاهرة تسمم المطاعم التي انتشرت في الآونة الأخيرة في المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة.
وتسعى عبدالهادي لإيجاد مكان متميز لمشروعها وسط العديد في ظل السوق التنافسي الصعب، حيث دخلت عالم التواصل الاجتماعي لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يبحثون عن هذا المشروع ويهتمون به.
كما قامت بانشاء صفحة خاصة بالمشروع تقدم من خلالها أكثر من 400 وصفة صحية لمتابعيها، إلى جانب إثراء محتوى اليوتيوب بفيديوهات الوصفات، بالتعاون مع إحدى المجلات العربية.
وتقر عبدالهادي بأن وجود العديد من المقربين والأصدقاء في حياتها شجعها على مواصلة مشروعها وعدم الالتفات إلى العقبات والتحديات التي تملأ طريقها، متمنية أن تنافس ومن خلال “لايتي لايتس” الأسواق العالمية، وأن يصبح الأكل الصحي نمطا حياتيا لدى جميع الناس.

اضافة اعلان

[email protected]