عجلون:"زيبار المعاصر" بؤرة ما تزال تهدد البيئة ومياه الشرب

Untitled-1
Untitled-1

عامر خطاطبة

عجلون - يؤكد اختصاصيون بيئيون، أن مخلفات المعاصر من مادة الزيبار تشكل تهديدا خطيرا للبيئة ومياه الشرب من الآبار الجوفية في حال عدم الاحتفاظ فيها في اماكن مناسبة ونقلها لمكبات غير مخصصة لهذه الغاية، ما يستدعي تشديد الرقابة ومتابعة كيفية تخلص المعاصر منها بطريقة آمنة، وتتبع الصهاريج التي تعمل على نقلها إلى مكب الأكيدر.اضافة اعلان
وتشير دراسات علمية سابقة للمركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي، أن بإمكان كل متر مكعب واحد من مياه "الزيبار" تحويل 360 ألف متر مكعب من المياه الزلال إلى مياه غير صالحة للشرب، كما يستطيع المتر الواحد من الزيبار إفساد ألف متر مكعب من المياه المخصصة لري المزروعات.
وبينت ان مياه غسل الزيتون في المعاصر ذات خطورة كبيرة على البيئة والمياه السطحية والجوفية لاحتوائها على السكريات والأحماض الدهنية والفينولات والكحولات المعقدة والمركبات العضوية المتطايرة.
وتعرف مياه "الزيبار" علميا بأنها مادة سائلة "مياه عادمة" سوداء اللون تنتج من عملية عصر الزيتون وذات اثر بالغ على البيئة.
كما تشير دراسات لمركز بحوث البيئة في الجمعية العلمية الملكية لعينات اخذت من معاصر موزعة في الشمال والوسط من الاردن إلى أن مركبات الزيبار في المياه جعلتها غير مناسبة للتخلص منها في نظام الصرف الصحي العادي او التخلص منها في الوديان والسيول.
وضبطت كوادر الإدارة الملكية لحماية البيئة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية معصرة زيتون تسرب منها كميات من مادة الزيبار في أحد الشوارع الرئيسة، إضافة إلى ضبط صهريج يقوم بتفريغ حمولته من مادة الزيبار في إحدى مناطق المحافظة، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على المياه الجوفية والسطحية، ومخالفة للمادة 5 من شروط البيئة المتعلقة بتعليمات وتراخيص معاصر الزيتون من قانون الزراعة رقم 13 لسنة 2015، حيث جرى حينها تتبع الصهريج عبر نظام التتبع الالكتروني الخاص بمديرية البيئة في محافظة عجلون، وجرى ضبط سائق الصهريج الذي تم تحويله للحاكم الإداري وجرى توقيفه وربطه بكفالة مالية بقيمة 30 الف دينار.
ودعا الناشط البيئي علي القضاة، إلى زيادة الاهتمام بالبيئة وزيادة الوعي المجتمعي حيال العديد من القضايا والبؤر البيئية الساخنة، لاسيما مخلفات المعاصر، مطالبا بتفعيل القوانين والأنظمة التي تحد من التلوث البيئي والإضرار بالمصادر الطبيعية والبيئية.
ولفت الناشط البيئي علي المومني، الى ضرورة التخلص من هذه الظاهرة وضمان نقل مخلفات المعاصر أولا بأول الى المكبات الخاصة بها، مشيرا الى قضية أخرى مشابهة ولا تقل خطورة، وتتعلق بضرورة تعميم خدمات الصرف الصحي على مناطق الجنيد والعيون والشفا في المحافظة.
وبين خطورة آلاف الحفر الامتصاصية في هذه المناطق على البيئة والصحة العامة والمياه الجوفية التي تغذي الينابيع، فضلا على ارتفاع التكاليف التي يتحملها المواطنون كأثمان لصهاريج الصرف الصحي لسحب هذه الحفر.
وقالت رئيسة فرع الهلال الأحمر الاردني في المحافظة نبيهة السمردلي، إن مخلفات المعاصر تعد تحديا كبيرا ويشكل خطورة على البيئة وسلامة المياه الجوفية، لافتة إلى بؤر أخرى لا تقل خطورة، وتتعلق بعدم وجود مدينة حرفية في المحافظة ما يتسبب بتزايد وانتشار الورش والحرف من محادد ومناجر ومحطات غسيل ومحال ميكانيك وبناشر وغيرها الكثير الذي يترك مخلفات تضر بالبيئة، خاصة في مداخل المدن والبلدات، الأمر الذي يتطلب جهودا كبيرة من البلديات وأصحاب القرار من أجل توفير منطقة حرفية تستوعب جميع المحال.
وقال مدير البيئة لمحافظتي عجلون وجرش المهندس محمد فريحات إن المحافظة الأجمل بما فيها من تنوع بيئي وطبيعي تتطلب منا جميعا العمل بروح الفريق من أجل إدامة نظافتها والحفاظ على ميزاتها النسبية، لافتا الى أن معاصر الزيتون لاشك أنها تشكل هاجسا لكل العاملين وتعد من البؤر الساخنة بالنسبة لهم والتي يجب التعامل معها بجدية من أجل المحافظة على البيئة نظرا لمخاطر مياه الزيبار الخارج من المعاصر والتي سبق وأن لوثت بعض مياه الينابيع في المحافظة، إضافة الى تراكم الجفت أمام المعاصر وما ينبعث منها من روائح تضر بالصحة والبيئة.
وأشار إلى الإجراءات التي قامت بها وزارة البيئة لتتبع صهاريج نقل مياه الزيبار والمياه العادمة الى مكب الاكيدر لضمان عدم إفراغ حمولتها بين الغابات والكهوف والآبار.
واكدت مصادر في زراعة المحافظة، أن المديرية تبذل قصارى جهدها لضمان عدم ارتكاب بعض المعاصر مخالفات بيئية أثناء الموسم”، مبينة أنها تعمل بالتشارك مع لجنة السلامة العامة في المحافظة، للكشف على 15 معصرة متواجدة في المحافظة، للتأكد من التزامها بشروط التراخيص كافة ومعالجة السلبيات ولضمان التزامها باشتراطات الترخيص ونقل مخلفات “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الأكيدر.
وكانت لجنة السلامة العامة في المحافظة تمكنت في مواسم سابقة من رصد مخالفات بيئية في عدد من المعاصر التي كانت تطرح مخلفاتها من مياه الزيبار لتختلط مع مياه الأمطار في الشارع ومجاري الأودية، ما يتسبب بأضرار للمزروعات في مناطق مختلفة من المحافظة.
ويؤكد محافظ عجلون رئيس لجنة السلامة العامة سلمان النجادا، أن المعاصر والصهاريج التي يتم ضبطها مخالفة تتخذ بحقها إجراءات مختلفة، ما بين التحويل إلى المركز الأمني أو الربط بكفالة مالية، مؤكدا انه لا تهاون مع أي جهة كانت تحاول الإضرار بالبيئة والصحة والسلامة العامة.