عمالنا!

العمال والفلاحون قوة للمجتمع، وحصن منيع ضد القوى الرأسمالية التي تنهش في المجتمعات، فرغم التهميش الكبير بعد النصر الذي حققه الوكلاء الكمبرادور في العالم العربي، أصبحت ساعة الصفر قاب قوسين أو أدنى لتعلن بدء نظام عالمي جديد لهذه القوة العمالية.اضافة اعلان
ما حدث من مسيرات ومظاهرات في العالم احتفالا بيوم العمل العالمي، يؤكد أن هذه القوة تتزايد، وأنه من الوهم إغفال حقوقها في ما تنتجه، وهذا يعود لقوة النقابات التي تدافع عن مصالح العمال والفلاحين، ولعل ما حدث في العالم العربي من نكوص للحركة العمالية، في السنوات الماضية، يعيد لهذه القوى الحية والفاعلة في المجتمع دورها السياسي من جديد!
فرغم كل ما فعله الخريف العربي، إلا أن الواقع يقول إن ثمة حركة ناشطة بدأت تجدد الحياة في الحركة العمالية، في تونس والمغرب ومصر، والحبل على الجرار، فالعالم كله بدأ ينتفض، ويرفض أشكال الرأسمالية المتوحشة ويكشف زيف كل أشكال الأقنعة التي ارتدتها لتزيين وجهها القبيح.
الفهم الكلاسيكي والمشوه للعمال وقوتهم  لا بد من أن تعاد صياغته بروحه الحقيقية التي تعبر عن هذا النسق الهائل من الطلاب والموظفين والطبقة الوسطى والفلاحين، لقد سطّحت الرأسمالية مفهوم العمال وجزأته إلى وحدات صغيرة، حتى أصبح مصطلح العمال، يعبر عن فئة محددة ومحصورة في المجتمع، ليسهل تكسيرها وتوظيفها في مشروع استعباد البشر.
شهر العسل الرأسمالي شارف على الانتهاء، وهذا ما تثبته الحركة العمالية في العالم، ولعل فنزويلا وبعض دول أميركا اللاتينية ولاحقاً اليونان، عرفت أن النمر الورقي الأمبريالي ووكلاءه، لا يستطيع أن يصمد أمام إرادة المجتمعات بالتحرر من سطوته، لا بل تهشيمه عبر أذرعته المتمثلة بصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وكل أشكال المساعدات والقروض التي تتحكم بها الدول الرأسمالية!
هذا العصر ليس عصر النبوءات كما كان في نهاية القرن التاسع عشر، عن مستقبل العمال، بل هو عصر الحقائق بعد أن اكتملت دورة الرأسمالية، التي طحنت شعوبها وشعوب العالم.
الأشكال الجديدة للنقابات العمالية والفلاحية وللنقابات المهنية، هي البديل الموضوعي من الحركات الحزبية، وهي الأنشط في المجتمع وفي الحياة السياسية، فأمام انكفاء الأحزاب السياسية على الذات، كان لا بد لهذه القوى أن تحل محلها، ولكن ضمن فضاء ضيق، يحتاج من الطرفين؛ الأحزاب والعمال، إلى إعادة الاعتبار بشكل العلاقة بينهما، فكلا الطرفين يحتاج إلى الآخر.
الأحزاب بحاجة للقوى البشرية التي تمتلكها النقابات، والنقابات بحاجة للتنظيم السياسي، لتصبح في مواقع سياسية متقدمة، تستطيع أن تلجم من خلال هذه المواقع السياسية، القوى الكمبرادورية.
عمالنا قوة، وحصن ضد الهجمات البربرية التي تتعرض لها بلادنا، فهم يعون قوة العمل ومعنى الأرض والحياة !