مراحل تطور رؤية الرضيع

تتطور الرؤية عند الطفل منذ وجوده في رحم والدته وبعد ولادته بعدة أشهر-(أرشيفية)
تتطور الرؤية عند الطفل منذ وجوده في رحم والدته وبعد ولادته بعدة أشهر-(أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- يرى الأطفال المولودون حديثا العالم بظلال رمادية وتظهر لهم الصور بشكل مشوش وغير واضحة، حيث يستجيب الرضيع لصوت أمه ورائحتها، ولكنه لا يستطيع تمييز ملامحها في الحقيقة قبل مرور بضعة أشهر، بحسب موقع "مايو كلينيك".اضافة اعلان
ويبين الموقع أن الرؤية عند الأطفال تتطور بينما يكون الرضيع في رحم والدته وتستمر حتى ما بعد الولادة، فإذا أردت أن يركز طفلك على شيء ما قومي بإمساك شيء أمامه على بعد 8-10 إنشات من وجهه حتى يستطيع الرضيع الرؤية بوضوح.
ويستجيب الرضع للألوان والأشياء اللامعة الكبيرة المشرقة وهنا يمكن استخدام أنماط لونية بصرية مختلفة أفضل من الأدوات الصلبة، وبينما يتطور نمو الطفل سيكون ما يحب النظر إليه هو الوجوه، لذا تابعي نموه وارسمي تعابير على وجهك ولاحظي أيا منها يثير اهتمامه ويجعله يتفاعل معك.
ومع نمو الطفل فإنه سينظر للأم عن كثب وسيحفظ كل تفصيل وملمح من معالم وجه الأم، فالطفل يمتص ويحفظ الشكل البصري لوالديه عبر التحديق بمنطقة معينة في الوجه  لفترات طويلة، وكأنه يمسحها عن ظهر قلب في ذاكرته الصغيرة.
وفي عمر الشهر فإن غالبية الأطفال يحاولون التركيز على مناطق نمو الشعر في الوجه، وبوصول الطفل لعمر الشهرين يستطيع التركيز على عيني الأم خلال حديثها معه، وببلوغ الطفل عمر الثلاثة أشهر تثير تعابير الوجه وحركتها اهتمام الطفل الصغير وتلفت انتباهه، ويمكن لطبيب الأطفال تقييم عيني الرضيع بحثا عن أي عيوب خلقية، ويمكن ان يوصي باستخدام مرهم مضاد حيوي يوضع في عيني الصغير ليجنبه حدوث أي عدوى ملتقطة من قناة الولادة.
ولا يجب على الوالدين ان يصدما إذا رأيا أن عيني طفلهما الصغير تقتربان بشدة من بعضهما في الشهرين الأولين، فهو أمر طبيعي ولكن يحتاج بعد هذا العمر لتقييم من الطبيب المختص إن كانت العينان تدوران بشكل مبالغ فيه، وفي عمر الثلاثة أشهر تتحسن رؤية الصغير بشكل كاف لتتبع الأشياء من حوله، وهنا يجب على الوالدين أن يحركا ببطء لعبة من أمامه ذهابا وإيابا حتى يتعقبها بنظره، وهذه العملية تساعد الصغير على تقوية عضلات عينيه وتساعده على تطوير مدارات رؤيته.وبمجرد وصول الطفل لعمر الخمسة أشهر تصبح مدارات الرؤية لديه أعمق وتتكون لديه القدرة على تمييز الصور ثلاثية الأبعاد، وتصبح قدرته على تمييز الألوان مماثلة للأفراد البالغين.
وفي عمر الثمانية أشهر يصبح الطفل قادرا على تطوير حركته وبصره ضمن مجال الحركة والزحف الذي يقوم به وحتى خلال المشي، وهنا أيضا يبدأ الطفل بفهم مبدأ المسافة من خلال النظر ويحدد حركته ضمن هذا المجال أيضا، وبعمر الاثني عشر شهرا يمكن للطفل أن يرمي الأشياء من حوله ويحدد موقعها ويجدها ويلمح تفاصيل كثيرة.
وبعمر العامين يمكن للطفل أن يرى الأشياء من حوله وينظر لها كشخص بالغ وتتناسق حركة أيديهم وبصرهم بشكل منتظم وصحيح.
ولمنح الطفل القدرة على الاستفادة بشكل حاد يمكن تفعيلها من خلال شراء الكتب المصورة له في هذه المرحلة العمرية المليئة بالألوان والأشكال والأحجام، وينصح بجلوس الوالدين مع الطفل وتتبع الأشكال المختلفة لمساعدته على تمييزها، لأن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يميلون برغبة كبيرة لاكتشاف الأشياء وكلما زادت بساطتها سهل استيعابها بالنسبة لهم، وتعمقت الفكرة داخل عقولهم التي تتطور ويتذكرونها بشكل أسهل.