مستثمرون بمادبا: المشاريع السياحية مهددة بالإغلاق ومطالب بانقاذها

أحمد الشوابكة

مادبا - يؤكد مستثمرون في قطاع السياحة في محافظة مادبا، ان مشاريعهم اصبحت في مهب الريح ومهددة بالإغلاق، مع استمرار إغلاق المجال أمام السياحة الخارجية منذ 3 أشهر، سيما وان الدخل المتحقق من هذه النوع من السياحة يشكل 90 % من دخل استثماراتهم.اضافة اعلان
ويشيرون إلى أن إجراءات الحكومة ووزارة السياحة لمساعدتهم على تجاوز الازمة لم تحقق لهم الفائدة المرجوة منها، ما دفع العديد منهم إلى إغلاق مشاريعهم إلى حين فتح المجال أمام السياحة الخارجية.
وقال هؤلاء، ان مشاريعهم تتكبد خسائر يومية، نتيجة الكلف التشغيلية التي تفرض عليها شهريا من أجور عمال وفواتير كهرباء ومياه وفوائد قروض وضرائب، في الوقت الذي لا يأتيهم أي دخل بسبب توقف حركة السياحة الخارجية بشكل كامل الى المملكة.
وطالب هؤلاء المستثمرون الحكومة بوضع خطة لإنقاذ القطاع قبل انهياره، مشيرين إلى أن القطاع يحتاج الى عام ونصف العام بعد انتهاء ازمة كورونا لاستعادة انتعاشه.
وكانت وزيرة السياحة والآثار مجد شويكة، أعلنت قبل أسبوعين في إيجاز صحفي في رئاسة الوزراء، بإن الوزارة قررت إعفاء مالكي وممارسي المهن السياحية المرخصين من الرسوم والغرامات المترتبة على تجديد التراخيص للعام الحالي، بالإضافة الى اعفاء العاملين في المرافق التابعة للوزارة ودائرة الآثار العامة من بدل الإيجارات ورد المبالغ المالية المقبوضة لهذه الغاية.
كما قررت الوزراء أيضا تخصيص 10 ملايين دينار للحفاظ على المهن السياحية ودعم الأنشطة المحلية بعد تجاوز الازمة بـ5 ملايين دينار إضافية.
وتعتمد المشاريع السياحية في مادبا على السياحة الخارجية، لاحتواء المحافظة على أهم المواقع الدينية التي أعتمدها الفاتيكان للحج المسيحي وهي جبل نيبو، مقام البني موسى، قلعة مكاور- قطع رأس يوحنا المعمداني ، المغطس، أضافة إلى كنيسة الخارطة ومواقع أثرية تطرز أرضيتها لوحات الفسيفساء.
ويعتمد أصحاب هذه المشاريع الاستثمارية على القروض الشخصية الشهرية من الصناديق الحكومية والبنوك والمؤسسات المالية الخاصة، ما أدى إلى مصاريف زيادة على مداخيلهم الشهرية، وزيادة المصاريف المتعلقة بالتراخيص.
وشكك بعض أصحاب المحال، بقدرة الجهات المسؤولة على حل مشاكلهم، مناشدين الجهات المقرضة عمل تسويات تخفف الأعباء المالية الشهرية المتراكمة عليهم.
وشدد صاحب بازار لبيع التحف الشرقية مروان المنصور، على ضرورة أن تعيد الحكومة النظر بشأن تأجيل أقساط القروض من الصناديق الحكومية والبنوك لحين إنفكاك الازمة.
ويقول مدير بازار للتحف الشرقية أحمد نصار، إن الحركة الشرائية راكدة منذ 3 اشهر، بسبب إلغاء الحجوزات السياحية المدرجة في المواسم السياحية، ما أثر على جميع المحال سلباً، مطالباً وزارة السياحة بفتح آفاق جديدة لتنشيط الحركة السياحية، وتخفيف الأعباء المالية التي يعاني منها.
ويقول صاحب بازار في الشارع السياحي اسامة أبو الغنم، أن جائحة كورونا، سببت شللا في الموسم السياحي الذي طالما انتظرناه، مشيرا أنه من العار أن يوزع لاصحاب المحال طرودا للمواد الغذائية خلال الحظر.
وأكد انه كان يتوجب على الحكومة دراسة أوضاع المتضررين، وايجاد الحلول التي تساعدهم على استمرارية تشغيل مشاريعهم بدلا من التفكير بإغلاقها والاستغناء عن الموظفين والعاملين في فنادق ومنشآت سياحية اخرى، بسبب جائجة كورونا.
وكانت الحكومة أغلقت الحدود منتصف آذار(مارس) الماضي ، قبل بداية موسم السياحة مباشرة، في محاولة لوقف انتشار وباء كورونا، ما منع تدفق السياح الى المملكة.
ووفق رئيس جمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث في مادبا سامر الطوال، فان استمرار الإغلاق، من المتوقع أن يمتد لأشهر، ما سيتسبب في ركود تجاري وهجرة اليد العاملة في هذا القطاع بسبب انعدام العمل.
وأكد انه على الرغم من جهود الحكومة بدعم هذا القطاع، لكنها لا تفي بالغرض.
ويضيف الطوال، أن القطاع السياحي في مادبا يمر بظروف استثنائية قاهرة، قد تؤدي إلى إغلاق المشاريع الاستثمارية السياحية، نتيجة توقف الحركة في هذا القطاع المهم والحيوي، داعيا الحكومة إلى وضع خطة سياحية لإنقاذ القطاع السياحي من الانهيار.
ويطالب مدير عام منتجع حمامات ماعين جورج صويطي، باستمرار تفعيل صندوق التعطل في الضمان الاجتماعي، لحل مشكلة أجور العمال في هذا القطاع، معتبرا أن جائحة فيروس كورونا ستستمر لأشهر، وبالتالي يجب الوقوف إلى جانب المستثمرين في القطاع السياحي لتخفيف الأعباء المالية التي يتكبدها رب العمل.
كما طالب مؤسسة الضمان الاجتماعي بتأجيل الذمم على الشركات الى العام 2025، كي يتعافى الوضع الاقتصادي الاستثماري، ويستطيع صاحب المنشأة دفع المبالغ المترتبة عليه دون عجز مالي.
كما دعا الحكومة الى إجراء اتفاق مع الشركة الأردنية للكهرباء والشركة الوطنية للكهرباء، للتخفيف من فواتيرها الشهرية التي يدفعها المستثمر من خلال المساهمة بنسبة 40 % في دفع قيمة فواتيرها، خصوصا للمشاريع التي تقع على أطراف المدن وفي المناطق الحارة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية مثل المكيفات. وأشار إلى استهلاك منتجع حمامات ماعين في اليوم الواحد يبلغ نحو ألف دينار، وهذا لا يفي الالتزامات لاستمرارية المشروع، معلنا أن المنتجع سيفتح ابوابه للزوار في السادس من الشهر المقبل.