منتجات المطبخ الريفي تجذب العائلات في مهرجان الزيتون

مطبخ المأكولات الريفية في مهرجان الزيتون - (الغد)
مطبخ المأكولات الريفية في مهرجان الزيتون - (الغد)

تغريد السعايدة

عمان- تنتظر كريمة المصري كل عام إقامة مهرجان الزيتون، لتتمكن من خلاله من الحصول على العديد من المنتجات البيتية الطازجة التي قلما تجدها في الأسواق المحلية على مدار العام، خاصة وأنها أغذية صحية وفيها رائحة البيت الأردني ومن أيادي الأمهات.اضافة اعلان
بداية الأسبوع الحالي، أُسدل الستار على مهرجان الزيتون الثامن عشر في دورته التي تميزت لهذا العام بالمساحة الكبيرة التي أتيحت للمزارعين لعرض منتجاتهم الطبيعية من البيت للمستهلك. وكان المميز فيها وجود المطبخ البيتي الذي يقدم العديد من الأصناف الغذائية التي تجهز في الوقت ذاته، ويحصل عليها المستهلك “طازجة”.
وتعتقد المصري أن الحضور الكبير المتزايد للمهرجان عاما بعد آخر، دليل على رغبة الكثير من العائلات التي تفتقد لمثل تلك المنتجات البيتية التي تقوم بها سيدات جئن من بيوتهن حاملات معهن المواد التي يستخدمنها في العجن والتحضير بالفرن. وهي بحسب تعبيرها “تعشق تلك المنتجات” وتتمنى لو توافرت بشكل دائم في الأسواق، من خلال إنشاء مخابز خاصة للسيدات في أماكن عدة، ولكن “للأسف جميعهن من المحافظات، ومن الصعوبة بمكان التواصل معهن بشكل مباشر وجهاً لوجه”.
وبالقرب من إحدى السيدات التي تجهز أقراص المعجنات الساخنة، يشتري الزوار ليتذوقوا مما تصنعه يداها في مكان يضم مجموعة من الأفران التي يتم فيها الخبز. ووقف الحاج محمود برفقة زوجته ينتظران دورهما في الحصول على قرصين من الجبن والزعتر، بيدي تلك السيدة الريفية. ويقول الحاج محمود إنه جاء على المعرض بناءً على رغبة زوجته التي ترغب بشراء كميات من الزيتون والزيت، بالإضافة إلى رغبتها في تناول المعجنات الساخنة من الفرن مباشرةً.
ويضيف الحاج محمود أنه منذ زمن بعيد لم يتناول أقراصا أو معجنات تُجهز بهذه الطريقة القديمة التي يتذكرها منذ طفولته عندما كانت والدته تقوم بذلك بنفسها في البيت، ولكن مع مرور الوقت فقده، لأنه سافر للعمل منذ سنوات طويلة عدة. ولكن منذ عودته إلى الأردن وتقاعده لا يضيع فرصة يتناول فيها طعاما صحيا طبيعيا مجهزا من المنتج مباشرة ليد المستهلك، حيث يشتاق لهذا الأكل الريفي المميز.
أم محمد، التي جاءت من إربد، وجدت في المهرجان فرصة كبيرة في تسويق منتجاتها البيتية، وخاصة الإنتاج الغذائي المباشر، الذي تقوم بخبزه وتقديمه للزبائن مباشرةً، وهي من ضمن سيدات وعائلات عدة استغلت هذا الموسم التسويقي للتواجد في هذه الفعالية والمشاركة فيها بشكل سنوي.
أم محمد حضرت هي وعائلتها التي عملت بشكل جماعي؛ حيث كانت تقوم بالعجن ووضع الحشوة في قطع العجين، ويساعدها أحد أبنائها في فردها في وعاء خاص وآخر يقوم بوضعها في الفرن حتى نضوجها، بعدها يقوم بتقطيعها وتجهيزها ومحاسبة الزبائن بسرعة كبيرة.
العديد من السيدات جئن إلى أم محمد خصيصاً ليبتعن من عندها الأقراص الساخنة. وتقول إحدى السيدات التي اصطفت تنتظر دورها في الحصول على الأقراص إنها من خلال معارض وبازارات أخرى تعرفت على أم محمد من خلال شراء منتجاتها، وهي الآن تحرص على شراء المنتج من عندها لما تتميز به من جودة وإتقان في تحضير الأطعمة والمنتجات الطبيعية التقليدية التي كانت تحضرها أمهاتنا في السابق.
أم محمد، وعلى مدار أيام المهرجان، أحضرت كميات كبيرة من العجين المُحضر مسبقاً، بالإضافة إلى كميات وفيرة من الجبن والزعتر والسبانخ والزيت والزعتر لتحضير الأقراص التي تجد إقبالاً كبيراً، وهي تحرص على أن تكون من المشاركين الدائمين بهذه الحدث السنوي وفي الفعاليات المماثلة التي تفسح المجال لها ولغيرها من القرى والمحافظات لتسويق المنتجات في المحافظات الأخرى والعاصمة عمان.
إلى ذلك، تحرص العائلات التي تواجدت من مختلف الجنسيات في المعرض، على التجوال في كل زواياه، والتعرف على المنتجات التي يتم عرضها وشراء كميات من مونة البيت خلال هذه الفترة، وخاصة من الزيتون والزيت، والمخللات والخل الطبيعي ودبس التمر والأعشاب والسمن والجميد والبقوليات، والتوابل التي يتم تحضيرها يدوياً من ربات البيوت المنتجات، بالإضافة إلى التمور والقهوة والكثير من المنتجات الطبيعية الأخرى.
مدير عام مركز البحث والإرشاد الزراعي، الدكتور نزار حداد، قال “إن المهرجان لهذا العام يمتاز بالحضور الكبير والمميز، وخاصة من المطبخ البيتي، والذي يحرص فيه الزوار على تناول المنتجات التي تقدم لهم بطريقة مميزة؛ حيث يوجد في المهرجان لهذا العام ما يقارب 400 مشارك من مختلف المحافظات، وهذا يسهم في تسويق أكبر قر ممكن من المنتجات بشكل مباشر ما بين المزارع والزبون”.
كما بين مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الدكتور نصر الدين الحاج الأمين لـ”الغد”: “إن المنتج الأردني يضاهي المنتجات العالمية، وهذا المعرض هو فرصة لزيادة التسويق العالمي ويسهم في أن تخترق منتجات الزيتون الأردني الأسواق العالمية، خاصة وأن المستقبل هو لزيت الزيتون، والطلب عليه يزداد بشكل كبير عاماً بعد آخر”.