نتمناها قمة فعلية

يترقب عشاق الكرة الأردنية اليوم مباراة تقليدية تجمع منذ 39 عاما بين فريقي الفيصلي والوحدات، فسميت تارة بـ"ديربي الكرة الأردنية" وتارة أخرى بـ"مواجهة القطبين"، وعلى مدار السنوات الماضية "باستثناء بعض الأحيان"، شكلت المباريات بين الفريقين حدثا غير عادي، لاسيما ما يتعلق بالصراع على لقب الدوري.اضافة اعلان
لكن اليوم ليس شبيها بالبارحة مطلقا؛ فالوحدات يسعى للتتويج باللقب الرابع عشر بتاريخه وللعام الثاني على التوالي، وهذا سيتحقق إن فاز على الفيصلي، لأن الرمثا مضى في مسلسل انتكاساته، وسيصبح الفارق بينه وبين الوحدات 10 نقاط مع بقاء 3 مباريات لكل فريق.
لكن الفيصلي وجد نفسه بشكل استثنائي وغير معتاد من الفرق المهددة بالهبوط، وهذا أمر غريب وتتحمل مسؤوليته إدارة النادي في المقام الأول ثم اللاعبون والجماهير، ولذلك فإن فوز الفيصلي قد يشكل له "طوق النجاة" والابتعاد بعض الشيء عن "شبح الهبوط، في انتظار ما ستسفر عنه الجولات الثلاث المقبلة، كما أن فوزه يمكن أن يخدم فريقي الرمثا والجزيرة، ويؤجل حسم الصراع على اللقب إلى الجولة المقبلة أو التي تليها طبقا لنتائج المباريات المقبلة.
إذن هي مباراة قمة تجمع بين فريقين كبيرين يمران بظروف متباينة ويجمعهما هدف مشترك، لكن أهمية المباراة يجب أن لا تمنع الفريقين وجماهيرهما، من التمتع بالروح الرياضية العالية، لأن الفوز إن لم يكن متوجا بالأخلاق فلا قيمة له بل هو خسارة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
من هنا ننتظر من الفريقين أن يتحليا بالروح الرياضية والمنافسة الشريفة، ويدركا بأن ثمة ثلاث جولات لاحقة يمكن من خلالها تحقيق الهدف المنشود، إن لم يتمكنا من تحقيقه في مواجهة اليوم.
لا حديث عن توقعات أو تكهنات أو أفضلية، لأن لهذه المباريات بين الفريقين خصوصية، وليس الطرف الأفضل من يفوز دوما، بل إن الفريق الذي يمتلك هدوء الأعصاب والتركيز في الملعب، ويحسن اختيار التشكيلة ويوظف قدراته الفنية كما يجب، ويتمتع لاعبوه بالتركيز الذهني والإبداع الفني والحضور البدني ويتمكن من استغلال الفرص المتاحة، سيكون الأقرب إلى تحقيق الفوز.
صحيح أن الأرقام تمنح الوحدات الأفضلية، سواء ما يتعلق بتاريخ المواجهات بين الفريقين على صعيد الدوري أو واقع الحال في الدوري الحالي، ولكن لكل مباراة ظروفها وحساباتها.
نريدها قمة كروية جميلة تسودها المحبة وحُسن الخلق والمنافسة الشريفة، ولعل الرهان على اللاعبين والمدربين والإداريين أن يكونوا قدوة حسنة للجماهير، كما نتمنى على الأجهزة الأمنية التعامل بكل جدية وحزم مع كل من تسول له نفسه تعكير صفو الأمن أو الإساءة، فهذه مباراة كرة قدم رياضية، وليست مكانا لـ"مرضى النفوس" لتلويث وتسميم أجواء الملاعب النظيفة بهتافات مسيئة.