الاحتلال يشغل مناطق شمال الضفة ليقوض دعمها "للأقصى" والقدس

1694358453522419400
جنود من الاحتلال خلال اقتحامهم مخيم طولكرم الجمعة الماضي-(وكالات)

يعمل الاحتلال على إشغال مدن وبلدات شمال الضفة الغربية بنيرانه المستمرة لما تمثله للفلسطينيين من ظهير داعم للمسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة، وساحات نضالية صلبة في مواجهة الكيان المحتل ومستوطنيه، فيما تشكل المساحة الأكبر من المناطق "ج" الرازحة تحت أطماع الاحتلال للسيطرة الكاملة عليها.

اضافة اعلان


ولطالما شكلت مخيمات شمال الضفة الغربية الشوكة العتيدة في دائرة المواجهة النضالية مع الاحتلال، بما تجسد مؤخراً مع قرار الأخير بتنفيذ عمليات عسكرية لقمع الغضب الفلسطيني، ونشر المزيد من عناصره الإضافية، مما أدى لاتجاه الأمور نحو التصعيد حد الانفجار، والتي تخلف عادة العديد من الضحايا الشهداء والمصابين، والدمار في البنية التحتية والمنازل، أسوة بما حدث قبل أيام في مخيم "نور شمس" للاجئين الفلسطينيين بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.


ويلاحظ أن حكومة الاحتلال اليمينية استهدفت مخيمات شمال الضفة الغربية، أبرزها جنين وبلاطة قرب نابلس وعقبة جبر قرب أريحا ونور شمس، بسلسلة عمليات عسكرية تكثفت منذ مطلع العام الحالي، بما يؤدي إلى مزيد من الصدام مع الفلسطينيين.


ويتربع مخيم جنين على عرش المخيمات الأكثر سخونة في الضفة الغربية، حيث تعتبره سلطات الاحتلال مصدر القلق الدائم، ونفذت فيه عدة عمليات منذ بداية العام الحالي، استشهد خلالها نحو 73 فلسطينياً، فيما تضرر حوالي 80 % من منازل المخيم بشكل جزئي أو كامل.


جاء ذلك بالتزامن مع الإضراب الشامل الذي عم أمس مدينة الخليل حداداً على روح الشهيد الطفل ميلاد الراعي (15 عاماً) الذي ارتقى برصاص الاحتلال.


وشيع الفلسطينيون جثمان الشهيد الراعي، وسط المسيرات والتظاهرات الجماهيرية والهتافات الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين، والمطالبة بالرد على انتهاكاته المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، مما أدى لاندلاع المواجهات مع قوات الاحتلال أثناء محاولتها تفريق التجمعات بإطلاق قنابل الصوت والغاز تجاه الشبان عند مدخل مخيم العروب، شمال مدينة الخليل.


وأكدت حركة "حماس"، أن الشعب الفلسطيني سيبقى مستنفراً في كل المناطق للمواجهة وصد عدوان الاحتلال، مبينة إلى أن معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال، معركة طويلة ستنتهي حتما باندحاره واستعادة حرية الفلسطينيين.


بدورها دعت كل من "حركة المجاهدين" وحركة الأحرار الفلسطينية، إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال للدفاع عن الشعب والأرض والمقدسات.


من جانبها، نددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين وعناصرهم ومنظماتهم الإرهابية المسلحة المستمرة ضد الفلسطينيين وارضهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، كما حصل في اقتحام قوات الاحتلال لمخيم العروب شمال الخليل واطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين مما أدى الى استشهاد الطفل ميلاد الراعي وإصابة عشرات الفلسطينيين.


وقالت "الخارجية الفلسطينية" إن هذا يأتي بشكل يتزامن من استمرار هجمات وجرائم عناصر الإرهاب الإسرائيلي في انحاء متفرقة من الضفة الغربية، حيث اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى المبارك وأدوا طقوسا تلمودية، فيما تواصلت اعتداءاتهم على الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب في الخليل، وبيت لحم وطوباس والاغوار الشمالية وغيرها.


واعتبرت الوزارة أن هذه الجرائم والاقتحامات الدموية هي تنفيذ لسياسة حكومية اسرائيلية رسمية، هادفة لفرض التعايش مع الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وضرب مقومات صموده وإرادته في التخلص من الاحتلال، تمهيدا لتنفيذ المزيد من المخططات الاستعمارية التوسعية وتعميق الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية وتهويد المقدسات على حساب أرض دولة فلسطين، لاستكمال حلقات الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة.


وحملت حكومة الاحتلال، برئاسة "بنيامين نتنياهو"، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اعتداءات وهجمات المستوطنين ونتائجها الخطيرة على ساحة الصراع، منتقدة ضعف ردود الفعل والمواقف الدولية تجاه جرائم المستوطنين، والفشل الدولي في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية وفرض عقوبات على الاحتلال، بما يشجع المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية على ارتكاب المزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين.


واعتبرت "الخارجية الفلسطينية" أن الحماية التي توفرها عدد من الدول الكبرى لسلطات الاحتلال تؤمن افلاتها المستمر من العقاب وتعمق الظلم والاضطهاد الواقع على الشعب الفلسطيني، وتقوض أيضاً أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس.


وطالبت بضغط دولي حقيقي لإجبار الحكومة الإسرائيلية وقف جميع إجراءاتها احادية الجانب غير القانونية، ولجم المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية وتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها.

 

اقرأ المزيد : 

الاحتلال يعزز قواته "بالأقصى".. والفلسطينيون يحتشدون اليوم للدفاع عنه