تحليل إخباري

نتنياهو.. "أنا ومن بعدي الطوفان"

وسائل إعلام عبرية تكشف رؤية نتنياهو لغزة 2035
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو

تنطبق مقولة "أنا ومن بعدي الطوفان" على صاحب الـ75 عاما وهو بنيامين نتنياهو أول رئيس وزراء يولد في إسرائيل بعد إعلان استقلالها المزعوم؛ هؤلاء الأشخاص لا يرون سوى أنفسهم ومصالحهم الشخصية حتى لو ذهب الجميع إلى الجحيم أو يأخذهم الطوفان، المهم لديهم "الأنا".

اضافة اعلان


"أنا ومن بعدي الطوفان" مقولة فرنسية الأصل، قالتها عشيقة لويس الخامس عشر منذ زمن طويل لتتحول إلى وصف لكل الأنانيين الذين يعتقدون بأنهم محور الكون حتى وإن مروا فوق جماجم البشر، وفي حال وصولهم لمرحلة الخوف على الكرسي أو نقطة اليأس فلهم أن يقتلوا البشر ويحرقوا الشجر في سبيل "الأنا".
ورغم كل المحاولات والمفاوضات والاقتراحات التي يبذلها العالم لوقف العدوان على غزة، إلا أن هذا الشخص الذي وُجه له تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، في القضايا المعروفة باسم 1000 و 2000 و 4000 خلال العام 2019، يضربها عرض الحائط في سبيل "الأنا".


مات ألف وألفان وعشرة وعشرون وثلاثون حتى اقترب العدد من الأربعين، وأضرار بقيمة 30 مليار دولار، ودمار في مباني مدينة غزة يُقدر بنسبة 80%، وقرارات من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ومحكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، إلا أن نتنياهو لا يكترث لكل ما يحصل، ليضيف إلى قائمة إخفاقاته أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، ليصل الأمر بالصحافة الغربية بوصفه "معول هدم لإسرائيل".


ويرى مراقبون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول البحث عن أي نصر وهمي، حتى لو كان نصرهم يُقدم على أجساد المرضى وجثث الشهداء وتدمير كافة مرافق الحياة في غزة.


وأكد المراقبون، أن نتنياهو يحاول اختلاق أي انتصار لتهدئة الجبهة الداخلية، بعد انغماسهم في ورطة كبيرة، خصوصا بعد موافقة حماس على بنود مقترح وقف إطلاق النار يوم أمس، المقدم من الوسطاء القطريين والمصريين.


وبين المراقبون، أن الاحتلال ومنذ 75 عاما، يعمل على كيّ وعي الرأي العام العالمي، لكن بعد جنونه في قطاع غزة ظهر للعالم أجمع كم هم كاذبون أشرون، وسيشكك العالم في أي رواية لنتنياهو حتى ولو قال بأن "السماء زرقاء".


ووافقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، لكن سرعان ما جاوب نتنياهو على المقترح باجتياح رفح، وبأنه "يتضمن ثغرات كبيرة".


نتنياهو يخسر اليوم أوراقه التفاوضية مع مرور الوقت، خصوصا وأن أهالي المحتجزين في غزة قالوها صراحة في شوارع إسرائيل، "إما الموافقة على المقترح أو سنحرق إسرائيل"، وهذا يعني بأن نتنياهو يستجلب ضغوطا أميركية ودولية عليه بدلا من الموافقة على بنود المقترح، خصوصا وأن أوراقه باتت مكشوفة ويتراجع تأثيرها على مستوى الأهداف وإستراتيجية التفاوض.