تفاقمت أزمة الجوع في مدينة غزة، ومناطق شمال القطاع، بعد أن أصبح مئات آلاف الغزيين ممن رفضوا أن ينزحوا من منازلهم، غير قادرين على الحصول على الطعام، حيث نفذت غالبية مخزونات الطعام من منازلهم وما تبقى من محال تجارية.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بحسب ما نقلت وكالة شهاب: - إن قوات الجيش "الإسرائيلي" لم تكتف بتجويع الفلسطينيين في شمال وادي غزة، بل قتلت العشرات منهم خلال محاولتهم الحصول على مساعدات محدودة وصلت هناك، في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد السكان المدنيين في القطاع منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي.
وروى شهود عيان من سكان مدينة غزة وشمال القطاع عبر صفحاتهم الخاصة "فيسبوك" و"تويتر" إفادات مروعة حول أوضاعهم الإنسانية، التي باتوا يعيشونها في ظل استمرار القصف وحرب الجوع التي أنهكتهم، وتحولت لكابوس يخيم على حياتهم.
هاشم أبو عساكر نشر صورة تظهر "مناجاة" فتاة غزية تشكو فيها من إنعدام المواد الغذائية وانتشار الأوبئة فجاء بمطلع الرسالة: إحنا بلشنا نموت من الجوع!
أما الصحفي الفلسطيني حسام شبات فغرد عبر "تويتر": ننام الليلة في جباليا جوعى دون طعام ولا ينام الأهل في رفح من البرد في الخيام والقذائف تدك خانيونس بشكل عشوائي يا غزتنا.. يا وحدنا.. يا عجزكم.. يا عاركم!
ننام الليلة في #جباليا جوعى دون طعام
— حسام شبات (@HossamShabat) January 21, 2024
ولا ينام الأهل في #رفح من البرد في الخيام
والقذائف تدك #خانيونس بشكل عشوائي
يا غزتنا.. يا وحدنا.. يا عجزكم.. يا عاركم!
وكتب يوسف فارس عبر حسابه" فيسبوك": العالم رح تموت جوع يا عالم كافر.
عن الجوع في شمال غزة pic.twitter.com/eCHVcnEyY1
— Yasser (@Yasser_Gaza) January 21, 2024
وكتب الشاب الفلسطيني عبر فيسبوك: وصفة تحضير الخبز :
كيلو طحين؛ مُتًكدِّس على المعبر ،إذا لم يكن متوفراً يستعاض عنه بعلف تسمين الأرانب من شمال غزة. ويخلط بالكثير من الصبر و التخاذل والصمت.
الناس في شمال غزة بدؤوا يطحنون أعلاف الأرانب ليأكلوها خبزًا! pic.twitter.com/EZBF0c1kIT
— يوسف الدموكي (@yousefaldomouky) January 21, 2024
*علف لتسمين الأرانب*
— رُبا (@rubawrites_) January 21, 2024
هذا ما يتناوله أهالينا شمال وادي غزة
تحمل المسؤولية
وفي ذات السياق، حذر خبراء من خطر الإبادة الجماعية مرات عدة، مذكرين جميع الحكومات بأن عليها واجب منع الإبادة. وأكدوا أن الاحتلال لا يقتل الفلسطينيين المدنيين فقط من خلال قصفه العشوائي الذي يتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها، ولكنه أيضا يفرض بشكل متعمد معدلات مرتفعة من المرض وسوء التغذية لفترات طويلة، بالإضافة إلى خلق حالات جفاف ومجاعة من خلال تدمير البنية التحتية المدنية.
ودعا الخبراء إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة فورا دون أي عائق لمنع وقوع لمجاعة.
وأشاروا إلى أن قلقهم من الإبادة الجماعية لا ينحصر فقط على القصف المتواصل على غزة، بل يمتد أيضا إلى المعاناة البطيئة والموت الناجم عن الاحتلال طويل الأمد والحصار والتدمير المدني الحالي.
من جانبه قال مسؤولون طبيون في قطاع غزة، إن عدد الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع تجاوز 25 ألفا، ووصل عدد الجرحى إلى 62,681 مصابا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وآلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات ولا يمكن الوصول إليهم.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن 178 فلسطينيا استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، في واحد من أكثر الأيام دموية حتى الآن خلال العدوان الإسرائيلي. وقال جيش الاحتلال إن أحد جنوده قُتل في اشتباكات مع المقاومة.
اقرأ أيضاً:
أزمة إنسانية غير مسبوقة.. الاحتلال يستخدم المجاعة لضرب غزة