أيها المدربون.. تستحقون التنكيل بكم!

خالد الخطاطبة لم يعد المدرب في الأندية الأردنية، خاصة في دوري المحترفين، ينال ما يستحق من تقدير واحترام، وفقا لمجهوده وخبرته ونجوميته، بل على العكس من ذلك، بات المدير الفني أو المدرب ممر عبور الإدارات نحو بر الأمان عند الأزمات، بل هو المنقذ والوسيلة التي ترتكبها الإدارات لتبرير إخفاقاتها، وتهدئة الجماهير الغاضبة والمنتقدة لأداء ونتائج فريقها. لم يعد غريبا في كرة القدم الأردنية، أن تنام على خبر تعيين مدرب، وتستيقظ على إقالته، وهذا ما يستحقه الكثير من المدربين الذين منحوا الأندية والإدارات فرصة التغول عليهم، بسبب هرولتهم من أجل التعيين بعيدا عن عقود تليق بسمعة المدرب. نحن لا نلوم الأندية التي دائما ما تفشل في اختيار التوقيت المناسب لتعيين أو إقالة المدرب، لأننا اعتدنا على إدارات تتهرب من مسؤولياتها بإلقاء اللوم على جهة أخرى، وغالبا ما يكون المدرب، بل نلوم المدرب نفسه الذي لم يحفظ هيبة هذه المهنة، بإرسال الواسطات للتعيين في النادي، واستعداده للقبول بعقد متواضع، ومحاولته النيل من زميله بـ”الأسفنة” عند الأندية الأخرى، أملا في تسلم المهمة لاحقا. المدرب هو من أعطى الإدارات فرصة التغول عليه، بسبب عدم حماية نفسه بشرط جزائي في العقد الرئيسي، كما أن المدرب فقد هيبته أمام الإدارة، عندما وافق على أن تتولى هذه الإدارة مهمة التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب، وتقرر إبعاد (س) من اللاعبين واستقطاب (ص) بعيدا عن رأي المدرب. اتحاد الكرة لعب دورا أيضا في ضياع هيبة المدرب المحلي، من خلال الدورات التدريبية المتتالية التي جعلت من التدريب مهنة من لا مهنة له، ما دفع الأندية للتدلل على المدرب الحقيقي، خاصة وأنها تعلن استعدادها للتعاقد مع مدربين بثمن بخس! المدرب الأردني يستحق التنكيل به، ويستحق الإقالة في كل زمان ومكان… ربما هذا الكلام ليس نابعا من القلب، ولكنه غيرة على القامات التدريبية الأردنية، التي تتأذى بأشباه مدربين يوافقون على عقود متواضعة تنسف هيبة المدربين وتقلل من شأنهم. لا شك أن هناك مدربين أردنيين، لهم كل التقدير، لعدم قبولهم بأي عقد أو شرط، احتراما لأنفسهم ومهنتهم وزملائهم في المهنة، وندرك جيدا أن هناك مدربين لا يمكن أن يرضخوا للإدارات أو يسمحوا لها بالقفز على ظهورهم، ولكن في الوقت نفسه هناك مدربون ألحقوا الضرر بسمعة المدرب، ومنحوا الأندية فرصة التغول عليهم، لأنهم إذا طردتهم من الباب عادوا إليك من الشباك.. لأن هدفهم فقط هو العمل ودخول الأضواء وكسب المئات من الدنانير بعيدا عن الهيبة… مواجهة تغول الأندية على المدربين تحتاج لنقابة مدربين قوية أو مؤسسة تحفظ حقوقهم. المقال السابق للكاتب  للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنااضافة اعلان