إرهاصات اجتياح غزة


ما تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية الهمجية تتواصل على القطاع بشكل مستمر بلا انقطاع، بالرغم من الجهود المضنية التي تبديها بعض الأطراف في المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، تتلاشى هذه الجهود برفض قاطع من قبل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وإصرارها على دخول رفح والأصوات العالمية تتعالى لمنع دولة الاحتلال من القيام بعملية برية في جنوب القطاع، إلا أن الخطط قد وضعت للاستعداد إلى دخول رفح كما أوضح الإعلام الإسرائيلي ومكتب نتنياهو نفسه، فالعواقب لا يمكن تصورها إذا تم شن هجوم على رفح وأولها كارثة إنسانية فوق التصور، رفح منطقة مكتظة بالنازحين وهجوم إسرائيلي وشيك قد يجعل المنطقة تتجه إلى دوامة من عدم الاستقرار وزعزعة الأمن في الشرق الأوسط برمته، وهذا ما تسعى إليه دولة الاحتلال الإسرائيلي.

اضافة اعلان


وصول وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة يشي بالقلق الزائد الذي يشعر به البيت الأبيض من اجتياح إسرائيلي لرفح، والذي سيكون بمثابة رسالة يحملها بلينكن إلى قادة الكيان الصهيوني، والادعاء بعدم وجود خطة ذات مصداقية لتأمين المدنيين الأبرياء في رفح تقدمها حكومة نتنياهو للإدارة الأميركية لا أساس لها من الصحة، فلو كانت إدارة بايدن تبدي أي جدية في لجم إسرائيل من الهجوم على رفح لفعلت، لكنها ضمنيا توافق على تلك العملية، المغزى في ذلك يكمن في خشية الإدارة الأميركية من تصاعد الانتقادات داخل الولايات المتحدة من قبل الأميركيين والذين في معظمهم من الجاليات العربية والإسلامية وبعض المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.


اجتياح قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي رفح يجعل العالم أمام اختيارات صعبة، أولها الحرج الذي سيشعر به البيت الأبيض وقادة الاتحاد الأوروبي أمام الأحرار في بلدانهم، تلك العملية رغم التأييد الذي تبديه معظم الدول الغربية، لكن وفق محددات وشروط ترغب بها الولايات المتحدة، إذن الخلاف ليس من عملية دخول رفح واستمرار الحرب، لكن في كيفية القيام بها فإدارة بايدن تريد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ثم القيام بعملية رفح من غير أن يعرض دولة الاحتلال إلى عزلة عالمية لا تستطيع الخلاص منها، ونتنياهو ومجلس حربه يرفضان الاتجاه الأميركي ويريدان حربا شاملة على حماس مهما كان الثمن.


لا يمكن للمرء أن يتصور مدى المعاناة التي سيكابدها أهالي رفح إذا تم الاجتياح الإسرائيلي والقيام بعملية عسكرية واسعة ضرب من ضروب الجنون لا يعرف نتائجها إلا الله. 


إننا لا نأمل من أحد في هذا العالم المترامي الأطراف أن يقف في وجه آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أميركياً وغربياً، إلا أن أملنا في الله أن يحفظ أهل غزة وينقذهم من بربرية الاحتلال الصهيوني.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا