استقواء وابتزاز سياسي

منذ أن كان العدوان على غزة كانت هنالك محاولات وعمل من بعض الأطراف داخل الأردن وخارجه للضغط على الدولة الأردنية ومحاولة تحميلها عبئا أمنيا وسياسيا وشعبيا، والبعض ذهب الى أعمال وممارسات لتشتيت جهد الأردن وفتح جبهات أمنية مقلقة له.

اضافة اعلان


بعض القوى السياسية الداخلية التي كانت تشكو من عدم التعامل معها او تهميشها سياسيا والتي كانت أكبر امنيات قيادتها ان تلتقي بضابط في المخابرات او وسيط قريب من الجهات الرسمية وجدت في فترة الحرب فرصة للاستقواء على الدولة ومحاولة زيادة الاعباء عليها، وتجاهلت كل حديث عقلاني او تذكير لها بمصلحة الأردن واهله.


المشكلة في الأردن لم ولن تكون قي التعبير عن رفض العدوان او تنظيم فعاليات تضامن مع أهل غزة، ولم يكن هنالك اي خلاف على حق الأردنيين في القول والفعل والتظاهر ورفع الصوت ضد إجرام الاحتلال بل ان هذا كان امرا مطلوبا وفي مصلحة الأردن الذي يتبنى موقفا صلبا في رفض العدوان ويعمل كل مايستطيع لوقف العدوان ومساعدة الأشقاء، لكن المشكلة فيمن تعاملوا مع الظرف على أنه مرحلة قلقة تمر بها الدولة ويمكن فيها تصفية الحساب مع الدولة الأردنية والضغط عليها ببعض الامور التي يعلمون انها خطر على الناس قبل الجهات الرسمية، وهذه الجهات وجدت في الظرف الاقليمي الصعب فرصة لابتزاز الدولة وإظهار نفسها انها الاقوى شعبيا وان في يدها اوراقا في الشارع، وايضا في محاولة لبدء الحملة الانتخابية للبرلمان القادم.                       


هذه الجهات الى جانبها من مارسوا الافتراء على الأردن بادعاء انطلاق طائرة اميركية من الأردن الى اسرائيل تحمل سلاحا، وهي ذات الجهات او تحمل ذات الحقد على الأردن التي نشرت على موقع المنظمة العربية لحقوق الانسان المسروق من جماعة لها امتداد في الأردن افتراءات جديدة عن طائرات اميركية من الأردن الى اسرائيل تحمل السلاح، والتي اعلن رئيس هذه المنظمة الحقوقية انها اخبار كاذبة وان موقع المنظمة في لندن مسروق من جماعة معروفة وهي التي تستهدف الأردن.


هؤلاء لا يختلفون في نواياهم تجاه الأردن عمن يحرض العشائر الأردنية على الخروج عن القانون وهي ذات النوايا التي جعلت اتباع الحرس الثوري الايراني من ميليشيات طائفية عراقية للتجمع قرب الحدود مع الأردن ومحاولة اقامة تواجد دائم بحجة نصرة فلسطين وكلنا يعلم انها استفزاز وعدوان على الأردن فالحدود مع فلسطين مقفلة في سورية ولبنان حيث حلفاء وشركاء هذه الميليشيات.


البعض تأخذه نشوة المراحل غير العادية ولا يتعلم من تجاربه، ونتذكر فترة الحراك وما يسمى الربيع العربي حين اخذت النشوة البعض في الأردن فكانت مطالبهم تغيير بنية النظام السياسي وتعديل الدستور بسلب الملك صلاحياته وكانوا يعتقدون ان سيطرتهم على الحكم في الأردن قريبة مثل ما حدث مع "اخوانهم" في دول اخرى، لكن بعد ان ذهبت النشوة واستقرت الامور أصبحوا يبحثون حتى عمن يكلمهم، لكنهم اليوم تأخذهم الأوهام وكأن قضية فلسطين احتكار لهم ويحاولون الضغط على الدولة وزيادة العبء السياسي والامني على الأردن.


لا يختلف اي أردني مع آخر ولا مع الدولة على فلسطين ومكانة قضيتها، لكن البعض يرى في هذه المرحلة فرصة للافتراء على الأردن او إظهار الدولة في موقع المتهم او الابتزاز السياسي، لكن هذه الحرب العدوانية ستنتهي وحالة الهياج السياسي لدى البعض ستنتهي وتعود الامور الى واقع مؤكد انه سيكون جديدا..

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا