خلِ السلاح صاحي


لا أقول إنها غدا، ولا أقول إنها بالضرورة حرب عسكرية تقليدية، لكن المواجهة مع إسرائيل قادمة، وأهم ما في الحرب هو الاستعداد، فكيف يستطيع الأردن الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل؟!

اضافة اعلان


أول الاستعداد، الاستعداد الذهني، وذلك بنقل إسرائيل في العقل السياسي الأردني من موقع الحليف غير المباشر أو حليف الحليف؛ أميركا، إلى موقع العدو، العدو الذي أمسى الشعب والمسؤولون عنده يقولون بصفاقة إن حل معضلة الفلسطيني بتهجيره، وتهجيره الى الأردن فقط، حتى إن أحدا منهم لا يجاملنا في مجرد التفكير بتهجيرهم إلى أميركا أو أوروبا مثلا!


ثاني عناصر الاستعداد، تمكين الجبهة الداخلية وفصل المقال في أن الأردني هو كل شخص يحمل رقما وطنيا فقط، وإعلاء المواطنة باعتبارها متطلبا لتمتين الجبهة الداخلية، والتمسك أيضا بحق العودة وإعلاء شأن خطابه في كافة المحافل الدولية والمحلية، وهذان أمران غير متعارضين إطلاقا لعقل سياسي لبيب.


وعلى قاعدة المواطنة والتمسك بحق العودة الذهاب للتحديث السياسي دون وجل، وطرح الديمقراطية الأردنية كمنافس «للديمقراطية الصهيونية»، وكسر احتكار أن دولة الاحتلال هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وذلك بالعمل بخطى واضحة ثابتة نحو تكريس الدولة الدستورية المعاصرة المدنية.


وبناء خطاب إعلامي وطني جديد قوامه أننا في حالة حرب، مع تحفيز كافة الجهود والقوى لضم الشعب ووضعه في «حالة نضالية» تليق بالدفاع عن الأردن، وبهذا الصدد فإن الشعوب تنهض حضاريا واقتصاديا وسياسيا، عندما تكون في حالة التحفز للدفاع عن وطنها أمام عدو غاشم كالعدو الصهيوني، الذي يستهدف الأردن أرضا وهوية ودستورا، وفي هذا المجال فليتسابق الشعراء والنشطاء في خلق والمشاركة في هذه الحالة النضالية، وكل حراك مهم من فرق الكشافة إلى إعادة خدمة العلم!  


دعم السلطة الفلسطينية وحشد دعم عربي ودولي لها، ووقف سياسة «النأي بالنفس» عن صناعة الحدث في الضفة الغربية وغزة، والتدخل بكافة الطرق لدعم موقف الشعب الفلسطيني، وبذل كافة الجهود للمصالحة الفلسطينية بين السلطة وحماس، ووقف حالة البراءة السياسية في تشكيل الموقف السياسي في الضفة الغربية، إن تصليب موقف الفلسطينيين ودعم صمودهم على أرضهم ودعم وحدتهم الوطنية، كان وما زال مصلحة عليا أردنية، وللأردن أن يفخر أنه لم يتخل عن دعم الفلسطينيين بل وقف ويقف وحده معهم.


الأردن تبنى «فقه السلام» مع إسرائيل، لأنه اعتقد أن هذا السلام، هو لجم لأطماعها ووأد لما يعرف بالخيار الأردني، وظل الأردن معتنقا لفقه السلام هذا، وظل ينظر لبعض التصريحات القادمة من إسرائيل حول الخيار الأردني بأنها تصريحات «متطرفين»، لا تمثل دولة إسرائيل، حتى جاءت الواقعة بالإعلان عن صفقة القرن، وهي ليست خطة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن وفلسطين وحسب، ولكنها أظهرت لأول مرة بوقاحة أن الأردن ليس في «عين إسرائيل»، وأظهرت بوقاحة أكبر استعداد أميركا للتعامل مع الأردن باعتبارها خسائر جانبية يمكن القبول  بها في سبيل دولة إسرائيل.


ويقول المأثور الشعبي «اللي ما يعرف الصقر يشويه»، آن الأوان جنابك؛ لنعود في تعاملنا مع إسرائيل إلى حالة الصقر!

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا