مواقف شجاعة من أجل غزة


حب القضية الفلسطينية والانتصار لها، كان وما يزال البوصلة التي توجه أبناء الوطن العربي والإسلامي نحو مسار الحق، والشرفاء في جميع أنحاء العالم يستلهمون منها النبراس الذي يضيء لهم الطريق الصحيح، وتنجلي أمامهم الحقائق التي صورها الإعلام الغربي المنحاز في معظمه بشكل سافر للرواية الإسرائيلية المزيفة، وفي خضم التخبط الذي يشعر بها العالم بأسره، ينبرى الشجعان بمواقف بطولية يرفع لها القبعة حتمت عليهم عقيدتهم وعروبتهم وأخلاقهم الرفيعة وإيمانهم بالحق الفلسطيني تلك المواقف التي سيرويها الآباء لأبنائهم والأجيال القادمة.

اضافة اعلان


البطل الأردني اللاعب موسى التعمري الذي صدح بصوته ليظهر للعالم أن هناك شعبا مظلوما لا بد من نصرته، لم يعبأ بالعواقب جراء موقفه الشجاع لأنه أردني أصيل أحب فلسطين كحبه لوطنه الأردن، والعديد من زملائه في المجال الرياضي الذين رفعوا علم فلسطين في ساحات الملاعب وأشهروا علامات النصر، مؤمنين أن قضية فلسطين هي قضيتهم وقضية كل أردني وعربي ومسلم وشريف في هذا العالم، ولا نغفل دور نقابة الفنانين الأردنيين الذي ينم عن أصالة الفنان الأردني وطيب معدنه وعشقه لفلسطين وأقصاها، الوقفة التضامنية التي قام بها الفنان الأردني منذر الرياحنة وأظهر مشاعره الصادقة تجاه الأبرياء الذين يقصفون ويقتلون كل يوم منذ السابع من أكتوبر، بلا انقطاع من دون أدنى مسؤولية أو رادع يردعهم.


الموقف الأردني النقابي والمهني والشعبي والمجتمعي موقف مشرف يستحق أن نقف عنده، موقف يتباهى به الأردن لأنه يعتبر قضية فلسطين هي قضيته الأولى، وقضية الشرفاء على مدار التاريخ.


ولا يختلف موقف الأخوة العرب عن موقف أشقائه في الأردن، نرى الموقف الذي اتخذه الفنان المصري عمرو دياب من خلال رفضه احياء حفلات غنائية رغم تكبده خسائر مقابل ذلك، وزميله الفنان تامر حسني بموقفه الأصيل في رفض المشاركة بأي مهرجانات أو حفلات موسيقية تعاطفاً مع الأوضاع الصعبة والقاسية التي يمر بها قطاع غزة واحتراماً منه لآلام وأوجاع الناس هناك، والفنان محمد سلام الذي أعرب عن عدم قدرته على تقديم مسرحية كوميدية واضحاك الناس، لاستمرار سقوط الضحايا والرعب والخوف الذي يعيشه سكان غزة ليل نهار خوفاً من القنابل التي تنزل على رؤوس الأبرياء بلا رحمة، فاتخذ موقفاً جريئاً لصالح الضعفاء المظلومين، هذا موقف الفنانين العرب وغيرهم من الفنانين في جميع أرجاء العالم، وفي المجال الرياضي نجد الدعم الذي يقدمه وما يزال الكابتن أبو تريكه لأهل غزة لم يتوقف، واللاعب محمد النني الذي رفع العلم الفلسطيني وأبدى مساندته الواضحة والتي لا لبس فيها أمام الجمهور الغربي، وشجاعة السباح المصري عبدالرحمن سامح الذي عبر عن دعمه ومساندته لغزة منذ البداية ورفضه الممارسات الإسرائيلية المتواصلة على الأطفال والنساء والشيوخ، وأيضاً بطل كمال الأجسام بيج رامي بتضامنه مع أهل غزة واستنكاره الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء، فشعب مصر يقف وما يزال بكل شرائحه مع شقيقه الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له في قطاع غزة والضفة الغربية من قتل وإبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم بأسره، وفي هذا المقام نقف بكل إجلال أمام الموقف الشجاع الذي أبدته دولة الكويت بإصرارها على الإبقاء على عمل المستشفى الميداني الكويتي رغم الصعوبات، يحذو بذلك حذو نظيره المستشفى الميداني الأردني الذي يقوم بدوره الأخلاقي والديني تجاه الأهل والأشقاء من غزة والضفة الغربية وعموم فلسطين.


قضية فلسطين هي قضية كل عربي ومسلم وشريف حمل هذه القضية في قلبه وعقله ووجدانه، منذ نعومة أظفاره مناصراً وداعماً لها، آخذا على نفسه عهداً حتى يتحقق النصر ويحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه واسترداد القدس عاصمة فلسطين الأبدية وعودة المسجد الأقصى المبارك لأحضان أمتيه العربية والإسلامية.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا