نظرة استشرافية لوضع التعليم في العام 2050

لا يخفى على أحد أن التعليم يمر بحالة من التذبذب، وعدم قدرته على الوصول إلى المستوى الذي يطمح إليه العديد في مجتمعنا. فالتعليم بحد ذاته يحتاج إلى سياسات تعليمية وتربوية متطورة تجاري العصر، وما طرأ عليه من تقدم علمي وتكنولوجي، يتسق مع موروثاتنا العربية والإسلامية جنباً إلى جنب من غير الإخلال بأي من الطرفين فيصبح مهمشا فارغاً من محتواه. الطموحات في تعليم راق وقوي ليس حديثاً بقدر أنه مطلب جوهري يتبناه الباحثون والمهتمون بتحسين حال التعليم وظروفه في وطننا الأردن، واستحداث سياسات ونظم تربوية وتعليمية جديدة تصب في مصلحة المعلم والمتعلم وتدفع باتجاه تطور وتنمية التعليم وطرائقه. فالسياسات التي يحتاجها نظام التعليم لا بد أن تخرج من رحم أفكار المجتمع وآراء أفراده التي تعبر عنه فقط، منطلقة من سؤال رئيسي ما هي الأهداف التي يريد أن يحققها المجتمع بمختلف أطيافه ومؤسساته وهيئاته ومنظماته المختلفة؟ وما هي آراء التربويين وخبراء التعليم والدارسين في مجال التربية والتعليم، فوضع سياسات تناسب ظروف المجتمع وتوجهاته والمستجدات على الساحتين المحلية والدولية والواقع المعاش والرأي الجمعي، كل تلك العناصر تضفي قوة وتميزاً على التعليم وتعزز فيه جانب الإبداع والابتكار والتفرد في تطوير وتحسين المعارف والمعلومات المستقاة منه من قبل مقدم التعليم ومتلقيه من الطلبة والدارسين. في الدول المتقدمة في مجال الاستراتيجيات التعليمية المعتمدة، بلغت من التطور والتقدم حداً كبيراً، فلا ينقص مجتمعنا الأردني والذي يقبل أفراده على التعليم بشكل كبير أي شيء، كي يصبح في مصاف الدول المتقدمة تلك، بل ربما يغدو أفضل وأكثر تقدماً لأن نسبة المتعلمين في الأردن هي من أعلى النسب عالمياً. المنهج الدراسي العلمي الذي يواكب التطور العصري ويحافظ على الموروث الديني والثقافي هدف أساسي للارتقاء بمستوى التعليم ووفرة الأماكن التعليمية أيضا من الأهمية بمكان وتصميمها وفق أفضل المعايير الدولية لتلائم الطلاب وحاجاتهم وابتكار أساليب تعليمية وتربوية متقدمة ترتقي بمستوى الإدراك العقلي والحسي للطلاب، ومنح الاستقلالية والشفافية والمرونة اللازمة للمدارس كي تضع القوانين التي تناسب بيئتها، للنهوض بمستواها العلمي والأدبي والفني، ولا نستطيع أن نغفل في هذا المقام، دراسة واقع المعلمين والمعلمات بشكل جدي وعملي، والاهتمام بظروفهم الاجتماعية والمادية والنفسية، وتطوير مستواهم المعرفي والعلمي بما ينعكس بصورة إيجابية على التحصيل العلمي للطالب، والأخذ بيد التعليم إلى مستويات عالية من التقدم والنجاح ترضي الجميع في وطننا الأردن الجميل. المقال السابق للكاتبة  للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنااضافة اعلان