هل علينا الخوف من الزلازل؟

لا شك أن الزلازل من الكوارث الطبيعية التي تقذف في قلب أي إنسان الرعب والفزع، فبمجرد أن يتناهى إلى السمع خبر وقوع زلزال في بلد ما ينتاب المرء القلق والتوتر، فمشهد سقوط المباني على الأحياء، ورؤية فرق الإنقاذ تنتشل الجثث من تحت الركام يزداد معه الخوف والتوجس، ومن كتب له النجاة يخرج حياً.

اضافة اعلان


أمر طبيعي أن يخاف الإنسان، لكن ليس من الطبيعي الخوف المبالغ فيه الذي يصل إلى حد (الفوبيا) الخوف المرضي، فيشغل حياته بفكرة وقوع زلزال في أي وقت، فيصبح سجين تخيلاته المرضية فيعتزل الناس وأعماله وحياته كلها وينكب في تتبع مسار الزلازل في بقاع العالم خشية وقوعه في المحيط الذي يعيش فيه!!


وليس من المنطق أن لا يعبأ بما يجري حوله، على أساس أن الزلازل بعيدة عنه ومن المستحيل وصولها إلى الجوار. إنّ أخذ الحيطة والحذر هو عين الواقع، يعتدل المرء في ردة فعله فلا إفراط ولا تفريط، الكل يخاف من وقوع زلزال نعم هذا أمر طبيعي، يذهب إلى عمله ويفيد مجتمعه ويشارك في جهود توعية أفراد مجتمعه بالاجراءات الواجب اتباعها إذا ما وقع زلزال لا قدر الله، من الناحية العلمية الصفائح الأرضية في نشاط مستمر، منه ما لا يشعر به الإنسان ويمر بسلام، والآخر يشعر به ويؤدي إلى حدوث زلزال قوي ينجم عنه خسائر في الأرواح والممتلكات. فلو أردنا أن نطرح سؤالاً مهماً في هذا السياق، كم واحد منا يعلم جيداً ما عليه فعله إذا حدث زلزال؟ ما هو الاجراء الذي سيتخذه؟ أو بصورة أوضح كيف سيتصرف؟


أعتقد أن البعض قد لا يعرف كيف يتصرف إنما الهلع والجزع هما ردتا الفعل السائدة في الغالب.


ما تعلمناه وقرأناه في المواقع الإلكترونية وسمعناه من بعض الورش التدريبية على افتراض حدوث زلزال وهمي، أن يحتمي الشخص بإحدى زوايا البيت، أو الاختباء تحت طاولة قوية تفادياً لسقوط الأشياء عليه وتضرره، وإن استطاع وهذا أفضل إجراء الخروج من البيت فور إحساسه بالهزة إلى مكان خال بعيد عن المباني السكنية إلى حين انتهاء الهزة وهذا يتم عند سماعه صافرات الإنذار، يدرك أن الزلزال قد توقف ولا يعني عدم حدوث هزة أخرى قد تحدث هزة ارتدادية في أي وقت وعليه الانتباه لذلك وأن يكون منطقياً في تصرفه.


في تصورنا أن هناك العديد من المناطق الخالية من العمران في الحي أو القرية التي يعيش فيها المرء يستطيع أن يلجأ إليها، وإذا أراد أي شخص مزيداً من المعلومات عليه أن يدخل على الشبكة العنكبوتية ويلج إلى موقع الدفاع المدني وسيوافيه بالمعلومات اللازمة.


على العموم وقوع زلزال بساعة معينة ومكان معين لا يستطيع أي عالم التنبؤ به على وجه التأكيد، ونحن مجتمع يؤمن أن الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى والاتكال عليه هو جوهر المسألة، فعلينا أن نكون محيطين بكل ما يخص موضوع الزلازل وحريصين ومدركين للخطوات التي يتحتم علينا القيام بها في حال وقوع زلزال لا سمح الله؛ أي يكن لدينا استعداد نفسي كامل وألا نتهاون بذلك وهذا من باب التوكل على الله والأخذ بالأسباب، ففي حديث للرسول- صلى الله عليه وسلم- حينما قال رجل للنبي- صلى الله عليه وسلم-: أرسل ناقتي وأتوكل؟ قال: (اعقلها وتوكل)، الأخذ بالأسباب بمعنى أخذ الحيطة والحذر ومعرفة ما يتوجب القيام به في حال حصل زلزال لا ينافي مفهوم التوكل على الله بل هو عين التوكل عليه.


ختاماً: حفظ الله الأردن وشعبها من كل مكروه، وجعلها بلد أمن وأمان واستقرار إلى ما شاء الله.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا