من المستفيد مما يجري على الساحة الأردنية؟ القضية الفلسطينية أم إسرائيل؟

أعلام الأردن
أعلام الأردن

عمان –  الغد - بات الحديث عن اعادة فتح العلاقات مع قادة حماس اردنيا كمن يزرع فخا في فراشه بعد حملة التحريض والتأليب التي تقودها الحركة على الاردن وذراعها جماعة الاخوان المسلمين فضلا عن التدخلال في الشان المحلي .

اضافة اعلان


وكانت أحيت الزيارة الأخيرة التي قادت القيادي في حركة حماس الفلسطينية، خالد مشعل، إلى الأردن، الحديث عن عودة محتملة للعلاقات بين المملكة والحركة الإسلامية الحاكمة في غزة الا ان الموقف الاردني الرسمي كان واضحا منذ البداية بان ما تمارسه الحركة من تحريض على الاردن وان التاريخ يعيد نفسه بعد ممارسة الحركة انشطة غير مشروعة في الاردن العام 1999.


وكان الاردن في عام 1999، حظر حركة حماس، وهي فرع من جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن اتهمها  بالقيام بأنشطة غير مشروعة داخل المملكة.
ثم أصدرت السلطات انذاك مذكرات توقيف بحق خالد مشعل وخمسة من كبار مسؤولي حماس، وهم، موسى أبو مرزوق، وإبراهيم غوشة وعزت الرشق وسامي خاطر ومحمد نزال. 


ومنذ ذلك الحين، يعيش مسؤولو حماس في قطر.


ما اعاد تأكيد الموقف الحمساوي تجاه الاردن هو تصريحات رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في فعالية نسائية في الاردن قوله " إخوانكم في قيادة الحركة منذ بداية المعركة يعملون في مسارات أنتم تتابعونها وأهمها مسار إسناد المعركة عسكريا من الداخل ومن الخارج بكل جهود ونحن ما زلنا نحث الأمة أن تنخرط في المعركة وأن تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين حتى ننال الشرف وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله تعالى.

ونوه: نزول الملايين من أجل فلسطين إلى الشوارع نريده أن يكون مستداما وهذا يحتاج إلى تنظيم وتحفيز وإدارة وإلى مأسسة.


هذه العبارات قالها مشعل في عمان خلال حضوره فعالية نسائية عبر فيها عن حجم التخطيط الذي يتم على الساحة الاردنية.


وبالتوازي اندلعت مسيرات ليلية باعداد كبيرة في منطقة الرابية في عمان ظهرت من خلالها العديد من التجاوزات على الاردن وقيادته واهله فضلا عن عمليات تحريض هنا وهناك بحيث اصبح الحديث والتنسيق بين المشاركين في المسيرات في الاردن ودول عربية هو نفس الحديث والتنسيق والعبارات والمطالب.


الرد الحكومي الاردني في بدايته كان قاس وهذه الافعال عبر عنها حديث  الناطق باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين الذي قال :أنّ هناك أيديولوجيات بائسة وشعبويات تريد تأليب الرأي العام باستغلال المشاعر والعواطف".


وقال المبيضين ، إنّ أي محاولات للتحريض على الدولة الأردنية هي محاولات يائسة تريد أن تشتت البوصلة وتشتت التركيز الأردني.


وشدد على أنّ الأردن بلد له سيادة وله مرجعياته الدستورية ولاينظر إلى بعض المراهقات السياسية.


وأشار إلى أنّ هناك إفلاسًا من القوى التي تريد أن تطعن في الموقف الأردني أو تريد إجبار الأردن على اتخاذ خيارات أخرى.


وطلب مبيضين من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن يوفروا نصائحهم ودعواتهم لضرورة حفظ السلم والصمود لأهل في قطاع غزة.


وأكد أنّ السلام هو الخيار الاستراتيجي ومعاهدة السلام هي التي تمكن الأردن من ممارسة الدور في تخفيف الضغوط على الأهل في الضفة الغربية.


وبالعموم تتوالى دعوات تحريض من حركة حماس في الداخل الأردني في ظل تقارير متعددة تؤكد دور الإخوان المسلمين في التحريض.   


حديث خالد مشعل في نزول الملايين للشارع، يعتبر دعوة صريحة أخرى من الحركة إلى توسيع نطاق الفوضى في المنطقة، فيما كان تعبيره وأن "تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين حتى تنال الشرف، وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله تعالى".


هذا الحديث لخالد مشعل أعقب زيارة وفد حماس إلى طهران، فيما انتشر ، مقطع صوتي لقائد الكتائب، محمد ضيف، يدعو فيه الشعوب المسلمة إلى الزحف نحو فلسطين، قائلا: "ولا تجعلوا حدودا ولا أنظمة ولا قيودا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى".


وخصّ بالذكر شعوب دول، كان من بينها الأردن ومصر والجزائر والمغرب.


ففي عام 2006، اتهم الأردن حماس بتهريب أسلحة إلى المملكة من سوريا، وفي عام 2015، حُكم على 12 أردنيا بالسجن لمدة تصل إلى 15 عامًا لتورطهم في خلية تابعة لحماس. 


وقد أدانتهم محكمة امن الدولة  بتهمة تصنيع متفجرات وتنفيذ أعمال تهدد أمن البلاد.


وفي عام 2009 سُمح لمشعل بدخول الأردن مجددا، لكن للمشاركة في تشييع جنازة والده فقط.


كما سمح له في العام الماضي، مع اثنين من مسؤولي حماس، هما إسماعيل هنية، والرشق، بالمشاركة في تشييع جنازة غوشة، الذي توفى عن عمر ناهز 85 عاما ودفن في المملكة.


وفي الشهر الماضي، قام مشعل مرة أخرى بزيارة مفاجئة إلى الأردن لمدة أسبوعين، قالت عنها مصادر أردنية وفلسطينية إنها "زيارة خاصة" التقى خلالها القيادي بحماس، بأفراد أسرته وأقاربه فقط.


وبعد أيام من زيارة مشعل، دعا عددٌ من السياسيين والأكاديميين الأردنيين الحكومة إلى إعادة العلاقات مع حماس، فيما جاءت هذه الدعوة خلال ندوة نظمها مركز مستقل في عمان، تحت شعار العلاقة بين الأردن وحماس، الأسس والتحولات والتوجهات المستقبلية.


وعموما ما تفعله حماس على الساحة الاردنية يضيع اية جهود من شأنها ان تدعم الاهل في غزة والذي يقدم لهم الاردن وهو ملاذهم الوحيد في المساعدات اقصى الدعم .


ما تفعله حماس في الاردن وذراعها الاخوان المسلمين  لا يتعدى خلط الاوراق شعبيا والضغط على الاردن لفتح علاقات معها واعادة تأهيلها لمرحلة ما بعد غزة من جهة اذ ان التأكيد الاردني دائما هو الحديث مع السلطة الفلسطينية صاحبة الشرعية.


ما تحاول قيادات حماس ايصاله الى الاردن والرسائل الكثيرة لن تجدي نفعا طالما يتم التأثير من خلال لي ذراع الاردن داخليا ومحاولة تفجير الجبهة الداخلية وهو ما عبر عنه الاردن في اكثر من مرة وتأكيده ان الاردن رئة فلسطين وستمضي في تقديم المساعدادات الدعم لها رغم ما يحاك ويمارس ضدها.


كما ان الحديث عن اعادة فتح العلاقات مع حماس التي طالب ويطالب بها قيادات محسوبة على الاخوان  في الاردن لن تثني الاردن عن حماية مصالحة الوطنية واكنه واستقراره الاساس لان منعته ستدعم صمود الاهل في غزة والضفة الغربية.


وعموما يحق للاردن ان يدافع عن امنه ومصالحه وان لا يسمح لاية تدخلات ايرانية او حمساوية او ممارسات اخوانية على ارضة لانه البلد الاكثر قدرة على دعم صمود المقاومة و الاهل في غزة.


وتصريحات وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة لا تقول الكثير مما ترصده الدولة من تجاوزات واخفاقات هنا وهناك ما يشدد على ضرورة ان يعيد الاخوان والمناصرين لحركة حماس في الاردن حساباتهم من جديد.


ان ما يحدث هو دعم واضح لاسرائيل وورقة من ذهب تقدم للمشروع الصهيوني وان التصعيد في الاردن والمحاولات اليائسة لزعزعة امنه واستقراره تصب في صالح اسرائيل.


ترى هل يدرك قادة حماس ذلك ومن المستفيد مما يجري على الساحة الاردنية ؟ القضية الفلسطينية ام اسرائيل؟.