"دعوة من الخلا للبحر" و"كروكا".. فيلمان أردنيان يدعوان إلى الحرية والتغيير

مشهد من "دعوة من الخلا للبحر"-(من المصدر)
مشهد من "دعوة من الخلا للبحر"-(من المصدر)

 بين البحث عن ملجأ آمن وحياة أفضل، والاكتشاف والتعبير بحرية، والتميز والمشاركة والتفكير بمساحة والوقوف أمام كل القيود، تجب المحاولة والنهوض والمواجهة، وهي ما يجمع بين الفيلمين الأردنيين "دعوة من الخلا للبحر" لمراد أبو عيشة و"كروكا" لسامر البطيخي.

اضافة اعلان


الفيلمان عرضا أمس في قسم إضاءة على السينما الأردنية في مهرجان عمان السينمائي الدولي-أول فيلم، لتسليط الضوء على المواهب المحلية، التي أنجزت أفلاما سابقة ولكنها تميزت.


فيلم أبو عيشة "دعوة من الخلا للبحر"، يجمع بين المؤثرات البصرية ورحلة في البحث عن ملاذ آمن؛ حيث تخوض أحلام وياسمين رحلة مصيرية من أجل إنقاذ نفسيهما من حياة لا مستقبل فيها.


ياسمين (12 عاما) تهرب مع شقيقتها الكبرى أحلام التي تزوجت في سن مبكرة، خوفا من مصير مشابه لحياة حددها والدهما لهما مسبقا، على طول الرحلة الطويلة في الصحراء، ابتليت الفتاة بكوابيس وحش مرعب، ولكن في النهاية، يتحرر الثنائي للوصول إلى الأفق المتلألئ.


استلهم الكاتب والمخرج مراد أبو عيشة القصة من مقال قرأه عن والد قُتلت ابنته بسبب خروجه إلى الأماكن العامة بهاتف. في مناطق محددة من العالم، لا تسمح العائلات لبناتها بالحصول على هاتف أو الخروج في الأماكن العامة، لذا فهو موضوع أراد تسليط الضوء عليه من خلال عدسة إبداعية.


التفاصيل الصغيرة في الفيلم، خاصة تلك التي تشمل الوحش واللقطات المقربة وعيناه المخيفتان، تكشف جهدا كبيرا في التعامل مع المؤثرات الرقمية؛ حيث أظهر أن الوحش جزء أساسي من القصة نفسها ومن جوانبها الحقيقية، وهو هجين بين وحش وبشري. يتحرك بطريقة مشابهة للكنغر والنعامة والديناصور نظرا لطبيعة المكان الجافة والصحراوية.


ذلك الوحش الذي صنع ليشابه البيئة المحيطة لضمان أن يبدو شكله أصليا مخيفا، ينقل مخاوف الأختين الداخلية والخارجية التي تمثلها العوامل الطبيعية والأسرية والخوف من المجهول.
صنع أبو عيشة مكانا خاصا به في الفيلم من وحي الصحراء الأردنية التي نعرفها، وبالوقت نفسه حولها بالمؤثرات البصرية لتبدو محاكاة موازية لعالم موحش وصحراء مخيفة ترتبط مباشرة بكل ما تشعر به الفتاتان.


يحمل أبو عيشة مستقبلا واعدا، فهو الذي أنجز فيلمين وهو على مقاعد الدراسة، وحصل فيلمه "تالافيزيون"، على الجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي في الدورة الـ48 من جوائز الأوسكار للطلبة عن فئة الفيلم الروائي الأجنبي.


"كروكا".. الكوميديا السوداء كحل

 


في فيلم سامر البطيخي "كروكا"، يشكل الممثل أحمد سرور بدور "خليل" ويمنى "ركين سعد" الحرية بالتعبير أساسا في فكرته من خلال خشبة المسرح  تشكل المكان الأساسي لكل الأحداث،  حيث الشغف والاختلاف والإبداع يقفان بمواجهة سادية مجموعة "البدل النية" التي تريد فرض أفكارها على الشباب المبدع والحد من طاقاتهم.


استعارة ساخرة لواقع اليوم لما يواجهه الشباب المبدع من قيود تحد من أفكارهم وطاقاتهم، في سبيل جعلها مشابهة ونسخة بسبب الخوف من التغيير والتجديد وكسر النمطية الصورية والفكرية والقوالب الاجتماعية التي ترفض الخروج من مكانها وتقف أمام التجديد والتطور وكل ما يدعو للتحرر من القيود.


في مجتمع شبابي يكافح اليوم للتعبير بحرية والتجديد والنهوض بذاته، قدم البطيخي محاكاة مسرحية جريئة تثبت أن الشباب قادر على فعل كل شيء.


ولكن هذا الأمر لم يأت من عبث، فأفلام البطيخي كلها تحمل هذا الجانب الساخر حيث يجد في الكوميديا السوداء مساحة له للتعبير، كما في"عرنونس". كما كتب وأخرج أربعة أفلام روائية قصيرة، ويعمل حالياً على تطوير مشاريع عدة، منها فيلمه الروائي الطويل الأول "من مال الله" الذي فاز بمنحة الكتابة من صندوق الأردن لدعم الأفلام، إضافة إلى مسلسلين بعنوان "يانصيب" و"بروباغندا".


في "كروكا"، سخر البطيخي من قضية حساسة وآنية، حيث القوالب النمطية الفكرية تحاول السيطرة على الشباب، وفي تحد لسلطتها ومعاييرها يثير أفكارا لا تتوقف تشجع على النقاش وتزيد الوعي بأهمية الحريات الفكرية والإبداعية من خلال تصوير دقيق يعالج القضايا النظامية والقوالب النمطية، مما يسهم في كل من الترفيه والتغيير الاجتماعي.

 

اقرأ أيضاً:

مهرجان عمان السينمائي الدولي– أول فيلم.. يفتتح عروضه غدا بـ"أسبوع غزاوي"

56 فيلما في الدورة الرابعة لمهرجان "عمان السينمائي"