هيا صالح: على أدب الطفل مراعاة القيم والاتجاهات التربوية والجمالية

الكاتبة هيا صالح خلال مشاركتها في مهرجان الشارقة القرائي - (الغد)
الكاتبة هيا صالح خلال مشاركتها في مهرجان الشارقة القرائي - (الغد)

الشارقة –الغد - أوضحت الكاتبة هيا صالح أن كاتب الطفل لا يمكن أن يقدم عملا متكاملا إلا إذا استعان بالطفل الساكن في داخله، مشيرة إلى أن المنتج الموجه للطفل لا بد أن يراعي مجموعة من القيم والممارسات والاتجاهات التربوية والجمالية على أن لا يكون في ذلك استخفاف بقدرات الطفل ووعيه وذكائه.اضافة اعلان
وقدمت صالح في ندوة "تعابير النص الأدبي الموجه للطفل" وأدارها الشاعر السوري عبد الرزاق الدرباس، وأقيمت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن الكتابة للطفل عملية ليست سهلة، ففي عدد محدود من الكلمات، على الكاتب أن يشكل عالما مكتملا من الكتابة البسيطة والعميقة في الوقت نفسه، والتركيز على المتعة والخيال والتشويق مع الحفاظ على القيم الإيجابية والتربوية، ولفتت صالح إلى أهمية تحديد الفئة العمرية التي يتوجه لها الكتاب مؤكدة أن لكل منها اشتراطاتها وحساسيتها ومتطلباتها التي لا يمكن إغفالها.
إلى جانب ذلك شاركت صالح في حوار مفتوح مع الأطفال، قرأت قصتين، وكان جمهور الأطفال متفاعلا مع القراءة، وتبع ذلك مداخلات وتساؤلات من قبل الأطفال حول الموضوعات التي تناولتها الكاتبة، والفرق بين الفضول المعرفي والفضول الذي يعرض الإنسان للمخاطر، وعن أهمية الاختلاف وتقبل الآخر.
وقالت صالح موضحة لجمهور الصغار أن الاختلافات بين الأطفال سواء بالشكل الخارجي: الطول، واللون، والبلد، أو من الداخل: كالأفكار، والمعتقدات، جميعها لا تمنع تكوين صداقات جميلة بينهم، "لأن الجميع لو كانوا متشابهين ما أصبحوا أصدقاء، فالصداقة تعني أن يضيف الصديق إلى صديقه، وهذه هي فائدة الاختلاف".
وقرأت صالح قصتها "لوحة طارق" التي رسمتها الطفلة ملاك كلثم، وهي تتحدث عن "طارق" الطفل الذي يحب الرسم كثيرا ويرسم ما حوله من موجودات الطبيعة، ثم يشارك بمسابقة ويفوز بالمركز الأول، وفي الوقت الذي يقف فيه الجميع يحيون طارق، لا يقف طارق، لأنه لا يستطيع الوقوف.
ثم قرأت الكاتبة قصة "شامة الصغيرة في ورطة كبيرة" التي رسمت لوحاتها الفنانة العراقية سرى غزوان، وتتحدث عن خنفساء فضولية بطريقة كبيرة، حتى قادها فضولها السلبي للتورط في مجموعة من المشاكل التي كادت أن تودي بحياتها، لكن الخنفساء التي نجحت في التخلص من ورطتها عرفت بالتجربة أن "الفضول أمر جيد، لكن إن زاد عن حده قد يؤذينا ويؤذي الآخرين".
كذلك شاركت صالح في جلسة "كيف نحكي الحكاية" إلى جانب الكاتبتين؛ القطرية أسماء عبد اللطيف كواري، والأميركية آمي بلوم، وأدارت الفعالية الإعلامية المصرية دينا قنديل. وقالت صالح إن الحكاية الموجهة للطفل ينبغي أن تراعي الفئة العمرية للمتلقين، مشيرة إلى أن ما يروى في المدرسة هو غير ما يروى في البيت أو المجتمع، أو النادي، وأكدت أهمية خلق تفاعل مناسب مع الجمهور يجعل من الحكاية تجربة عالقة في الذاكرة، مشددة على أن رواية الحكاية هي فعل درامي بالدرجة الأولى، وفيه يستخدم الراوي تعبيرات وجهه وصوته وحركات يديه وقدمية من أجل جذب انتباه الطفل وإدخاله في أجواء الحكاية وتفاعله معها.
ووقّعت هيا صالح خلال المهرجان، كتابيها الصادرين مؤخرا: "لا أخربش.. أنا أرسم" الصادر عن دائرة الثقافة بالشارقة، و"لماذا أحب القراءة" الصادر عن دار الحدائق في بيروت.