بلدية ماحص تجد حلا لـ"الكلاب الضالة".. وتصطدم بآلية تنفيذه

مبنى بلدية ماحص في محافظة البلقاء-(الغد)
مبنى بلدية ماحص في محافظة البلقاء-(الغد)

البلقاء- قبل أقل من شهرين، سادت حالة من الصدمة والخوف في أوساط سكان منطقة ماحص بمحافظة البلقاء، بعد انتشار صور طفلين من المنطقة، وهما ملطخان بدماء على وجهيهما وأنحاء أخرى من جسديهما، جراء إصابات تعرضا لها إثر هجوم كلاب ضالة عليهما في حادثتين تفصل بينهما ساعات قليلة.

اضافة اعلان

 
الحادثتان، بالإضافة إلى حوادث أخرى مشابهة كانت قد وقعت سابقا، دفعت إلى تصاعد مطالبات سكان المنطقة بإيجاد حل لتزايد انتشار الكلاب الضالة في المنطقة وبالتالي ازدياد خطرها.


في المقابل، كثفت البلدية جهودها من أجل التوصل لحلول تنهي هذه الظاهرة، وانتهت بتخصيص قطعة أرض وطرح عطاء لعمل سياج وحصر مساحة معينة وتخصيصها للكلاب لمنع انتشارها المخيف بين الأحياء السكنية. 


إلا أن البلدية سرعان ما اصطدمت بآلية تنفيذ هذا الحل، بعد أن وجدت نفسها غير قادرة ولا تمتلك أي خبرة أو حتى خطط للتعامل مع الكلاب الضالة وأقلها كيفية الإمساك بها ووضعها داخل المكان الذي تم تخصيصه لها. 


بالنظر إلى الحالة العامة بين سكان المنطقة، فإن استمرار انتشار الكلاب يعد أمرا خطيراً ولا يمكن السكوت عنه أكثر، سيما وأن عامل الوقت مهم جدا في قضية انتشار الكلاب التي تشهد تكاثراً مستمراً وبالتالي الوصول إلى أعداد كبيرة سيصعب السيطرة عليها لاحقا. 


المواطن أحمد الصمادي، يقول إن تلك الحادثتين سبقهما العديد من الحوادث المشابهة، إلا أن انتشار صور الطفلين وهما بحالة صادمة، أثار ردود فعل واسعة في المنطقة، وأصبح الطفلان حينها حديث الجميع.


وأكد الصمادي، أنه وبكل الأحوال، يجب مواجهة الظاهرة بالطرق العلمية والعملية اللازمة، بما يضمن إنهاءها أو الحد منها ومن خطرها على الأقل، مضيفا، أنه بات لافتا انتشار الكلاب الضالة على شكل قطعان، خصوصا في ساعات الليل، وساعات الصباح الباكر، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على طلبة المدارس الذين يتوجهون إلى مدارسهم سيرا على الأقدام.


وبحسب المواطن خالد حمدان، فإن هناك من يضطر للجوء إلى قتل الكلاب الضالة سواء بإطلاق النار عليها أو بطرق أخرى، في ظل عدم توفر أي حلول أخرى، معتبرا أن ذلك السلوك مخالف للقانون، ما يستدعي من وجهة نظره الإسراع في إيجاد حل أسوة بأمانة عمان وبعض البلديات الأخرى التي تقوم بجمع الكلاب في مكان مخصص وعقرها لضمان عدم تناسلها.


وأضاف حمدان، أن ظاهرة الكلاب الضالة ليست جديدة، لكن ازدياد انتشارها على نحو لافت يضاعف حجم القلق والخوف منها، مشيرا إلى أن التعامل بالطرق السليمة معها من شأنه أن يخفف إلى حد كبير من انتشار تلك الكلاب، وبالتالي قد يصبح أثرها محدودا.


حول ذلك، يقول عضو مجلس بلدية ماحص، وسيم الشبلي لـ"الغد"، إن المجلس البلدي رئيسا وأعضاءً، لم يتجاهلوا في أي وقت مضى، ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، وكانت دائما محور اهتمام وبحث، سعيا للوصول إلى حلول جذرية.


وأضاف، أن الظاهرة أصبحت بالفعل مقلقة أكثر من أي وقت مضى، لا سيما بالنسبة للأطفال كونهم أكثر عرضة للخطر من غيرهم لعدم قدرتهم على مواجهة الكلاب والتعامل معها لحماية أنفسهم.


وبحسب الشبلي، فإن جهود البلدية في هذا الاتجاه تشهد تقدما ملموسا بعد تخصيص قطعة أرض لجمع الكلاب الضالة في منطقة بعيدة عن التجمعات السكانية أو التجارية، معتبرا أن الظاهرة بعد مضي البلدية في خطة جمع الكلاب، ستتلاشى إلى حد كبير.


وبشأن تفاصيل التطورات في هذا الملف، قال رئيس بلدية ماحص فيصل المفلح، إن البلدية تمكنت من تأمين قطعة أرض مساحتها من 5 إلى 6 دونمات وتقع في مكان خال بعيدا عن التجمعات السكنية في منطقة تعرف بـ"رملة ماحص"، مشيرا إلى أن قطعة الأرض مملوكة لوزارة الزراعة، وسيتم فيها تخيص دونم لجمع الكلاب الضالة.


وأكد المفلح أن البلدية قامت بطرح عطاء لوضع "شبك حماية" حول الأرض بكلفة 4 آلاف دينار، وهو في مراحله الأخيرة، فيما قامت البلدية كذلك من خلال الاستعانة بـ15 قلابا محملا بالتراب، بتجهيز قطعة الأرض بعد أن كانت بحاجة إلى "تسهيل" كونها منحدرة. 


وفيما لفت إلى أن البلدية كانت قد خصصت 10 آلاف دينار لهذا الملف، أشار المفلح إلى بعض التحديات التي تواجه البلدية، من حيث الحاجة إلى دعم من أمانة عمان الكبرى في تجربتها مع مواجهة انتشار الكلاب الضالة، وكذلك الحاجة إلى المساعدة من قبل جمعيات الرفق بالحيوان ومختلف الجهات ذات الصلة.


كما لفت إلى أن كوادر البلدية لم يسبق لها أن عملت أو تدربت على التعامل مع الكلاب الضالة بالطرق العلمية والعملية اللازمة، مشيرا إلى أن الاستعانة بخبراء أو أشخاص مدربين ومؤهلين، من شأنه أن يدفع إلى حد كبير باتجاه نجاح البلدية في جهودها بمواجهة الكلاب الضالة.


وأكد المفلح أن البلدية تواصل جهودها ومساعيها بالتنسيق مع محافظ البلقاء ومتصرف لواء ماحص والفحيص، والعديد من الجهات المعنية، سعيا للوصول إلى حلول تضمن المضي في مواجهة الظاهرة دون معيقات وصعوبات.

 

اقرأ أيضا:

100 ألف كلب ضال بإربد و912 حالة عقر