إربد: الصيف يجدد مخاوف اشتعال الحرائق

كوادر الدفاع المدني خلال إخماد حريق اندلع بسهول القمح بإربد-(الغد)
كوادر الدفاع المدني خلال إخماد حريق اندلع بسهول القمح بإربد-(الغد)
 مع قدوم موسم الصيف، تتجدد مخاوف مزارعين في محافظة إربد من تكرار حوادث الحريق التي تأتي على محاصيل زراعية انتظروها شهورا لحين الاقتراب من موعد حصادها، لتتحول ببضعة دقائق الى رماد. اضافة اعلان
هذا الصيف أعلنت حوادث الحريق عن وصولها مبكرا، فقد أتى حريق وقع قبل أيام على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والرمان، إلى جانب نبات القصب في الجهة الشمالية من وادي زقلاب غرب بلدة دير أبي سعيد بلواء الكورة، وفق تقارير رسمية. 
وفيما تأتي حوادث الحرائق سنويا على مساحات مزروعة بالأشجار المثمرة والحرجية ويتم السيطرة عليها ومنع انتشارها الى أراض مجاورة، فإن الأنفاس تبقى محبوسة خلال الشهر المقبل لحين أن يتم حصد آخر سنبلة قمح، لاسيما وأن تحول سهول واسعة من محاصيل القمح الى رماد لا يتطلب أكثر من دقائق، على حد تعبير مزارعين. 
هذه المخاوف يقابلها دعوات بضرورة اتخاذ إجراءات احترازية من أجل الحد من أضرار الحرائق حال نشوبها ومنعها من الانتشار السريع، والحد قدر المستطاع من الأضرار.  
ويدعو المواطن سعيد ربابعة في هذا الخصوص، إلى ضرورة إزالة الأعشاب الجافة في الغابات وخصوصا القريبة من الأشجار الحرجية وحراثة التربة بين الحقول، ووضع فواصل لا يوجد فيها أعشاب كي لا ينتقل الحريق من مكان لآخر، إضافة إلى ضرورة عمل طرق حتى تتمكن آليات الإطفاء من الدخول إلى الغابات للتمكن من السيطرة على الحريق قبل امتداده.
وأشار المزارع محمد جرادات الى أن خسارته العام الماضي تقدر بحوالي 15 ألف دينار إثر إقدام مجهول على إشعال النار في أرضه المزروعة بالقمح، ولم تتمكن كوادر الدفاع المدني من إخماد الحريق لسرعة انتشاره بسبب الرياح.
ولفت إلى أنه أحجم عن زراعة المحاصيل هذا العام خوفا من تكرار ما حدث معه العام الماضي، موضحا أنه تقدم بشكوى للجهات المعنية حول الحادثة وتم تقييد القضية ضد مجهول بعد أن بذلت الأجهزة الأمنية جهودا كبيرة لمعرفة الفاعل، إلا إن خلو المنطقة من كاميرات المراقبة والمنازل السكنية حال دون كشف عن هوية الفاعل.
ويؤكد مصدر في وزارة الزراعة فضل عدم نشر اسمه، أن الحرائق التي تشتعل في الغابات الحرجية عادة ما تكون بفعل فاعل لاستغلالها لاحقا بقطعها وتحطيبها، فيما الحرائق الأخرى التي تندلع في الحقول الزراعية أو البساتين، إما تكون عن طريق الخطأ أو عن طريق إلقاء عقب سيجارة.
ويقول مدير زراعة إربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي إن العديد من المواطنين يقومون بمحاولة تنظيف أراضيهم من الأعشاب الجافة بواسطة حرقها ويفقدون السيطرة على النيران بفعل الرياح، الأمر الذي يتسبب بانتشارها في مساحات وأراضي مزروعة بالمحاصيل الزراعية والأشجار، مما يخلف خسائر فادحة.
وأكد أبو عرابي أن بعض الحرائق تكون بفعل المتنزهين بقيامهم بإشعال النار لغايات الشوي وتركها دون إطفائها، وقد يتطاير منها شرار على محاصيل زراعية، الأمر الذي يتطلب من المواطنين ضرورة الانتباه وأخذ الحيطة والحذر في عملية إشعال النيران وخصوصا في مناطق الانتشار الكثيف للأعشاب الجافة.
وأشار إلى أن مساحة المناطق الحرجية في محافظة إربد تبلغ 141 ألف دونم تتركز في لواء الكورة وبني كنانة والمزار الشمالي، مؤكدا أن الزراعة نشرت طوافيها في تلك المناطق تحسبا لأي طارئ، إضافة إلى أنه تم تفعيل لجنة الطوارئ المتعلقة بالحرائق في المحافظة.
ولفت إلى أن الدفاع المدني نشر الإطفائيات في البؤر الساخنة التي من شأنها أن يندلع فيها النيران، إضافة إلى صهاريج امتداد للتعامل مع أي حريق قد يندلع وخصوصا في المواقع التي تنتشر فيها المحاصيل الزراعية والقريبة من الطرق الرئيسة والمناطق السكنية ومنها الأراضي الموازية لشارع البتراء والحصن بمدينة إربد وغيرها من المواقع.
وقال أبو عرابي إن المديرية وضعت خططا وإجراءات للحد من الحرائق وحصرها بأضيق المساحات بالتعاون مع لجان مكافحة الحرائق وفرق الدفاع المدني وسلطة المياه لتسهيل تعبئة الصهاريج وسيارات الإطفاء.
من جانبه، قال مصدر في الدفاع المدني إن حرائق الغابات والأعشاب تأتي نتيجة السلوكيات الخاطئة التي قد يمارسها البعض كإشعال النيران بالقرب من الأشجار الحرجية بقصد الطهي أو الشواء أثناء التنزه أو رمي أعقاب السجائر على حواف الطرقات أو حرق الأعشاب في مناطق محاطة بالأشجار ما يؤدي إلى تفاقم النيران وتوسعها لتلتهم مساحات أعداد كبيرة من تلك الأشجار وبالتالي يصعب السيطرة عليها وإخمادها.
وأشار المصدر الى أن الدفاع المدني وفر آليات إطفاء متخصصة ومعدات لمعالجة حرائق الغابات والأعشاب وبأعداد مناسبة وزعت على المراكز المنتشرة بالقرب من المناطق الحرجية لتحقيق مبدأ سرعة الاستجابة بالتعامل مع هذه الحوادث، فضلا عن التنسيق مع سلاح الجو الملكي لاستخدام طائرة (MI 26) القادرة على حمل غارفة بسعة خمسة عشر ألف لتر من الماء لاستخدامها في مكافحة حرائق الغابات.
وتشير تقارير سابقة للدفاع المدني، أن كوادر الأطفاء تتعامل يوميا مع عشرات حوادث الحرائق خلال فصل الصيف، ومنها الحرائق التي تندلع بالأعشاب الجافة وتمد الى المحاصيل الزراعية.