السيول تغير ملامح قبور في الغور الشمالي

أحد القبور بعد المنخفض في الغور الشمالي-(الغد)
أحد القبور بعد المنخفض في الغور الشمالي-(الغد)

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي– مع كل تساقط غزير للأمطار، سيما المتبوع بجريان للأودية وانجرافات للتربة، تتغير ملامح قبور في مقبرة معاذ بن جبل بمنطقة الشونة الشمالية، بعد أن تتقاسم قبورها تبعات إما الجرف أو الطمي، في حالة باتت تتكرر بين الحين والآخر منذ إنشاء المقبرة قبل 8 أعوام.

اضافة اعلان


ويؤكد سكان بالمنطقة، ان میاه الأمطار والسيول التي هطلت مؤخرا، ألحقت أضرارا بالمقبرة وصفوها بـ "البليغة"، اذ تكسرت شواهد بعض القبور، بينما الطمي أخفى معالم أخرى.


المشكلة المتكررة وفق سكان، تحتاج الى تحرك من قبل الجهات المعنية التي رغم مطالبات عدة بتصويب وضع المقبرة الا انها لم تقدم أي شيء، فيما المخاوف تزداد مع كل تساقط غزير للامطار خاصة وان تكرار حالات انجراف الاتربة او الطمي سيغير ملامح المقبرة بالكامل، على أن ما يثير القلق أكثر حدوت انجراف لرفات القبور.


ويقول حمد علي من سكان المنطقة، "إن مياه الأمطار المتدفقة من الجبال المحيطة بالمقبرة، لم تجد أي عائق أمامها في الوصول إلى المقبرة ما تسبب بغمرها ومحيطها بالمياه وجرف بعض القبور، مضيفا ان المياه تسببت بهبوط بعض القبور وسقوط أنصبة العديد منها، عدا عن انجرافات كبيرة حدثت في التربة.

وأوضح ان هذه المشكلة تحدث في كل موسم مطري، مؤكدا انه ورغم المطالبات العديدة لبلدية معاذ بن جبل لايجاد حل، للحد مما اعتبره "تعديا" على حرمة القبور، الا ان البلدية تكتفي بتنظيف المقبرة من التربة فقط، فيما يعمل سكان على صيانة القبور التي تعود لموتاهم، مشيرا إلى أن ذلك يزيد من معاناة الفقراء في اللواء، وخصوصا ان إعادة صيانة القبر مكلفة، فيما ظروف اغلب ابناء اللواء المالية صعبة جدا.


ويطالب صابر التلاوي، من الجهات المعنية، بايجاد حلول لمشكلة المقبرة، من خلال وضع عبارات صندوقية بجانبها، كي تستوعب كميات المياه المنسابة من الجبال المجاورة، كما طالب بعمل جدار استنادي او مصائد مائية لحماية القبور من مياه الامطار، مؤكدا ان اهمال تلك المقبرة غير مبرر ومن الممكن ان تنجرف في وقت ما العديد من القبور.


ويوضح أن المقبرة التي تبلغ مساحتها حوالي 30 دونما، تخدم ثلاثة تجمعات سكانية وهي الشونة الشمالية والمنشية ووقاص، مشيرا الى ان البلدية قامت قبل عامين بتأهيل المنطقة الصخرية، إلا انها لم تقم إلى الآن بعمل أسوار لها.


وشدد على ضرورة عمل جدار استنادي لمنع تكرار غرق المقبرة بمياه الأمطار خلال فصل الشتاء، ووضع مصائد مائية.


ويشير علي ابو صهيون، إلى أن المقبرة ما تزال إلى الآن دون أي خدمات تذكر، إذ انها غير محاطة بأسوار، ولم يتم تعبيد الشارع المؤدي اليها، والذي يتحول خلال الشتاء إلى طين وأوحال تشكل معاناة للوصول الى المقبرة، لافتا إلى أن طبيعة أرض المقبرة رملية سريعة الانجراف ما يستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وصول المياه اليها وعمل مهارب أو قنوات لتصريف المياه بدلا من غمرها للقبور.


ويشدد محمد البشتاوي، على ضرورة الحفاظ على حرمة الموتى وحماية القبور من نبش الحيوانات وخاصة الكلاب الضالة، إذ ان انجراف الأتربة عن بعض القبور قد يجعلها عرضة للنبش من قبل هذه الحيوانات، مطالبا البلدية بالاسراع باتخاذ الاجراء اللازمة لحماية القبور وإيجاد الخدمات اللازمة للمقبرة.


من جانبه، يؤكد مصدر من بلدية معاذ بن جبل، ان كوادر البلدية سارعت إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المقبرة من الانجرافات، التي سببتها مياه الأمطار الغزيرة، التي هطلت على المنطقة خلال الفترة الماضية، مبينا انه جرى عمل مصائد للحيلولة دون وصول المياه إلى أرض المقبرة، إضافة إلى عمل الصيانة اللازمة للقبور التي تضررت بفعل المياه.


وأكد العبادي، انه سيتم خلال العام الحالي العمل على بناء سور حول المقبرة وتعبيد الشارع المؤدي اليها حال توفر المخصصات اللازمة لذلك، مشيرا إلى ان البلدية تضع ضمن اولوياتها خدمة المقابر المنتشرة في اللواء والحفاظ على حرمتها.

أهال في إحدى مناطق الغور يتفقدون مقابر موتاهم بعد المنخفض-(الغد)

إقرأ المزيد :