العدسية.. العزلة تخنقها مع تساقط الأمطار

جانب من طريق العدسية مغمور بمياه الأمطار-(الغد)
جانب من طريق العدسية مغمور بمياه الأمطار-(الغد)

 فصل منطقة العدسية عن بقية لواء الغور الشمالي، مشهد يتكرر وسط معاناة لا توصف مع كل تساقط غزير للأمطار، والتي تتسبب بانجراف الأتربة والحجارة وتراكمها على الطريق الرئيس واضعة سكان المنطقة في شبه عزلة، لحين إعادة فتح الطريق بازالة العوائق. 
إغلاق الطريق يحرم سكان العدسية من الوصول إلى بقية مناطق الغور، وبالتالي صعوبة الحصول على الخدمات الضرورية وتأمين منازلهم بالاحتياجات اللازمة، فيما بعض الأحياء يتبقى لدى سكانها خيار التوجه شمالا نحو لواء بني كنانة للحصول على الخدمات والبعيد نسبيا مقارنة مع مناطق الغور.

اضافة اعلان


ورغم المطالبات العديدة بإيجاد حل لمشكلة إغلاق الطريق كونه المنفذ الوحيد لأهالي العدسية باتجاه الشونة، ما تزال المشكلة قائمة ويتم التعامل معها وفق نظام "الفزعة"، وفق سكان بالمنطقة.  
يقول محمد العذاربة من سكان العدسية، إن شارع العدسية يتعرض في كل موسم مطري للإغلاق الكامل، بسبب تراكم الاتربة الطينية وغمره بمياه الأمطار التي تأتي على شكل سيول قادمة من الجبال المحيطة، مشيرا إلى أن عمليات تعبيد الشارع لم تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المنطقة وتعرضها للسيول.
وأكد أن أهالي العدسية يستعدون مع كل منخفض جوي لأزمة جديدة وحالات إغلاق، والتي تتعدى أحيانا غلق الشارع إلى وصول المياه للمتلكات الخاصة وتسببها بخسائر لبعض السكان.  


وأضاف أن استمرار الحال على ما هو عليه دون معالجة مشكلة تجمع المياه والأتربة الطينية على الشارع يشكل خطورة على مستخدميه، ناهيك عن أن البعض يضطر إلى تغيير مسار الطريق بعبور طريق قناة الملك عبدالله للوصول إلى مقاصدهم، ما يزيد خطورة ارتفاع حالات الغرق في القناة، وخصوصا الأطفال الصغار، مشيرا إلى أن الشارع بوضعه الحالي دون أي حل جذري والبقاء على نظام إزالة الأتربة وشفط المياه لفتحه ينذر بوقوع مشاكل للسكان هم بغنى عنها.


وأكد خالد أبو صهيون، أنه يضطر إذا ما أراد تبديل أسطوانة الغاز أثناء إغلاق الطريق، إلى قطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام من منزله إلى أقرب مكان يجد فيه هذه الخدمة بعد أن تعجز مركبات بيع الغاز عن الوصول لمنازل الحي الذي يقطنه. 


ولفت أن الأمر يزداد خطورة في حال وجود حالة مرضية طارئة، وهو ما يجبر البعض على الذهاب لمستشفى اليرموك بلواء بني كنانة الذي يبعد أكثر من 40 كلم، بدلا من الذهاب إلى مستشفى الأغوار الذي لا يبعد أكثر من 5 كلم. 


وطالب من البلديات بإيجاد حل للمشكلة والعمل على صيانة الطريق، خصوصا أنه المنفذ الوحيد الذي يربط المنطقة ببقية مناطق لواء الغور ومنطقة الشونة الشمالية، التي تعد من المناطق ذات الأهمية جراء وجود الدوائر الحكومية والخدمية فيها. 


وأشار تجار في البلدة إلى أنهم تعرضوا لخسائر مالية، وخصوصا في الوقت الحالي، إذ يشهد اللواء والمنطقة حركة سياحية نشطة، بيد أن حوادث اغلاق الطريق تتسبب بعدم قدرة المتنزهين على الوصول إلى المنطقة أو العبور منها، وبالتالي عدم الاستفادة من هذه الحركة. 


من جانبها، أكدت عضو المجلس البلدي في بلدية معاذ بن جبل عشبة العمري أن الطريق يتعرض في كل موسم أمطار إلى اغلاقات وانهيارات بشكل كبير جدا.  


وأكدت أنه يتم إبلاغ البلدية بضرورة معالجة الانهيار منذ حوالي سنوات، وتم تشكيل فريق فني للكشف على مشكلة إغلاق الطريق، لكن شيئا لم يحدث، ولم يتم إيجاد أي حلول حتى الآن، مشيرة إلى أن الإجراءات التي يتم اتباعها عند كل حالة إغلاق، إعلان حالة طوارئ وتشغيل المعدات والعمل على إعادة فتح الطريق، أو إغلاقه لحين انتهاء المنخفض دون إيجاد أي حل جدري أو عملي.


وأقرت بأن عشرات المنازل تصبح معزولة ولا يستطيع أصحابها الوصول إلى أي خدمات. 
في المقابل، يؤكد مصدر من البلدية أن البلدية ستعمل على إعادة تأهيل الطريق بالتنسيق مع الجهات المعنية، مشيرا إلى أنه تم الكشف على الشارع وسيتم إجراء عملية الصيانة له خلال الفترة المقبلة.


ويقع طريق العدسية في منطقة الشونة الشمالية التابعة لبلدية معاذ بن جبل، ويبلغ طوله  20 كلم، ويخدم أحياء المدارج والترخيص والعدسية والباقورة، ومنطقتي المخيبة الفوقا والتحتا. 

 

اقرأ أيضا:

"مهارب طوارئ" غائبة.. و"نزول العدسية" مستمر في حصد الأرواح