العينا بالكرك يرهقها كابوس السيول.. والحل أسير الوعود منذ سنوات

سيول تعرضت لها منطقة العينا بالكرك خلال موسم الامطار الماضي-(الغد)
سيول تعرضت لها منطقة العينا بالكرك خلال موسم الامطار الماضي-(الغد)

 ما تزال منطقة العينا والتي تشتهر بالزراعة وتقع جنوبي محافظة الكرك، تنتظر منذ سنوات طويلة، تنفيذ وإنشاء عبارات صندوقية على مجاري السيول والأودية المحيطة بها، لحمايتها من المياه الجارفة التي تجتاحها كل موسم أمطار، وتؤدي لخسائر مالية كبيرة للمزارعين والمواطنين، ناهيك عن تسببها بإغلاق طريق الكرك الطفيلة جراء تراكم الحجارة والأتربة الطينية بكميات كبيرة بالشارع العام. 

اضافة اعلان

 

  وتقع "العينا" في أعلى وادي الحسا جنوبي لواء المزار الجنوبي، وتشتهر بكونها إحدى أهم المناطق الزراعية في محافظة الكرك، لوجود أعداد كبيرة من الينابيع وعيون المياه فيها، فضلا عن وجود مساحات واسعة من أشجار الزيتون والليمون والعنب والجوافة، إضافة إلى زراعات صيفية وشتوية من الخضار المختلفة، وكذلك تربية المواشي من الأغنام والماعز.


وطوال السنوات الماضية، ينتظر السكان والمزارعون إنهاء معاناتهم المتمثلة بتجريف مصالحهم من البساتين والحقول وعيون المياه والطرق الداخلية والخارجية بسبب المياه الغزيرة التي تتدفق على المنطقة من أعالي الجبال والمناطق الشرقية، مؤكدين أنهم تلقوا قبل ثلاث سنوات وعودا رسمية بعد زيارات متتالية لمسؤولين بإنهاء تلك المشكلة، وإنشاء عبارات صندوقية بكلفة لا تزيد على 150 ألف دينار، إلا أن انتظار التنفيذ ما يزال سيد الموقف.


خلال الأعوام الثلاثة تلك، وبسبب التغيرات المناخية شهدت المناطق الصحراوية تساقط كميات غزيرة من الأمطار وتدفقها بسرعة كبيرة على مجاري الأودية في الكرك وغيرها من المحافظات، إذ شهدت منطقة العينا على وجه التحديد، سيولا جارفة شكلت خطرا على حياة السكان، وجرفت طرقا رئيسة وفرعية وأزالت طرقا زراعية بالكامل، وأتلفت في الوقت نفسه أشجارا معمرة.


وكانت آخر لجنة رسمية مشكلة من مديريات الأشغال العامة والإسكان والزراعة وغيرها من المؤسسات الخدمية المعنية بالمحافظة، زارت منطقة العينا نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي، واطلعت على حال المنطقة وما لحقها من أضرار، حيث أعدت تقريرا رسميا بخصوص الأوضاع، تضمن توصية بخصوص العبارات التي تعرضت للإغلاق بسبب كميات الطين والحجارة الكبيرة التي جاءت مع السيول والتي أغلقتها رغم إجراء الصيانة لها قبل موسم الأمطار وتنظيفها بالكامل، وحينها أكدت اللجنة ضرورة إنشاء عبارات صندوقية كبيرة تستوعب كميات الأمطار الغزيرة.


اللجنة بينت أن المنطقة تعرضت للضرر من جراء الأمطار التي شهدتها المنطقة، وأوصت بضرورة إجراء عمليات إعادة تأهيل لكل المرافق المتضررة، خصوصا قنوات الري والعيون التي طمر العديد منها. 


حول ذلك، يقول المزارع محمد الجعافرة، إن "منطقة العينا أصبحت منطقة منكوبة كل موسم أمطار بسبب ضعف المنطقة وهشاشة البنية التحتية فيها"، لافتا إلى أن "كميات الأمطار التي أصبحت تداهم المزارع والمنطقة كلها خصوصا خلال الموسم الحالي، ألحقت ضررا كبيرا  بالمزارعين والبساتين والطرق الزراعية وقنوات المياه وعبارات تصريف الأمطار التي أغلقت بالكامل، ولم تستوعب كميات المياه الكبيرة التي جاءت للمنطقة من المناطق الشرقية، وأدت لإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي للمنطقة ومحافظة الطفيلة". 


وأكد الجعافرة، تعرض العديد من حظائر المواشي بالمنطقة للضرر، ما دفع المزارعين إلى إنقاذ مواشيهم بإخراجها من المنطقة لحين انتهاء الحالة الجوية. 


ووفق المزارع ومربي المواشي موسى النعيمات، فإن منطقة العينا تتعرض كل موسم أمطار إلى أضرار شديدة، جراء سيول المياه التي تجتاح المنطقة وخلال فترة قصيرة وبدون سابق إنذار، مبينا أنه "خلال نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي، تعرضت المنطقة لسيول جارفة خربت كل المنطقة، بينما الحل الوحيد للمشكلة هو إنشاء سد ترابي في أعالي الجبال بالمنطقة الشرقية لحجز المياه المتدفقة من الصحراء". 


ولفت النعيمات، إلى أن العديد من المزارع تدمرت بنيتها التحتية بشكل شبه نهائي الأسبوع الماضي، إضافة إلى تعرض العديد من الحظائر التي يتم تربية المواشي فيها للخراب. 


أما المزارع علي ارشيد من منطقة العينا، فيؤكد أن "المنطقة تعاني كل عام من مشكلة السيول والمياه التي تداهم المنطقة، خصوصا في أسفل وادي الحسا، حيث يتم تجريف كميات كبيرة من الأراضي الزراعية وقنوات وعيون المياه والطرق الداخلية، إضافة إلى تدمير بعض المزارع والتي يتم تجريف أشجارها بمياه السيول التي تحمل كميات كبيرة من الحجارة والطين". 


ارشيد يطالب الجهات الرسمية بالعمل على "إعادة تأهيل كامل المنطقة بشكل يمكنها من تجنب مياه السيول الجارفة، التي تتعرض لها المنطقة كل عام بموسم الأمطار"، مشيرا إلى أن هناك حاجة لتوسعة العبارات ووضع عبارات صندوقية كبيرة تستوعب مياه الأمطار بكميات كبيرة.


من جهته، قال رئيس مجلس محافظة الكرك الدكتور عبدالله العبادلة، إن منطقة العينا تعاني من مشكلة الانجرافات والسيول منذ سنوات طويلة، وهي بحاجة إلى إعادة تأهيل بكلفة تصل إلى مليون دينار، مشيرا إلى أن المنطقة بحاجة إلى إنشاء عبارات صندوقية كبيرة تستوعب كميات الأمطار الغزيرة، إضافة إلى إقامة سواتر حجرية على جوانب الأودية والطرق. 


وبين العبادلة، أن "الأشغال العامة تكفلت بإنشاء العبارات، لكنها حتى الآن لم تر النور، حيث إن الموجود حاليا عبارات دائرية صغيرة تغلق مع أول تساقط للأمطار لعدم قدرتها على استيعاب الأمطار والحجارة والطين"، مشددا على أن "مجلس المحافظة ليس لديه القدرة المالية لتمويل هذه المشاريع، وهو ينتظر تنفيذ وعود الجهات الرسمية". 


مدير أشغال محافظة الكرك المهندس خالد العمرو، أكد أن المديرية قامت قبل أسبوع بالكشف على المنطقة، خصوصا تلك التي تتعرض للانجرافات خلال تساقط الأمطار، مشيرا إلى أن المديرية خاطبت الوزارة بضرورة حل المشكلة من خلال إنشاء عبارات صندوقية لتستوعب كميات الأمطار المتدفقة.


ولفت العمرو إلى أن العطاءات العام الحالي انتهت، وسوف يتم بحث ودراسة توفير الحلول للمشكلة في العام المقبل، مؤكدا أن المديرية ومن خلال كوادرها المختلفة تنفذ كل عام عمليات صيانة وتأهيل للطرق الزراعية والطرق الواقعة ضمن اختصاصها وتقوم بعمليات فتح للطرق حال إغلاقها.

 

اقرأ أيضا:

 سيول وإغلاق طرق.. 6 بؤر ساخنة بالكرك تخشى سيناريو الأعوام السابقة