بـ120 حالة.. رقم جديد في سجلات قضايا التسمم بجرش

صابرين الطعيمات

120 حالة اشتباه بالتسمم، رقم جديد في سجل قضايا التسمم بجرش، وضع المحافظة خلال يومين في حالة استنفار رسمي واستياء شعبي، فيما من المفترض طبيا أن تكون فترة حضانة المرض قد انتهت يوم أمس كونهم تناولوا الطعام يومي السبت والأحد وفترة حضانة المرض تمتد من يوم إلى 3 أيام.

يأتي ذلك في وقت قد تحمل الأيام القادمة تطورات جديدة في ملف تكرار تعرض مواطنين بجرش للتسمم الغذائي ليس أقلها هذه المرة اللجوء إلى القضاء. وكان 120 شخصا، بينهم أطفال وكبار بالسن، قد راجعوا مستشفى جرش الحكومي خلال اليومين الماضيين، يشكون من ارتفاع بدرجات الحرارة واستفراغ وآلام بالمعدة، وتحت الاشتباه بتعرضهم للتسمم، تم على الفور تشكيل فريق للبحث والتحري كشف بعد ساعات قليلة أن جميعهم تناولوا وجبات غذائية من أحد المطاعم بالمدينة. خلية إدارة التعامل مع الحدث التي شكلت من جهات معنية، استطاعت وعلى وجه السرعة تحديد السبب والمصدر، وهو ما كشفه تقرير أصدرته المؤسسة العامة للغذاء والدواء قال فيه مديرها الدكتور نزار محمود مهيدات، “إن النتائج الأولية للتحليل المخبري للعينات المرتبطة وبائيا بحالات التسمم الغذائي في محافظتي جرش والمفرق أظهرت تلوث عينات الدجاج المطبوخ والنيئة بالبكتيريا الممرضة كامبيلوباكتر (Campylobacter spp ) وبكتيريا السالمونيلا (Salmonella spp ) والتي يشير وجودها إلى عدم التزام القائمين على تحضيرها بالاشتراطات والممارسات الصحية الجيدة”. وأضاف “أن النتائج الأولية أظهرت تلوث عينات المثومة والصلصة الحارة ببكتيريا السالمونيلا الممرضة Salmonella spp والتي يعتبر وجودها خطرا على صحة المستهلك حسب التعليمات الميكروبية للأغذية الجاهزة للأكل لعام 2011 الصادرة عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء”. وأشار مهيدات إلى “أنه تبين عند الكشف الميداني من قبل فرق التفتيش عدم الالتزام بالممارسات الصحية الجيدة خلال عملية التحضير والتجهيز والطهي واستخدام مواد أولية تدخل في الوجبة من مصادر غير مأمونة، فضلا عن إعداد الوجبات بصورة سريعة غير كافية لإنضاج واستواء مادة الدجاج بشكل يمنع وجود البكتيريا في الوجبة المقدمة للمستهلك كما تبين أثناء الكشف حدوث تلوث متبادل (cross contamination) ما بين المادة الحاملة للبكتيريا والمواد الغذائية الأخرى مثل المثومة والصلصة الحارة”. تصريحات المهيدات وتحديدا إشارته إلى أن “الكشف الميداني بيّن عدم الالتزام بالممارسات الصحية الجيدة خلال عملية التحضير والتجهيز والطهي واستخدام مواد أولية تدخل في الوجبة من مصادر غير مأمونة” تعطي انطباعا بأن المطعم المسؤول عن تسمم 120 شخصا غير ملتزم نهائيا، كما تثير أيضا تساؤلا حول مدى كفاءة نظام الرقابة على المنشآت الغذائية بالمحافظة. الواضح ايضا، ان المطعم هذه المرة أحد المطاعم المعروفة بجرش ويرتاده العديد من السكان، ولا يقع في بلدة بعيدة او في حي نائي، فيما كونه المسؤول عن تسمم 120 شخصا خلال يومين وفوق المعطيات الأولية، يثير تساؤلات مواطنين أين كانت الجهات الرقابية عنه؟ الأغرب من ذلك، أن فرق التفتيش والرقابة التابعة للمؤسسة وبعد تحديد مصدر التسمم حرصت على التأكد أثناء الكشف من حصول العاملين في المطعم والمشغل على الشهادات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة ضمن الإجراءات الأصولية المتبعة. هذه الإجراءات التي اتخذت صفة المستعجلة، تبدو كافية وترتقي لمستوى الحدث، فيما تثير بالوقت ذاته استياء مواطنين بجرش تساءلوا عن دور الجهات الرقابية المستمر على المنشآت الغذائية في محافظة تكررت فيها حالات التسمم. ووفق عدنان العتوم من سكان المدينة، فان المواطنين بجرش يحمّلون الجهات المعنية مسؤولية تكرار حدوث حالات تسمم بين الحين والآخر، مشيرا إلى أن المطلوب ان يكون هناك مزيد من الرقابة على كافة المنشآت لا أن يتم الكشف والتحري بعد وقوع المصيبة. وتابع العتوم قائلا، “الجهات المعنية قامت بدورها تجاه ما حدث خلال اليومين الماضيين بجرش، غير أن ذلك لا يكفي ولا يضمن عدم تكرار الحدث”، مطالبا “بأن تكون عمليات الكشف والرقابة وأخذ العينات دورية وليست مجرد ردة فعل كما يحدث في كل مرة تشهد فيها جرش حالات تسمم”. بالعودة إلى المهيدات، فقد أشار أيضا إلى “أن المطعم مصدر الوجبات المرتبطة بحالات التسمم شهد إقبالا كبيرا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية من قبل المواطنين حسب المصابين” مضيفا “أن أعراض التسمم تحتاج لفترة حضانة تتراوح من 24 ساعة وحتى 48 ساعة من تناول الطعام الملوث وهو ما تم رصده”. وبين مهيدات “أن فرق الرقابة والتفتيش التابعة للمؤسسة توجهت فور ورود معلومات تتعلق بحالات تسمم غذائي في جرش للكشف على المنشأة الغذائية المرتبطة بحالات الاشتباه بالتسمم واتخذت كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة حسب البروتوكول المعتمد للتعامل مع فاشيات الأمراض المنقولة بالغذاء، والتي شملت إغلاق المطعم وكافة فروعه وإغلاق المشغل الرئيسي الموزع لكافة الفروع التابعة للمطعم بعد فحص وتقييم المواد الأولية المستخدمة في تجهيز الوجبات، فضلا عن سحب عينات موسعة من المواد الغذائية المتداولة هناك وكذلك من الوجبات المعدة ومدخلات إنتاجها لغايات تحليلها مخبريا في مختبرات المؤسسة للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري وسيتم الإعلان عن النتائج المخبرية التأكيدية فور الانتهاء منها لربط نتائج الاستقصاء الغذائي والمخبري بالمعطيات الوبائية والنتائج الوبائية السريرية لتوجيه التدابير الرقابية الكفيلة بالحد من انتشار المرض وتجنب تكرار الحادثة في المستقبل”. الى ذلك، أوضح محافظ جرش الدكتور فراس الفاعوري أنه قد تم إغلاق المطعم مباشرة وجمع عينات من المطعم وخزانات المياه والعاملين فيه وسلاسله الغذائية ومن المرضى أنفسهم وسيتم محاسبة المقصرين إذا تم تحديد مصدر التسمم”. وبين “أنه قد تم تشديد الإجراءات الرقابية على كافة مطاعم محافظة جرش الشعبية والسياحية وعددها 162 مطعما من خلال لجان الصحة والسلامة العامة وكوادر مؤسسة الغذاء والدواء وهذه الجولات والتفتيشات يومية، حرصا على سلامة الغذاء والشراب الذي يقدم للمواطنين خاصة وأن صحة المواطن وسلامة الغذاء والماء لا يمكن التهاون فيها وسيتم تشديد الرقابة على كافة المنشآت والتأكد من سلامة المواد الغذائية التي تقدم للمواطنين حرصا على سلامتهم”. وأوضح الفاعوري “أن ذوي أحد المصابين سجل قضية على المطعم الذي تناول منه الطعام وفي حال ثبت تسبب المطعم بحالات التسمم سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وفق القانون والقضاء العادل”. بدوره أوضح مدير مستشفى جرش الحكومي الدكتور صادق العتوم أن عدد الحالات التي راجعت المستشفى منذ فجر الإثنين وحتى ظهر يوم أمس الأربعاء، وصل الى 120 حالة، وتم إدخال حالتين لطفلين (4-5) سنوات، فيما باقي الحالات تلقت العلاج اللازم وغادرت المستشفى ومن بين المصابين أطفال وكبار وبأعمار متفاوتة ومن المفترض طبيا أن تكون فترة حضانة المرض قد انتهت يوم أمس كونهم تناولوا الطعام يومي السبت والأحد وفترة حضانة المرض تمتد من يوم إلى 3 أيام. وأكد أن جميع الحالات تشترك في نفس الأعراض من مغص وارتفاع درجات الحرارة واستفراغ وآلام في المعدة، وقد تلقوا العلاج اللازم وكان قد جمعت عينات من المرضى لغاية فحصها وإرسالها إلى المختبرات الرئيسة لتحديد سبب التسمم بشكل دقيق. وبين العتوم أن كوادر المستشفى عملت على مدار الساعة ما بين استقبال الحالات وتقديم الإجراءات الطبية اللازمة للمرضى ومتابعة الإدخالات وكل مواطن يشعر بنفس الأعراض يتوجب عليه مراجعة المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان