جرش: بعد الاضطرار لإخلاء مدرستهم.. هل يلتزم 400 طالب "توجيهي" بـ"الدوام المسائي"؟

طلبة في الطابور الصباحي بمدرسة جرش الثانوية للبنين-(الغد)
طلبة في الطابور الصباحي بمدرسة جرش الثانوية للبنين-(الغد)

 بداية مربكة وربما صادمة، يعيشها نحو 400 طالب بمرحلة الثانوية العامة (التوجيهي) في مدرسة جرش الثانوية للبنين، إثر صدور قرار رسمي مفاجئ بإخلاء المدرسة لخطورة مبناها، وسط مأزق إيجاد حل مناسب بعد عدم تقبلهم لإجراء نقلهم لمدرسة باب عمان على دوام الفترة المسائية.   

اضافة اعلان

 

  ولا تقتصر تبعات قرار الإخلاء على طلبة التوجيهي فحسب، إذ تضم المدرسة قرابة 600 طالب آخرين، في مراحل مختلفة، من المقرر أن ينتظموا بدوام الفترة المسائية الأسبوع القادم.


قرار إخلاء الطلاب ونقلهم لمدرسة مجاورة والذي صدر في أول يوم دراسي، اتخذ صفة الإلزام بناء على تقرير صادر عن الجمعية العلمية الملكية، أكد وجود عيوب فنية ولوجستية وتصدعات خطرة بالبناء تهدد حياة الطلبة والمعلمين.
وأثار القرار انتقادات طلبة وذويهم، معتبرين أن الإجراء المفاجئ بهذا الحجم مع انطلاقة العام الدراسي، كان من المفترض اتخاذه خلال العطلة الصيفية، وليس بصورة مربكة.


طلاب التوجيهي يقولون في تعليقهم على القرار إنه يصعب عليهم الدوام خلال الفترة المسائية، كونهم مرتبطين بمراكز تقوية وحصص خصوصية وبرامج تعليم إلكترونية يعتمدون عليها في دراستهم، مشيرين إلى أن دوامهم في الفترة المسائية يؤخر دراستهم ويسبب لهم إرباكا.


بلال العفيف أحد هؤلاء الطلبة يلخص وجهة نظره وزملائه بالقول، إن "الحل الأنسب في هذه المرحلة هو البحث عن بناء بديل مناسب والحفاظ على دوام طلاب المدرسة الثانوية بالفترة الصباحية، كون قدراتهم  ومستواهم يكون أفضل في الفترة الصباحية، أو تبديل دوامهم مع دوام طلاب مدرسة باب عمان وهي المدرسة البديلة التي سيتم نقل الطلاب إليها ليكون دوامهم صباحيا ودوام المراحل الأساسية في الفترة المسائية".


وأضاف العفيف، أنه "من الطبيعي والمعروف أن طلاب الثانوية العامة مرتبطون بمراكز تقوية وحصص إضافية ومدرسين خصوصيين في الفترة المسائية، وهذا يتعارض مع دوامهم في الفترة المسائية، ويربك متابعة دراستهم ويشتتهم، لا سيما أن انتهاء دوام الفترة المسائية يتزامن مع ساعات المغيب، ولا يمكنهم متابعة دراستهم بشكل طبيعي ومكثف كما هو معتاد". 


أما بالنسبة لأولياء الأمور، فتحدث محمد العياصرة والد أحد الطلبة، عن أن "القرار أثار استياء جميع أولياء الأمور كون عدد طلاب الثانوية العامة يعد كبيرا، وعدد طلاب المدرسة التي تم نقلهم إليها لا يقل أيضا عن ألف طالب، حيث سيلتقي ما يزيد على ألفي طالب يوميا وقت الخروج والدخول، مما يسبب لهم إرباكا وفوضى وتوترا ومشاحنات"، معتبرا أنه "كان من الأولى أن تجد وزارة التربية حلولا مناسبة قبل صدور قرار الإخلاء، لا سيما أن وضع المدرسة والتصدعات والعيوب ظهرت منذ سنوات وكان قرار الإخلاء متوقعا بالنسبة لهم".


وأكد العياصرة، أن "قرارات مديرية التربية كانت بمثابة صدمة كبرى للطلاب وأولياء الأمور، خاصة أن العطلة الصيفية انتهت وتم صدور القرار في أول يوم دراسي، وكان من الأولى أن تتخذ هذه القرارات وتبحث عن الحلول المنطقية قبل بدء العام الدراسي كإعطاء أولوية لطلاب الثانوية العام بالدوام بالفترة الصباحية، بينما يداوم طلاب المراحل الأساسية بالفترة المسائية، أو البحث عن مبنى مناسب للإيجار، أو نقلهم إلى مدرسة أخرى تتسع لهذه الأعداد الكبيرة من الطلاب ولا تؤثر على سير العملية التعليمية، والتشاور بشأن ذلك مع أولياء الأمور والطلاب ووضعهم في صورة التطورات على وضع المدرسة".


"الغد" حاولت مرارا وتكرارا الاتصال بمدير تربية جرش الدكتور باسم عضيبات، لكنه لم يجب، في حين أكد مصدر مطلع في المديرية، أنه يتم البحث حاليا عن مبنى مناسب للإيجار يكون مناسبا، وعدد غرفه كاف، كون عدد طلاب المدرسة كبير جدا، مشيرا إلى أن المديرية "تقدر صعوبة دوام طلاب الثانوية العام تحديدا في الفترة المسائية، غير أن البحث عن بناء وعمل صيانة واتخاذ الإجراءات المناسبة تحتاج إلى وقت قد يصل إلى شهور".


وقال المصدر لـ"الغد" بعدما طلب عدم ذكر اسمه، أنه "سيتم إلزام الطلاب والمعلمين حاليا بالدوام فترة مسائية في مدرسة باب عمان الأساسية، لحين الوصول إلى حل مناسب، أو إيجاد بديل مناسب حتى لو كان البناء يتسع فقط لطلاب الثانوية العامة وعددهم 400 طالب، وباقي الطلبة يلتزمون بدوام الفترة المسائية في مدرسة باب عمان لحين الانتهاء من بناء جديد لمدرسة جرش الثانوية للبنين المهدد مبناها الحالي بالانهيار".


إلى ذلك، قال رئيس مجلس محافظة جرش رائد العتوم، إن "مجلس المحافظة يتابع عن كثب موضوع إخلاء المدرسة ونقل الطلاب، وتم عقد لقاء بين أعضاء المجلس ومدير تربية جرش، والاطلاع على تقارير الجمعية العلمية الملكية التي تؤكد خطورة البناء والتصدعات الكبيرة التي ظهرت فيه وتشكل خطرا على حياة الطلاب والعاملين وضرورة إخلاء البناء بأسرع وقت ممكن".


وأضاف العتوم، أن "المجلس يجري الترتيبات اللازمة حاليا لمقابلة وزير التربية والتعليم لضرورة الإسراع في هدم البناء وبناء مدرسة جديدة وحديثة بأسرع وقت، كون الحلول المتوفرة حاليا وهي دوام الطلاب في الفترة المسائية غير مناسبة وغير مرضية لجميع الطلاب، خاصة طلاب الثانوية العامة، وهناك صعوبة بدوامهم في الفترة المسائية"، مشيرا إلى أنه "يتم البحث حاليا عن بناء للاستئجار يكون مناسبا، وفي حال توفره، سيتم نقل الطلاب إليه دون تردد، والحفاظ على دوامهم فترة صباحية".


وشدد على أن "المجلس جاهز لتقديم كافة أشكال الدعم لمديرية التربية ماديا، من حيث استئجار مبنى  مؤقت، أو تنفيذ قرار الهدم والبناء بأسرع وقت، وسيتم متابعة الموضوع أولا بأول، والحفاظ على حق الطلاب في التعليم بأجواء مناسبة".

 

اقرأ أيضا:

"جرش الثانوية للبنين" تبدأ عامها الدراسي الجديد بقرار إخلاء مفاجئ