لا للتورط في رفح

هآرتس
هآرتس

أسرة التحرير

 

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورفاقه في قيادة اليمين ينتفضون انفعالا قبيل توجه الجيش الإسرائيلي لاحتلال الجيب الفلسطيني في رفح، الذي فر إليه نحو مليون لاجئ من شمال قطاع غزة ووسطه، وبقيت فيه قوة عسكرية منظمة لحماس. يصور نتنياهو احتلال رفح كمفتاح لـ "النصر المطلق"، الذي وعد به ولم يفِ. شركاؤه بتسلئيل سموتريتش، اوريت ستروك وايتمار بن غفير، يأملون بأن تؤدي العملية في رفح إلى هجرة جماعية للفلسطينيين، إلى خارج القطاع وإقامة مستوطنات يهودية في المناطق الخالية. يروج نتنياهو وشركاؤه إلى حرب دائمة ويعارضون وقف نار يستبدل فيه المخطوفون الإسرائيليون بسجناء فلسطينيين، يعود النازحون إلى شمال غزة، وتندثر أحلام النكبة الثانية.اضافة اعلان
حيال الأمل الكبير لنتنياهو، يقف في هذه اللحظة الواقع. عملية برية واسعة في رفح المكتظة، بالأسلوب الذي عملت فيه إسرائيل في غزة وفي خانيونس، ستحدث موجة جديدة من القتل، الطرد والخراب للسكان الذين سبق أن نزحوا من بيوتهم ويعيشون على شفا الجوع. الخطط لإخلاء المدنيين من رفح، والتي عرضها الجيش الإسرائيلي على الإدارة الأميركية وعلى منظمات الإغاثة الدولية، ردت كخطط غير جدية بما يكفي. حتى لو نجحت إسرائيل في تفكيك أربع كتائب لحماس في هذا الجيب، فليس لديها جواب على إعادة انتظام مقاتلي المنظمة ممن سينجون ويواصلون الملاحقة للجيش الإسرائيلي، ولا اقتراح عملي لبناء قوة سلطوية تحل محل يحيى السنوار ورجاله.
لقد أوضحت الإدارة الأميركية لإسرائيل، أنها تعارض بشدة عملية واسعة في رفح، وحذرت من أنها ستقوض الحلف الغربي – الإقليمي الذي دافع عن إسرائيل في وجه هجمة الصواريخ الإيرانية في 13 نيسان (أبريل)، وتقضي على الفرصة للتطبيع مع السعودية. لقد جسدت "ليلة إيران"، بأن إسرائيل لا يمكنها أن تدافع عن نفسها وحدها في وجه وفرة التهديدات المحيطة بها، وأن أمنها المستقبلي، منوط ببناء ائتلاف ضد ايران وحلفائها. إذا أصر نتنياهو على الاستخفاف بالأميركيين مثلما فعل في تصريحاته، فمن شأنه أن يصطدم بحظر سلاح وإزالة الدرع الدبلوماسي الأميركي في مجلس الأمن. لوائح الاتهام وأوامر الاعتقال في لاهاي ضد مسؤولين إسرائيليين ستتسع فقط. في الجيش الإسرائيلي أيضا، يحذرون نتنياهو من فخ استراتيجي يعده له السنوار في رفح، بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم لأساليب العمل الإسرائيلية.
وعليه، فمن الحيوي وقف التدهور إلى عملية محملة بالمخاطر وزائدة في رفح والتركيز على الصفقة لوقف نار طويل، وإعادة المخطوفين الإسرائيليين مقابل تحرير سجناء فلسطينيين وإعادة النازحين إلى شمال غزة، مما سيؤدي إلى وقف نار في حدود الشمال أيضا. على إسرائيل أن تركز الآن على ترميم أضرارها وفوق كل شيء، وتغيير الحكم الذي تسبب بالكارثة ويسعى إلى مواصلتها إلى ما لا نهاية، وذلك فقط من أجل تفادي محكمة الجمهور.