السجون مكتظة جدا بالفلسطينيين

هآرتس
هآرتس


حن معنيت   6/2/2024

على خلفية حرب "السيوف الحديدية" واعتقال آلاف المشتبه فيهم كمقاومين فلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، فإن ظروف السجناء في إسرائيل تدهورت بشكل كبير.

اضافة اعلان

 

هذا ما يظهر في التقرير الذي نشره أمس مكتب النيابة العامة، والذي يستند إلى زيارات أجراها ممثلو المكتب في كانون الأول الماضي في سجن الكرمل والدامون وايشل والمسكوبية في القدس. في الواقع معظم السجناء الجدد هم معتقلون أمنيون، لكن المس بظروفهم تؤثر بشكل كبير أيضا على ظروف السجناء والمعتقلين الجنائيين.


حسب التقرير تقريبا نصف السجناء والمعتقلين يحتجزون في اكتظاظ شديد، في مساحة صغيرة جدا تبلغ 3 متر مربع للشخص، و3400 منهم لا يوجد له سرير خاص ولذلك هم ينامون على فرشات على الأرض. في تشرين الاول (أكتوبر) سمحت لجنة الأمن القومي التابعة للكنيست بتجاوز ظروف السجن التي حددتها المحكمة العليا في أعقاب حالة الطوارئ التي أعلن عنها في أعقاب الحرب.

النيابة العامة حذرت في التقرير بأن الاكتظاظ الذي يحتجز فيه السجناء بعيد عن تلبية ظروف الحد الأدنى لشروط السجن التي وضعتها المحكمة العليا في قراراتها حول مساحة العيش للسجناء، وأن الصورة التي تظهر في السجون هي بائسة.

 

"اكتظاظ شديد وظروف صحية متدنية وظروف نظافة سيئة ووجود الحشرات وتهوية غير جيدة والنقص في الاحتياجات الأساسية للسجناء" وما شابه.

 

النيابة العامة تفسر الصورة القاسية التي شاهدها ممثلوها في الزيارات التي أجروها في أربعة سجون. حسب قولها فإنه خلال جولة أجريت في القسم 1 في سجن الكرمل تمت مشاهدة اكتظاظ شديد الذي فيه 13 سجينا كان يجب عليهم استخدام مرحاض واحد. بطبيعة الحال هذا الأمر يخلق ضغطا كبيرا في السجن والاحتكاك بين السجناء، وحتى يؤدي إلى وضع فيه السجناء كبار السن يجدون صعوبة في الصبر وانتظار دورهم لاستخدام المرحاض. السجناء في القسم اشتكوا أيضا من البرد في الغرف في الليل.


في العام 2017 قررت المحكمة العليا بأنه يجب على الدولة وضع مساحة عيش في متناول السجناء والمعتقلين م بالحد الأدنى تمكنهم من المكوث في السجن باحترام، وأن يتم فعل ذلك على نبضتين، يكون في نهايتها لكل سجين مساحة عيش تبلغ 4.5 متر مربع (بما في ذلك المراحيض والحمامات). وقررت أيضا بأنه خلال تسعة أشهر من موعد إصدار الحكم ستعمل الدولة على توسيع مساحة العيش لكل سجين ومعتقل حتى الحد الادنى وهو 3 متر مربع في النبضة الاولى، وخلال 18 توسيع مساحة العيش حتى حد ادنى يبلغ 4.5 متر مربع، بما في ذلك الحمامات والمراحيض (النبضة الثانية).


بعد مرور سنتين على قرار الحكم هذا اعلنت الدولة بأنها استكملت النبضة الاولى، وبخصوص تنفيذ النبضة الثانية فقد قدمت الدولة عدة طلبات من اجل تأجيل موعد تنفيذ قرار الحكم الذي كانت في اساسه المصادقة على خطة الحكومة لزيادة النجاعة وتوسيع منظومة الاعتقال ومساحة العيش في السجون (القرار 1903). حتى الآن الموعد المحدث لتنفيذ قرار الحكم هو حتى نهاية 2027.


على خلفية الوضع الأمني منذ 7 تشرين أول (اكتوبر) قامت إسرائيل باعتقال آلاف المشبوهين بتنفيذ عمليات والتحريض، الأمر الذي تسبب باكتظاظ مفاجئ ودراماتيكي في السجون، المكتظة أصلا. حسب البيانات التي نشرتها وزارة الأمن القومي فإنه منذ اندلاع الحرب وحتى بداية الأسبوع استوعبت مصلحة السجون أكثر من 3400 معتقل وسجين، وهكذا يوجد الآن في السجون 20.113 سجين ومعتقل أمني وجنائي. على خلفية ذلك أصبحت هناك حاجة إلى تجاوز تعليمات المحكمة العليا حول مساحة العيش. هذا التجاوز تمت تسويته في تشرين الأول (أكتوبر) بواسطة تعديل في قوانين الطوارئ، قانون أمر السجون الذي ينص على أنه خلال سبعة أشهر تعطى صلاحية لوزير الأمن  القومي بالإعلان عن حالة طوارئ اعتقالية.


في زيارة في سجن الدامون تبين أن الانتقال، إلى جانب الوضع المادي السيء للمنشأة، فانه في عدد من غرف السجناء يضطرون إلى النوم على فرشة على الأرض. أحد المعتقلين قال للطاقم بأنه ينام في الغرفة على فرشة منذ أسبوع. وفي زيارة في سجن ايشل وجد أنه تم تركيب مراحيض فيه، وأن الدوش يوجد فوقها.

 

في نفس المكان يضع السجناء أدوات الطبخ والطعام. وتمت الإشارة إلى أنه في إحدى الغرف لم تكن نوافذ يمكن فتحها وإغلاقها بشكل كامل. بناء على ذلك فإن السجناء يقومون بتغطية النافذة بكيس نايلون من أجل عدم دخول الهواء البارد إلى الغرفة. ووجد أيضا أن الفئران تدخل إلى الغرف من خلال فتحات المجاري.


سجين أمني في قسم العزل في سجن ايشل قال للطاقم بأنه منذ بداية الحرب تم أخذ منه كل أغراضه الشخصية، بما في ذلك صور أبناء عائلته، وأدوات الطبخ والطعام الذي اشتراه من الكافتيريا. وقال أيضا بأنه فقط بملابسه. وتمت الإشارة أيضا إلى أنه كل أسبوع يحصل السجناء على حصة خضراوات من ستة أنواع (البطاطا، الباذنجان مثلا). ولكن منذ ذلك الحين تم أخذ أدوات الطبخ منهم من أجل طبخها.   


في زيارة في المسكوبية تبين أن هذا المعتقل الذي يحتجز فيه تقريبا 170 شخصا، تم فيه مؤخرا اعتقال 250 معتقلا. أثناء الزيارة على الأسرة لم تكن فرشات. وقيل للطاقم بأن إخراج الفرشات من الغرف يتم حسب تعليمات مصلحة السجون فيما يتعلق بمعاملة السجناء الأمنيين.

 

أيضا قيل إنه حسب تعليمات مصلحة السجون فإنه كل يوم بين الساعة الخامسة صباحا والتاسعة مساء يتم قطع الكهرباء ويتم أخذ البطانيات منهم. المعتقلون اشتكوا للزوار بأنه أيضا في وقت وجبة الطعام لا توجد كهرباء ولذلك يضطرون إلى الأكل في الظلام.

 

تقييد مهم آخر تحدث عنه السجناء يتعلق بحظر الخروج إلى الساحة. فقد قالوا بأنه منذ بداية الحرب تم منع الخروج إلى الساحة، وأن هناك سجناء لم يروا أشعة الشمس خلال فترة الاعتقال.

 

للمزيد من الترجمات انقر هنا