علينا التفكير بمدى بعيد

معاريف
معاريف

بقلم: يورام أتينغر

 

إسرائيل ممتنة للولايات المتحدة وحلفائها العرب على المساعدة في الحرب ضد إيران، لكن حرب إسرائيل ضد إيران، التي تشكل تهديدا وجوديا على كل حلفاء الولايات المتحدة العرب، تساهم في بالأمن القومي والأمن الداخلي لهؤلاء الحلفاء.اضافة اعلان
لقد أعلن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في شهادته في الكونغرس بأن ضربة لإسرائيل مثلما حصل في 7 تشرين أول (أكتوبر) تشكل مصدر إلهام لإرهاب إيراني ضد أهداف أميركية في أرجاء العالم وعلى أراضي الولايات المتحدة. فإسرائيل هي موقع متقدم للولايات المتحدة في منطقة حرجة للتجارة الدولية وتسويق النفط والغاز الطبيعي ومركز إرهاب إيراني مناهض لأميريكا، يوفر فيها مليارات الدولارات التي تنطوي على إنتاج ومرابطة حاملات طائرات أميركية أخرى في المحيط الهندي وفي البحر المتوسط وقوات برية في الشرق الأوسط. ضرب إسرائيل يعد في نظر أيران ووكلائها ضربا للولايات المتحدة.
صحيح أن الرئيس الأميركي جو بايدن يهدد آيات الله بـ "Don't"، لكنه بالتوازي يعلق ويخفف عقوبات اقتصادية فرضت عليهم بحجم أكثر من 100 مليار دولار تستثمر معظمها في تطوير قدرات إيران العسكرية، وحزب الله وحماس. بايدن يعمل على ردع إيران لكنه بالتوازي يضغط على إسرائيل للامتناع عن أعمال وقائية مستقلة ضدها، للانتقال من الخيار العسكري تجاه حماس إلى الدبلوماسية وبذلك يصعد تعلق إسرائيل بالولايات المتحدة بشكل يمس قدرة الردع الإسرائيلية ويحفز الأفعال المناهضة لإسرائيل.
سوابق الماضي تثبت بأن على إسرائيل أن ترد على الضغط الأميركي بتفضيل المصلحة الأمنية بعيدة المدى على الراحة السياسية قصيرة المدى. مثلا، الاستجابة للضغط منعت هزيمة حماس في الـ 17 سنة الأخيرة وشقت الطريق لتعاظم قوتها ولإخفاق 7 تشرين أول (أكتوبر). في المقابل رد الضغط للامتناع عن تدمير المفاعل النووي في العراق في 1981 حرر إسرائيل، من تهديد وجودي ووفر على الولايات المتحدة في 1991 مواجهة نووية مع صدام حسين. هكذا كان أيضا عندما ردت إسرائيل ضغطا أميركيا شديدا كان سيمس بقوة الردع الإسرائيلية ويمنع تحولها إلى القاعدة المتقدمة الأكثر نجاعة للولايات المتحدة التي لا تتطلب مرابطة جنود أميركيين: للامتناع عن فرض القانون الإسرائيلي على هضبة الجولان في 1981، عن الحرب الوقائية في 1967، عن توحيد القدس وبدء البناء اليهودي خلف الخط الأخضر في 1967، وفرض القانون الإسرائيلي في القدس الغربية، غرب الجليل وأجزاء واسعة في السهل الساحلي وفي النقب في 1949. تجسد سوابق الماضي بأن الاستجابة للضغط الأميركي يمس بأمن إسرائيل، فيما أن رد الضغط يدفع قدما بأمن إسرائيل وبالمصالح الأميركية الحيوية.
إن استخلاص الدروس من 7 تشرين أول (أكتوبر) يستوجب أيضا الامتناع عن سياسة الرد والهجمات الموضعية والانتقال إلى حرب وقائية كانت ستمنع إخفاق 7 تشرين أول (أكتوبر) وهجمات منظوماتية وليس فقط موضعية. إيران لا تخفي رؤياها وعملها اللذين يجسدان النية لتصفية "الكيان الصهيوني"، والاستخبارات الأميركية تحذر من ذلك. إن ثمن الحرب الوقائية اليوم يتقزم مقارنة بثمن حرب الرد في المستقبل القريب.