ترحيل الأحلام.. أهداف يحملها الشخص من عام لآخر أملا بتحقيقها

ترحيل الأحلام.. أهداف يحملها الشخص من عام لآخر أملا بتحقيقها
ترحيل الأحلام.. أهداف يحملها الشخص من عام لآخر أملا بتحقيقها
منى أبو حمور عمان- “لا بأس.. رحلوا أحلامكم للعام المقبل، ولكن احرصوا على تحقيقها”.. تلك تغريدة شاركتها علا أحمد، وهي من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مع أصدقائها، محاولة التخفيف عمن أصيبوا بخيبات أمل لعدم قدرتهم على تحقيق الأمنيات والأحلام. لاقت تغريدة علا إعجاب الكثيرين من أصدقائها الذين شاركوها أحلامهم وخططهم التي لم يفلحوا بتحقيقها في العام الحالي، الأمر الذي جعلهم يشعرون بإحباط كبير ويصل أحيانا لإحساس الفشل. من عام لآخر، يحمل الشخص أحلاما وآمالا كان يأمل بأن يراها حقيقة أمامه، لكن الأمل والقوة والصبر لا تفقده هذه الرغبة بالوصول إلى ما يصبو إليه وإن تأخر ذلك عن وقته، في حين أن هنالك أشخاصا يشعرون بخيبات الأمل حينما لا يرون أهدافا وضعوها أمامهم تحققت على أرض الواقع، فيكون الرفض ترحيلها والإيمان بها مرة أخرى. غير أن خبراء يدعون الفرد لأن يؤمن بذاته وألا يفقد الأمل، وأن يرحل أحلامه علّه يراها حقيقة أمامه، خصوصا عندما يرتب أهدافه التي يطمح لتحقيقها وهو يضع بعين الاعتبار المحددات والإمكانيات والقدرة على تنفيذها مع إصراره وقوته. الأربعينية ليلى شعرت بخيبة أمل كبيرة بعد أن مضى العام الحالي وما تزال بعض أحلامها وطموحاتها عالقة لم تتمكن من تحقيقها. الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها ليلى وأسرتها جعلتها تغير الكثير من خطط عملها خلال العام الماضي، الأمر الذي حال دون الوصول إلى بعض الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها خلال العام الماضي. وتقول “شعور سلبي أن تجد نفسك تقف على أعتاب عام جديد ولم تنجز ما كنت تطمح إليه في العام الماضي”، غير أن ذلك لم يمنعها من ترحيل أحلامها للعام الجديد، متمنية أن تكون الظروف ملائمة أكثر مع إصرارها على تحقيق تلك الأهداف. في حين استهجن خالد إسماعيل مداخلة أحد زملائه في العمل الذي أجاب عن سؤال طرحه أحد الموجودين “ما خططكم للعام المقبل؟”، وقال: “سأرحل أحلام 2019”. لفت انتباه خالد فكرة “ترحيل الأحلام وتدوير الأهداف”، الأمر الذي جعله يفكر جيدا في هذا الأمر، لاسيما وأنه تعثر كثيرا في الأعوام الماضية، الأمر الذي جعله يشعر بنوع من الإحباط. أخصائي علم النفس الدكتور يوسف مسلم، يشير بدوره إلى أن الكثير من الأشخاص مؤخرا بدؤوا يزيدون اهتمامهم في التدريب واكتساب مهارات التعامل مع الحياة، فأصبحوا أكثر قدرة على معرفة احتياجاتهم وكيفية التعامل معها وتنفيذها. ويذهب مسلم إلى أن الشخص إذا كان يريد أن يفهم الحياة، فلابد من أن يفهم نفسه أولا، لذا لابد عندما يضع أهدافه أن يراعي المحددات والإمكانيات، بدون أن يبالغ في الأهداف وبالتالي يكون هناك راحة في التنفيذ. ويقول مسلم “لا يكفي أن تكون المحددات والإمكانيات متاحة لتحقيق الأهداف، ولابد أن تكون البيئة والظروف المحيطة به أيضا تمكنه من تحقيق ما يصبو اليه وبمحاولة صادقة”. ويضيف “قد تكون كل الظروف والإمكانيات والمحددات مناسبة للأهداف التي وضعها الشخص، ولكن قد يكون تعرض لبعض الظروف التي حالت دون تحقيق أحلامه أو أهدافه التي كان قد وضعها خلال العام الماضي، حينها لا بأس بأن يرحل أهدافه ويؤجلها للعام الجديد”. ولكن من الضروري، وفق مسلم، “أن يقوم الشخص بدراسة حالته أكثر ولماذا لم يستطع تحقيق الأهداف بدون أن يلوم نفسه أو يلوم الظروف وأن يكون موضوعيا”، لافتا إلى أهمية أن يكون الشخص قادرا على تطويع الأهداف أو الأفكار التي يرغب بتنفيذها، بما يتناسب مع الإمكانيات والظروف حتى يذهب باتجاه تحقيقه بالشكل المناسب. ويستدرك مسلم؛ أن ترحيل الأحلام أو الأهداف ظاهرة صحية لأن البداية لدى الشخص تكون حلما ومن ثم تصبح هدفا وما بين الإمكانيات والقدرة على التحقيق على أرض الواقع قد يتطلب ذلك وقتا وصبرا، وبالتالي لا بأس في ذلك. وينصح مسلم بضرورة معرفة الأسباب التي منعت الشخص من تحقيق أهدافه قبل الاستغناء عنها أو حتى إلغائها وإعادة تقييم العام الذي مضى بكل ما فيه، والتفكير بالأمور بإيجابية، وإيمانه بإمكانية تحقيقها. ومن جانبه، يشير أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي إلى أن الكثير من الناس تتجدد أمنياتهم مع قدوم العام الجديد أملا في تحقيق طموحاتهم وإن طال انتظارها، خصوصا تلك التي لم تتحقق العام الماضي. ويلفت الخزاعي إلى أن العديد من الأشخاص ممن لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم أو أحلامهم خلال العام الماضي عليهم أن يتمسكوا بالأمل والإيمان بأنفسهم، فربما لم تكن الظروف مواتية من قبل. ويضيف “ترحيل الأحلام والأهداف أمر طبيعي.. فتأجيل الهدف وتحقيقه بوقت وإن كان متأخرا أفضل بكثير من الاستغناء عنه”، لذلك لابد أن يكون لدى الشخص الإصرار والقوة على تحقيق أهدافه وأحلامه وألا يتنازل عنها عند أول مطب أو عائق يتعرض له.اضافة اعلان