"لعبة نيوتن".. شخصيات متغيرة والحقيقة ليست كما تُرى!

Video thumbnail for youtube video 7kjrm4agpi8
Video thumbnail for youtube video 7kjrm4agpi8
إسراء الردايدة عمان- منذ الحلقة الأولى لمسلسل "لعبة نيوتن"، والأحداث تتطور يوميا بمواقف لاتخلو من الواقعية، الإنسانية، الكوميديا وحتى التوتر والإثارة، التي تتصاعد مع المواقف التي يمر بها أبطال المسلسل وسط أداء استثنائي لفريق العمل. الاحداث تتناول قرار زوجين في خوض مغامرة من خلال إنجاب طفلهما في أميركا من أجل منحه فرصة حياة افضل بالحصول على الجنسية؛ "هنا" مهندسة زراعية (الممثلة منى زكي)، وزوجها حازم (الممثل محمد ممدوح) فيها يكتشفان انفسهما مجددا وقدراتهما الفعلية والادوار الحقيقية في العلاقة، وسط احداث درامية أخرى تتشابك معا في بلدين مختلفين. العمل من بطولة محمد فراج،، سيد رجب، عائشة بن أحمد، مايان السيد، أسامة الهادي، ولأول مرة في الدراما المصرية الممثل المصري الأمريكي آدم الشرقاوي، سيناريو وإشراف على الكتابة مها الوزير، ورشة السيناريو والحوار الكُتّاب مها الوزير، سمر عبد الناصر، محمد الشخيبي وعمّار صبري، تأليف وإخراج تامر محسن

منى زكي .. العاطفة والعقل

منى زكي تعود للدراما بعد 5 أعوام على تقديمها مسلسل "افراح القبة"، لتؤدي دور الزوجة التي تجسد نفسها في مواجهة مع واقع مختلف تعتمد فيه على نفسها. إمراة بسيطة مهاراتها محدودة بعلاقة تشاركية مع زوجها الذي يساعدها في تدبير الأمور، القرارت الصعبة، وغيرها، تلك المرأة فجاة تعيش تجربة مختلفة حيث تصبح هي المسؤولة عن نفسها وفي اتخاذ القرار، تدبير الأمور، إيجاد الحلول وغيرها. التحول النفسي في مشاهد مختلفة كونها حامل، وبين المشاعر الجياشة والعاطفة؛ تحضر الغريزة في البقاء والتعايش في الظروف الاستثناية التي تشكل تحديا لها، تجسدها منى زكي بإحساس عال لا يخلو من الجدية والحقيقة التي دفعت المشاهدين للتفاعل معها. دموع الفرح، ابتسامة خافتة، نقاش حاد، لحظات توتر تنفجر فيها بالبكاء في مشهد "الحمام" القذر ولكنها تأبى الإنهيار، فيما مشاعر الحب للزوج والاشتياق له دون إسفاف تجعل من كل شيء حقيقيا وليس مثاليا مبالغا به. [caption id="attachment_998538" align="alignnone" width="710"]مشهد خلاف حازم وهنا مشهد خلاف حازم وهنا[/caption] مواقف تمر بها "هنا"/ منى زكي حتى الحلقة 9، الغربة في اميركا وما تفعله من اجل طفلها، مضحية ككل أم في سبيل توفير حياة افضل لابنها، والحفاظ على التربية والعادات التي كبرت عليها في مجتمع غريب وثقافة جديدة عليها. هي أم، زوجة، فتاة حالمة، تكتشف قوتها الحقيقية في المواقف الصعبة فتنضج رويدا رويدا فيما مشاهد الفلاش باك تظهر التحول الذي حصل في شخصيتها.

محمد ممدوح.. الحلقة الأضعف

حازم؛ في البداية ظهر بانه الأقوى والأكثر قدرة على إيجاد الحلول، الرجل الشرقي المحب لزوجته، متردد أحياناـ متعلق بزوجته وعاشق لها وشريك لها في التفاصيل, وبذات الوقت هو ما يستأثر بالقرار. لكن الموازين تنقلب بعد سفر "هنا" فهي تمثل التوازن العاطفي له، بحكم الشراكة والعلاقة الزوجية. المواقف التي يمر بها لاحقا تكشف انهياره العاطفي، لكن محمد ممدوح يمثل كتلة من المشاعر، باختلاف المواقف وانفعالاته العاطفية الممتلئة بلحظات الخوف، القلق، البكاء، الغضب، الدهشة والحيرة وحتى التوتر. مشهد يذكر له لحظة ردة فعله لما قام به شاهين" (أحمد طلعت) الذي اقتحم منحل حازم وتحطيمه، ويشتبكان في عراك، انتهى بأن ضربه حازم بإناء يحتوي على سائل تغذية النحل ثم أغلق عليه باب المنحل، ليهاجم سرب النحل شاهين ويقتله. ومشهد آخر حينما يكلم به حازم هناء بعد مشاجرة بينهما، الحب والدفء في صوته، لحظات الضعف والاعتراف باحتياجه الشديد لها وبكاءه من المسافة والبعد بينهما، واشتياقه لها وحتى خوفه من ان تتركه بنفس الوقت حرصه عليها. [caption id="attachment_998536" align="alignnone" width="1080"] حازم وبدر في مشهد  عسل الافيون حازم وبدر في مشهد عسل الافيون[/caption] التحول الجديد الآن، يتم اكتشافه في الحلقات المقبلة، فهل سيكون محمد ممدوح جريئا لقبول شراكته مع بدر التاجر الغني –الممثل سيد رجب- في صنع عسل الأفيون؟!

محمد فرّاج.. الشيخ مؤنس

محامٍ مصري وشيخ ملتزم، يساعد الجالية العربية على حل شؤونها القانونية، منذ لقائه الأول بهنا- منى زكي- يشعر بالمسؤولية تجاهها، مشاعر من الحب والغيرة تتطور مع الوقت مظهرا تناقض بدوره. ذلك الشيخ يمر بمرحلة ومواقف متعددة تكشف الفروقات بين التزامه ومحاولات كبت مشاعره ورغبته بالتسلط والتحكم بهناء، من خلال مراقبتها. وفيما يحاول إخفاء نيته الحقيقية فإن الأمر خرج عن السيطرة لحظة اعترافه لها بحبه في نقاش حامي الوطيس بين  محاولة نفيه لاتهامات هنا- منى زكي- بتجسسه عليها مجيبا بانفعال:" الشيخ مؤنس: أنا قلقان عليكي من الولد ده هنا: وانا بقى مش متطمنة وأنا قاعدة هنا. الشيخ مؤنس: مش متطمنة ازاي وإنتي تحت عيني.. هنا: عشان بتراقبني الشيخ مؤنس: لا عشان بحبك "

تامر محسن.. إدارة كاملة ذكية

كل ما نراه في مسلسل "لعبة نيوتن" لا يعتمد فقط على أداء الممثلين الرائع، بل على دور المخرج وحضوره فيه، وقدرته على خلق مفهوم بصري لها، من خلال الكتابة جاعلا لكل حلقة هوية خاصة بها، وهو ينتقل بنا بالأحداث بشكل غير متوقع. تفاصيل العناصر الإخراجية كانت واضحة بدءا من التمثيل وإدارة الممثلين ليخرجوا أفضل ما يملكون ومن مهارات في الأداء بحسب تغير الموقف وعاطفته، مدركين أن من يديرهم ملم بموهبتهم ومؤمن بها ويدفعهم لتوظيفها بأقصى حد.

 العلاقة مع الغرب من وجهة نظرعربية

جانب آخر في "لعبة نيوتن" هو نقل سياق الأحداث والصراع من وجهة نظر عربية، هنا نرى كيف هي حياة المهاجر العربي وصراع التكيف من خلال شخصية هنا في أميركا، حيث جرى تصوير الأحداث هنالك أيضا بواقع حياتي ومكاني. بعيدا عن كل الأفكار المسبقة التي اعيد رسمها، يتحول الصراع لجهة أخرى تجعل من أحداثه ممتعة، لاتخلو من الواقعية، وبعيدة عن المبالغة. ;t=86s الإيقاع العام منتظم، خصوصا مع تقنية "الفلاش باك"، ويظهر ذلك من أول حلقة ليبرر تصرف ما أقدمت عليه الشخصية الرئيسية "هنا" التي تظهر في البداية ضعيفة منكسرة تابعة لزوجها، لكن الحقيقة مختلفة. والأمر نفسه ينطبق على حازم، الذي لا يمثل الرجل العطوف، بل العصبي شديد التوتر، المتردد. ما يزال أمامنا ما يقارب 21 حلقة، لا تخلو من التشويق، ولا تسقط حتى الآن في وهم الميلودراما، فأداء الممثلين قادر على إثارة مشاعر المشاهدين والغوص في تحولاتها النفسيية والشعور بها. "لعبة نيوتن"، دراما ممتعة حتى الآن تكشف الكثير من التحول في صناعة الدراما العربية وتؤكد على أهمية المخرج وقدرته على إدارة فريق ممثليه، وبراعته في خلق أجواء وحالات جديدة في كل موقف وحلقة دون ابتذال او مبالغة فيما يخدم المشهد كاملا والشخصية نفسها.اضافة اعلان