وفد إسرائيلي بالبيت الأبيض قريبا لمناقشة البدائل

"بدائل" واشنطن عن اجتياح رفح تستنسخ الرؤية الصهيونية وتنحاز لمواصلة العدوان

الخيام في منطقة رفح وتؤوي أكثر من مليون فلسطيني يعتزم الاحتلال اجتياحها.-(وكالات)
الخيام في منطقة رفح وتؤوي أكثر من مليون فلسطيني يعتزم الاحتلال اجتياحها.-(وكالات)

في أفق دام بلا نهاية قريبة؛ يبدو أن اجتياح رفح بات وشيكا على أجندة الاحتلال ولم يتبق سوى الاتفاق على التفاصيل مع واشنطن التي تدعي أنها تعمل لصالح حماية المدنيين، خلافا "لبدائلها" المنحازة لمواصلة القتال بغزة والتي ستناقشها مع وفد إسرائيلي بالبيت الأبيض، بينما تبحث جولة أميركية السادسة بالمنطقة الهدنة الإنسانية المؤقتة في مفاوضات لا تزال متعثرة.

اضافة اعلان


ولا تخرج "بدائل" واشنطن المقترحة، لتحل مكان العملية العسكرية الواسعة التي تهدد حكومة الحرب بشنها، عن مجرد استنساخ للرؤية الصهيونية تجاه غزة، عبر تدمير ما تبقى من البنية التحتية المتهالكة، واستهداف الأنفاق، وتهجير الفلسطينيين تحت غطاء إيجاد مراكز إيواء خارج جنوب القطاع، والقضاء على حركة "حماس" وعناصر المقاومة الفلسطينية بحجة استتباب الهدوء والاستقرار. 


وطبقا لفرضية الولايات المتحدة؛ فإن الخطة البديلة لكيفية استمرار الاحتلال في محاربة "حماس" بدون شن عملية برية كبيرة سيتم مناقشتها خلال اجتماع قادم مع وفد إسرائيلي يزور واشنطن، في ظل مخاوف البيت الأبيض من انهيار مفاوضات تبادل الأسرى ومضي الاحتلال بحربه ضد رفح بدون خطة مسبقة، وذلك "لمصلحة استمرار القتال"، وفق مكتب رئيس حكومة الحرب، "بنيامين نتنياهو". 


وعلى وقع قرار الكونجرس الأميركي بالاستمرار في حظر تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فقد جرت مؤخرا مداولات في البيت الأبيض بشأن بدائل اجتياح رفح، كان منها إرجاء العملية العسكرية لعدة أشهر، يتم خلالها التركيز على استقرار الوضع الإنساني وإعادة إعمار أولية لشمال القطاع وبناء مساكن كي يكون بالإمكان استيعاب السكان الذين نزحوا إلى رفح. 


فيما يتم بعد ذلك إخلاء السكان من رفح وشن اجتياح للمنطقة، بادعاء أن خطر استهداف المدنيين سيكون أقل بكثير، مقابل مقترح آخر يقضي بالتركيز في المرحلة الأولى على حراسة الحدود بين مصر والقطاع، وتنفيذ خطة أميركية – إسرائيلية مشتركة لهدم الأنفاق تحت محور فيلادلفيا وإقامة بنية تحتية تمنع إدخال أسلحة إلى القطاع، حسب وسائل إعلام الاحتلال نقلا عن مسؤول أميركي.


في حين يعود وزير الخارجية الأميركي، "أنتوني بلينكن"، إلى الشرق الأوسط في زيارته السادسة منذ بدء عدوان الاحتلال ضد غزة، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق لتأمين وقف مؤقت للحرب وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، "ماثيو ميلر"، في تصريح له، إن بلينكن سيبحث في جدة والقاهرة جهود الوساطة التي تجريها قطر ومصر، فضلا عن الجهود المبذولة لتوصيل المزيد من المساعدات إلى غزة، كما ستتطرق المحادثات بشأن ترتيبات الحكم والأمن وإعادة تطوير غزة بعد الصراع.


وتستأنف في قطر هذا الأسبوع المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار عقب مفاوضات سابقة صعبة لم تسفر عن اتفاق بين الاحتلال و"حماس" لتبادل الأسرى.


من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات تصريحات "نتنياهو" بأن أحد أهداف العدوان على قطاع غزة هو تهجير الفلسطينيين.


جاء ذلك ردا على تصريحات "نتنياهو" أمام "لجنة الخارجية والأمن" في كنيست الاحتلال، والتي قال فيها إنه من الممكن استخدام الميناء الأميركي على سواحل قطاع غزة، تحت إشراف الاحتلال لترحيل الغزيين.


وأوضحت "الخارجية الفلسطينية"، في تصريح له أمس، أن "نتنياهو" يتفاخر بتوفير جميع مقومات هذا التهجير وأسبابه، بما في ذلك تصعيد القصف الوحشي الراهن وكأن الحرب بدأت من جديد، وإمعان جيش الاحتلال بالتدمير الكامل وتحويل القطاع لإرض قاحلة تتعذر الحياة فيه، بشكل يترافق مع توسيع دوائر القتل الجماعي في صفوف المدنيين.


وأشارت إلى أنه يضع المزيد من العراقيل أمام الجهود الدولية المبذولة لإدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية الأساسية بشكل مستدام، الأمر الذي يعمق المجاعة في قطاع غزة وازدياد لأعداد الشهداء من الأطفال نتيجة لها، إضافة لانعدام الأمن الغذائي لأكثر من نصف سكان القطاع، ووضع أكثر من 2 مليون مواطن في دوامة من النزوح المتواصل بحثا عن أي مكان آمن غير متوفر.


ولفتت "الخارجية الفلسطينية" إلى أنه بعد 166 يوما على حرب الإبادة الجماعية، يواصل المجتمع الدولي إعادة إنتاج فشله في حماية المدنيين وتأمين إحتياجاتهم الإنسانية الأساسية، ويتمثل بنمطية بائسة في تشخيص الحالة الإنسانية الكارثية في القطاع ويكثر من وصف أبعادها وتداعياتها الخطيرة.


وقالت إن المجتمع الدولي يواصل تكرار مطالباته ومناشداته لحكومة الاحتلال ويراهن على أخلاقياتها لكن دون جدوى وبدون أن يجد اية آذان صاغية للضمير الإنساني، ودون أن يترجم مواقفه وأقواله وقراراته إلى أفعال وإلى إجراءات تلزم الحكومة الإسرائيلية بقوة القانون الدولي على حماية المدنيين وإدخال المساعدات بشكل مستدام.


وأكدت أن حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم هي قضية إنسانية بامتياز، وعلى العالم ألا يسمح لنتنياهو باخضاعها لأي حسابات أو مفاوضات أو ابتزاز، حيث لا شيء يمكن أن يبرر الفشل الدولي في حماية المدنيين وإدخال المساعدات لهم بشكل مستدام مهما كانت رغبات وسياسة وأهداف الجانب الإسرائيلي.

 

اقرأ المزيد : 

أكسيوس: إدارة بايدن ستقترح بدائل لاجتياح رفح