مادبا: الزيارة الملكية تمنح القطاع الزراعي زخما لتحقيق إنجازات نوعية

عمال يجهزون الأرض للزراعة في إحدى مناطق محافظة مادبا-(من المصدر)
عمال يجهزون الأرض للزراعة في إحدى مناطق محافظة مادبا-(من المصدر)

 أجمع مختصون بالشأن الزراعي في محافظة مادبا، على أهمية الزخم الذي منحته زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للمحافظة أول من أمس، للنهوض بالقطاع الزراعي في المحافظة والعمل على تحقيق إنجازات نوعية، لا سيما مع تركيز جلالته على وضع خطة شاملة لتطوير القطاع، بما يساهم في تعزيز منظومة الأمن الغذائي والتخفيف من حدة الفقر والبطالة. 

اضافة اعلان

 

  المختصون اعتبروا في حديثهم لـ"الغد"، أن الزيارة الملكية تعزز ضرورة استغلال القطاع الزراعي في مادبا بالصورة المثلى، كونه يعد من الموارد الأساسية التي تتميز بها المحافظة، لتوفر الظروف المناخية المناسبة والمائية وخصوبة التربة، إضافة إلى أنها تشتهر بسهولها الواسعة المنبسطة، والتي تعمل على رفد المملكة بكميات وافرة من الحبوب، إضافة إلى مناطقها الغورية والشفا غورية، والتي تعد من أهم مصادر إنتاج الخضراوات والفواكه والزيتون.


وأضافوا، أن "القطاع الزراعي في محافظة مادبا، يواجه بعض التحديات، من أبرزها ضعف موارد التمويل، وارتفاع التكاليف، ومحدودية الأراضي الزراعية المتاحة، ومحدودية المياه المتاحة لأغراض الري، إضافة إلى ضعف مشاركة المرأة في العمل الزراعي والنقص النوعي والكمي في العمالة الزراعية الأردنية، وتدهور نوعية مياه الري وانخفاض خصوبة التربة الزراعية والزحف العمراني على الأراضي الزراعية المطرية".


كما عبر المختصون عن خشيتهم "من الزحف العمراني على الأراضي الزراعية، الذي يؤدي إلى تقليص مساحاتها المتبقية في محافظة مادبا، وتدني إنتاجية المحاصيل الزراعية المختلفة التي تشتهر بها المحافظة"، مشيرين إلى أن "محافظة مادبا شهدت قفزة عمرانية كبيرة بسبب قربها من العاصمة وسهولة أراضيها، ويسر المواصلات إلى عمان، حيث تشابكت المباني وتوسعت على حساب الأراضي الزراعية الخصبة التي تمتاز بها المحافظة، التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة". 


وأكدوا، أن "غياب التشريع المنظم لاستعمالات الأراضي ساعد بشكل لافت في تبوير الأراضي الصالحة للزراعة"، معتبرين أن "عوامل بشرية وطبيعية هي السبب في تقلص المساحات الزراعية وتدني إنتاجيتها"، لافتين في الوقت ذاته إلى "ضرورة الحفاظ على الغطاء النباتي وأهمية أن يلعب المواطن دوراً في التصدي لهذه الظاهرة". 


مدير مركز المشقر للبحوث الزراعية المهندس عوض الكعابنة، يقول إن "المساحة الزراعية في محافظة مادبا تبلغ نحو أربعين ألف دونم لزراعة  مادتي القمح والشعير"، مشيراً إلى أن "المركز يلعب دوراً حيوياً في توفير أصناف البذار المحسنة التي ينتجها بكميات وبجودة عالية وتوزيعها للمزارعين عن طريق المؤسسة التعاونية كدعم حكومي بسعر تشجيعي أقل من  السعر العالمي بأضعاف، وذلك بهدف استمرار المزارعين في مادبا في زراعة الحبوب".


وأشار الكعابنة إلى أن "المركز الوطني للبحوث يعتمد أصنافا جديدة من القمح والشعير ذات الإنتاجية العالية".


ويرى مدير زراعة محافظة مادبا السابق المهندس ماجد الشخانبة،  أن "هناك أهمية بالغة لحديث جلالة الملك حول ضرورة تطوير القطاع الزراعي والسياحي في آن واحد"، مشيرا إلى "ضرورة استغلال المساحات الشاسعة جدا في محافظة ولواء ذيبان، كون هذه المساحات تكفي ثلث استهلاك المملكة من مادة الطحين، خصوصا بعد إنشاء سدي الموجب والوالة، حيث بات لا توجد مشكلة في إنتاج مادة الحبوب".


وأشار الشخانبة إلى "تكليفه من قبل وزارة الزراعة بالكشف الحسي على الأراضي الصالحة لزراعة الحبوب عام 2010، حيث تم الاتفاق مع وزير الزراعة في ذلك الحين إلى جر المياه من سدي الوالة والموجب وتوفير الري المحوري لهذه المساحات، لكن بسبب التكاليف العالية لم يتم العمل بهذا المشروع"، مؤكداً أهمية "حث المزارعين على التوجه نحو زراعة الحبوب التي أصبحت مجزية أكثر من الخضراوات". واعتبر أن "كلفة التيار الكهربائي تعد من أهم العثرات التي تقف أمام المزارعين"، مطالباً بـ"استبدله بالطاقة الشمسية للتوفير على المزارعين الأثمان الباهظة من الكهرباء".


أما رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة مادبا السابق المهندس أحمد جمعة الشوابكة، فأكد من جهته، "أهمية زيارة جلالة الملك وتركيزه على تطوير القطاعين الزراعي والسياحي اللذين تتميز بهما محافظة مادبا"، مشيراً إلى "ضرورة وجود محطة تدريب تكنولوجيا (الزراعة المائية الحديثة) ومحطة أخرى لتغيير النمط الزراعي المتبع عند أغلبية المزارعين".


وقال الشوابكة، إن "قضاء جرينة يحتوي على خمسة آلاف بيت بلاستيكي (زراعات محمية) ، مشيراً إلى "ضرورة استثمار الأراضي والسهول الواسعة في لواء ذيبان لزراعتها بمادتي القمح والشعير، وتشجيع المستثمرين على إنشاء مصانع للمنتجات الزراعية للحفاظ على الأمن الغذائي وحل مشاكل تسويق المنتجات الزراعية".


وأكد الشوابكة، أن "التطور الذي شمل النواحي العمرانية والصناعية والتجارية، مع عدم وجود قوانين لحماية الرقعة الزراعية، أسهم في فقدان مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية المنتجة"، داعياً إلى "استحداث قوانين جديدة للحد من هذه الظاهرة، وتوعية المواطن من خلال نشر الوعي البيئي للحفاظ على الأراضي الزراعية، خصوصاً توعية مالكيها بضرورة إيقاف الظاهرة باعتبارها ستؤدي إلى تقليص كميات الإنتاج من المحاصيل الزراعية".


ومن وجهة نظر المهندس الزراعي محمد السنيد، فإن "تأكيدات جلالة الملك على تطوير القطاع الزراعي يعد فرصة ثمينة وحقيقية لاستغلال الموارد المتوفرة في محافظة مادبا ولواء ذيبان لتطويرها وتحديثها بوصفها ركناً أساسياً في الاقتصاد"، مشيراً إلى أن "الزراعة تسهم في زيادة دخول الأسر الريفية من خلال مشاركة المرأة في إدارة المشروعات الأسرية الصغيرة وتربية المواشي والصناعات الريفية الزراعية، إضافة إلى توفير فرص عمل ومصادر دخل إضافية للسكان، وهي عوامل تسهم في الحد من الهجرة من الريف وتجنب المدن المزيد من الضغوط على الخدمات فيها، وكذلك تخفف العبء على الاقتصاد الوطني وتخلق المزيد من فرص العمل".


وقال المزارع كاسب الشخانبة، إن "زيارة جلالة الملك إلى محافظة مادبا، تعد تأكيدا على أهمية المضي من أجل  تطوير وتحديث القطاع الزراعي الذي يوليه جلالته دائما اهتماماً بالغاً"، مشيراً إلى "ضرورة الابتعاد عن الزراعات التقليدية والاتجاه نحو الزراعات الحديثة، لما لها من أهمية في توفير الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي"، ومؤكداً في الوقت ذاته أنه "أنشأ مشروعاً في وادي الهيدان السياحي لتربية الأسماك، يوفر من خلاله  فرص عمل لغيره، ففكر أن يخوض مجال ومهنة يتميز بها وتكون فريدة من نوعها، ولحسن حظه استعان بوالده الذي يعمل مهندساً زراعيا وله خبرة طويلة في مجال الزراعة وتربية الأسماك، وفكرا معاً بإنشاء مزرعة سمكية".


وقال المزارع علي الشوابكة، إن "زيارة جلالة الملك أثلجت صدورنا، لما لها من أهمية واسعة، خصوصاً أنها تحمل معاني عدة من أبرزها التوجيهات السامية لتطوير القطاع الزراعي في محافظة مادبا والذي يوليه جلالته أهمية كبيرة ويدعمه بكافة الوسائل الممكنة"، مشيرا إلى "الحاجة لوجود تعاون بين الجهات ذات العلاقة للحد من مشكلة الزحف العمراني على الأراضي وتقييدها على الأقل، وعدم تقييد عمل البلديات".

 

اقرأ أيضا:

الملك يدعو لوضع خطة شاملة لتطوير قطاعي السياحة والزراعة في مأدبا