المشاهد الحية لموت الأطفال في غزة.. المثوى الأخير لضمير الإنسانية في العالم 

لقطة للمصوّر الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة ترصد صورة رضيع غزي قتلته قذئف طائرات الاحتلال-(وكالات)
لقطة للمصوّر الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة ترصد صورة رضيع غزي قتلته قذئف طائرات الاحتلال-(وكالات)

لم يصدّق المصوّر الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، طلب عائلة فلسطينية خلال رصده لموجات النزوح من شمال قطاع غزة إلى جنوبها قبل أيام، لالتقاط صورة لطفل العائلة الرضيع، محمولا على يد والده ليوثّق "موته" المعلن مباشرة، وسط حالة من الذهول أصابت بقية أفراد العائلة الذين تحلقوا حوله دون حراك من هول الواقعة، ونظراتهم شاردة في كل اتجاه.  

اضافة اعلان


ليست هذه اللقطة الوحيدة التي توثقها عدسات كاميرات الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في غزة، لقصة "موت معلن" على الهواء، ومن خلال حسابات مواقع التواصل الاجتماعي كما يفعل عزايزة، للأطفال الفلسطينيين منذ بداية "الحرب المسعورة" على قطاع غزة. 


ومن هول مشاهد الموت والتنكيل بالأطفال الأكثر حاجة للحماية الخاصة، لم تعد منظمات الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية، تواكب في تقاريرها أولا بأول ما استجد من تسجيل لحالات الضحايا من الأطفال، بعد مرور 39 يوما على الحرب ليتجسد فعلا، فصلا أخيرا في موت الضمير البشري والإنساني الذي ينتفض لحقوق الإنسان على "الهويّة".  


أما مشهد الأطفال الخدّج الذين أخرجوا من الحاضنات بسبب نفاد الوقود في مستشفى الشفاء، فلم يكن أقل قسوة من سابقه، بحسب تصريحات للمتحدث باسم وزارة الصحة في غزة ومدير مجمع الشفاء الطبي لوسائل إعلام عربية، اذ أفاد بأن العاملين في المستشفى يكافحون لإبقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة بعد نفاد إمدادات الأكسجين، وكان عليهم نقل الأطفال يدويا من حاضنات وحدة الأطفال حديثي الولادة، إلى مكان آخر من المستشفى. وبين أن الأطفال تم "لفهم" بورق القصدير ووضع الماء الساخن بجانبهم للحفاظ على دفئهم، فيما أكدت تقارير عدة، أن 3 أطفال - على الأقل-  توفوا من بين 39 طفلا في قسم الخداج بسبب نفاد الوقود، حتى الآن.


وفي تتبع لـ"الغد" لعدد من المنظمات والمؤسسات المختصة برصد الانتهاكات ضد الأطفال، بينها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ومؤسسة إنقاذ الطفل ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أظهرت الصفحات الرسمية آخر رصد للضحايا من الأطفال كان يوم الجمعة الماضي، الذي شهد حصارا من جيش الاحتلال الاسرائيلي وقصفا مباشرا لأربع مستشفيات - على الأقل- في غزة، ما دعا 3 مسؤولين أمميين إقليميين، في بيان مشترك إلى التحرك الفوري والعاجل لإيقاف الهجمات المستمرة على المستشفيات في غزة، مع التأكيد على أن مقتل الكثير من المدنيين، مع إفادة تقارير صحفية بمصرع أطفال خدّج وحديثي الولادة في مجمع الشفاء الطبي، بسبب نقص الإمدادات الأساسية.   


وقال المديرون الإقليميون لصندوق الأمم المتحدة للسكان ليلى بكر، واليونيسف أديل خضر، ومنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري، في بيان مشترك "إن الرعب يتملكنا من التقارير الأخيرة التي تفيد بوقوع هجمات على مستشفيات الشفاء والرنتيسي للأطفال والنصر والقدس، وفي محيط تلك المستشفيات، وعلى مستشفيات أخرى في مدينة غزة وشمال القطاع، ما أسفر عن مقتل الكثيرين، ومنهم أطفال".


وعلى مدار 36 يوما، بحسب بيانات الأمم المتحدة، فقد سجلت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 137 هجوما على الرعاية الصحية في غزة، أسفرت عن وفاة 521 شخصا وإصابة 686 آخرين، من بينهم 16 حالة وفاة و38 إصابة في صفوف العاملين الصحيين أثناء تأدية عملهم. 


وقالت منظمة إنقاذ الطفولة في أعقاب قصف أكبر مجمع مستشفيات في غزة وثلاثة مستشفيات أخرى، إن الهجمات على المستشفيات والمدارس في غزة، حيث تقول الأمم المتحدة إن نحو مليون مدني يحتمون بها، يجب أن تتوقف.


وأشار إلى أن المستشفيات والمرافق الصحية في شمال غزة تؤوي آلاف المرضى، ولكنها تؤوي أيضًا أكثر من مائة ألف من النازحين الذين يبحثون عن مأوى هربًا من الغارات الجوية والقتال. 


وبحسب التقديرات حول أعداد الأطفال الشهداء في غزة، فمن المتوقع أن يكون قد ناهز 5 آلاف طفل، في الوقت الذي بلغت الاحصائية المعلنة حتى يوم الجمعة أكثر من 4500 طفل، في حين يبلغ متوسط مقتل الأطفال في غزة خلال الساعة 6 أطفال بحسب تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.  


وكانت الأمينة التنفيذية لمنظمة الإسكوا"، قد قالت في تصريح لها إن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة والمقدر بـ4300 طفل خلال 4 أسابيع، فاق العدد الإجمالي للأطفال الذين لقوا مصرعهم في الصراعات المسلحة في 22 بلدا في أي عام منذ 2020". 


وتشير تقارير صحفية، بأن 510 أطفال قتلوا في أوكرانيا خلال الحرب مع روسيا لكنهم سقطوا خلال 19 شهرا، بينما قدّرت مؤسسات حقوقية فلسطينية أن القصف الوحشي الاسرائيلي يقتل طفلا كل 7 دقائق.

 

اقرأ المزيد : 

الأونروا: الاحتياجات الإنسانية في غزة هائلة وتتزايد كل ساعة