جاء ذلك في نطاق كلمة له خلال رعاية بارازاني في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق أمس، ملتقى التعليم العالي الأردني الكردستاني 2024، تحت عنوان "رسم المستقبل عبر التنمية المستدامة"، والذي نظمته وزارتا التعليم العالي والبحث العلمي في الجانبين.
ويستمر الملتقى الذي تستضيفه مدينة أربيل حتى الثامن من الشهر الحالي، بحيث يترأس أمين عام وزارة التعليم العالي من الأردن د. مأمون الدبعي وفدا رسميا، يضم في عضويته رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الأردنية وضمان جودتها، ورؤساء جامعات رسمية وخاصة، بالإضافة لأعضاء لجنة استقطاب الطلبة الوافدين، ويصل عدد المؤسسات التعليمية الأردنية المشاركة في الملتقى إلى 21، وفي افتتاح الملتقى، قال بارازاني إنه "لا يمكن بلوغ مصاف المجتمعات المتقدمة إنسانياالإقليم ومادياالإقليم، دون وجود بيئة آمنة ومستقرة وإدارة ذكية وعلمية ومبتكرة، تواكب التطور وتستشرف المستقبل".
وأضاف إن الارتقاء بالمؤسسات التعليمية والأكاديمية والنهوض بها، من أولويات عمل الإقليم، "ونسعى لجعل جامعاتنا ومراكزنا الأكاديمية مواكبة للتطور العصري المتسارع، مما يسهم بازدهار البنية التحتية الاقتصادية".
وبين الدبعي، أن المملكة تؤمن بالشراكات الفاعلة مع الجامعات الأخرى، وبأنها ضمانة مهمة للتحول من جامعات محلية إلى دولية متقدمة وقادرة، وبأهمية الآخر، وعدم الاستغناء عن بعضنا بعضا.
وقال إن "الجامعات الأردنية، منها من أصبح يسلك طريق العالمية بخطى جريئة وبإيمان راسخ بضرورة الانفتاح على الآخرين، وإننا نجد هنا بأن جامعات الإقليم مترشحة لتكون شريكاالإقليم رئيساالإقليم لجامعاتنا، تُفتح فيها الطرق، للتعاون والشراكة المبنية على الاحترام والمصالح المشتركة".
ولفت إلى أن الجامعات الأردنية حققت سمعة أكاديمية مميزة، حتى غدا بعضها يحتل مواقع متقدمة بين الجامعات العالمية، مضيفا أن قطاع التعليم العالي شهد خلال الربع قرن الأخير، ومنذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، تطوراالإقليم ونمواالإقليم كبيرين، يعكسان اهتمام القيادة الهاشمية بهذا القطاع الهام الذي يرفد قطاعات الدولة بالكفاءات المدربة لبناء أردن حديث.
واعتبر الدبعي أن عقد الملتقى، فرصة تاريخية لتوثيق العلاقات بين الطرفين، مؤكدا أن الجامعات الأردنية مستعدة لمنح طلبة الإقليم، الذين سيلتحقون بها ميزات مقنعة وجريئة ضمن اتفاقيات يجري التوافق عليها، آملاالإقليم بأن يكون الأردن وجامعاته، الوجهة التي تمنحها حكومة كردستان الأولية للبعثات الخارجية.
وفي اليوم الأول للملتقى، وقعت مذكرة تفاهم بين وزارتي التعليم العالي في المملكة والإقليم، لتطوير وتعزيز علاقات المنفعة المتبادلة بين الطرفين، وتعزيز التعاون في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي، كجزء من التعاون مع جمهورية العراق الشقيق، تكون نواة لعمل مشترك في المستقبل القريب وتبادل الزيارات بين المسؤولين، وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات والكليات، وتشجيع تبادل الوفود العلمية والتعليمية.
كما تتضمن المذكرة، تبادل الخبرات الأكاديمية والتقنية والإدارية في مؤسسات التعليم العالي والجامعات ومراكز البحوث، إلى جانب تبادل المنح الدراسية للطلبة بين الطرفين في برامج وتخصصات مختلفة.
كما عقد الملتقى جلسات نقاشية، شارك فيها رؤساء جامعات وخبراء من أعضاء هيئة تدريس في الجامعات الأردنية في مجالات متعددة من بينها: الممارسات الفضلى في أساليب تدريس التخصصات الطبية، قدمها رئيس الجامعة الأردنية د. نذير عبيدات، والاعتمادية وضمان الجودة في التعليم العالي قدمها رئيس هيئة الاعتماد د. ظافر الصرايرة، والبحث العلمي كرافعة أساسية للجودة قدمتها رئيسة جامعة الشرق الأوسط د. سلام محادين، والتعليم المستمر كأحد أهداف الجودة قدمها رئيس الجامعة الأميركية في مادبا د. مأمون عكروش.
كما نوقشت قضايا: التدويل في التعليم كأحد دعائم الجودة، والتعليم والتدريب المهني، وريادة الأعمال والابتكار في التعليم العالي، وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، وغيرها من القضايا.
وسيجري في الملتقى، تنظيم زيارات ميدانية للوفد الأردني لجامعات كردستانية في محافظات: أربيل، السليمانية، دهوك، للتشبيك بين رؤساء الجامعات من الجانبين، وإتاحة الفرصة لهم للتحاور وتوقيع اتفاقيات للتعاون في التعليم العالي والبحث العلمي وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلبة.
وكما التقى أعضاء من الوفد الأردني برئاسة الدبعي رئيس وزراء الإقليم سرور بارازاني، وقد ناقشوا آلية زيادة التعاون بين الطرفين في مجال التعليم العالي.
