لماذا يتجاهل صناع القرار في قمم المناخ آراء الشباب؟

جانب من إحدى جلسات قمة المناخ المنعقدة في دبي-(وكالات)
جانب من إحدى جلسات قمة المناخ المنعقدة في دبي-(وكالات)

ما يزال التمثيل الشبابي العربي في النقاشات التفاوضية الرسمية التي تشهدها قمم المناخ في كل عام "ضعيفاً ولا يرتقي الى مستوى طموح"، رغم أن هذه الفئة تعد الأكثر تأثراً بتغييرات المناخ، وفق التقارير العملية الدولية.

اضافة اعلان


ورغم أن مشاركة الشباب من الدول العربية في قمة المناخ "كوب 28" تعد الأفضل من ناحية الإعداد، لكنها تقتصر على حضور الجلسات الحوارية والأنشطة الجانبية التي تعقد على هامشها.


ومع ازدياد حدة آثار المناخ بمرور الوقت، أصبح هناك شيء واحد مؤكد، في رأي الشباب، وقوامه: "سنترك الأرض لأطفال وشباب اليوم والأجيال المقبلة"، في وقت يضم فيه العالم 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً، وفق الأمم المتحدة.


وليس الشباب مجرد ضحايا لتغير المناخ فقط، فهم أيضاً مساهمون مهمون في العمل المناخي، إذ إنهم وكلاء للتغيير ورواد أعمال ومبدعون، ويكثفون جهودهم، ويستخدمون مهاراتهم لتسريع العمل المناخي، سواء من خلال التعليم أو العلم والتكنولوجيا.


وفي رأي هاجر البلتاجي، وهي إحدى المشاركات عن فئة الشباب من مصر "هنالك حاجة لتفعيل مشاركة الشباب العربي في قمم المناخ بصورة أكبر، باعتبارهم أكثر الفئات عرضة للتغيرات المناخية، إلى جانب النساء والأطفال".


وأكدت البلتاجي، في تصريحات لـ"الغد"، على هامش قمة المناخ، "أن الشباب العربي ليس لديهم بعد المساحة الكافية للمشاركة في عملية صنع القرار بشأن العمل المناخي، والذي لا يمكن حدوثه إلا بتوفير المنصات الحوارية والتشاركية من قبل الجهات المختلفة لهذه الغاية".


وشددت على أن "تمكين وبناء قدرات هذه الفئات في مجال المفاوضات المناخية من قبل الجهات الحكومية في دولهم يعد من الأمور المهمة، حتى يساعدوا على إيصال أصوات بلدانهم الأكثر تأثراً بأزمة المناخ".


وبينت "أن التنوع في التمثيل وعلى مستوى المفاوضات، وعبر إدماج كافة الفئات، يمنح الدول قوة تفاوضية تمكنها من تحقيق أهدافها فيما يخص العمل المناخي".


وبشأن سير عملية المفاوضات في القمة الحالية، أشارت البلتاجي إلى أن "التعهدات المالية المعلنة من دول محددة في القمة، والتي بلغت نحو 600 مليون دولار، والتي ستضخ في صندوق الخسائر والأضرار، تعد قليلة جداً، مقارنة بحجم الخسائر التي تتكبدها الدول النامية من تأثيرات المناخ".


ومن وجهة نظر الشابة منار الكبير، الممثلة عن فئة الشباب من تونس، فإن "صانعي القرار ليسوا وحدهم المسؤولين عن عملية التفاوض بشأن العمل المناخي، بل إن فئة الشباب لا بد أن تتشارك في اتخاذ القرارات بهذا الصدد؛ لضمان حماية مستقبلهم من تأثيرات المناخ".


وبينت الكبير لـ"الغد"، "أن القرارات التي ستخرج عن هذه القمة تعد مصيرية، ولا بد من أن يكون الشباب ممثلين في الوفود الرسمية المفاوضة بشكل تفاعلي حقيقي".


وأعربت عن أسفها من أن "صناع القرار في الدول العربية لا يأخذون بعين الاعتبار لدى اتخاذ القرارات بشأن العمل المناخي وجهات نظر الشباب، أو الأفكار الخلاقة التي يمتلكونها لمواجهة أزمة المناخ".


وهذه الخطوة تتواءم، وفق قولها " مع ما ذهبت إليه التقارير العالمية، من بينها تلك الصادرة عن الهيئة المعنية بتغير المناخ، والتي تشير إلى وجوب أن تكون إجراءات الدول حاسمة بشأن الوقود الأحفوري".

 

وفي رأيها "العالم وصل لمرحلة بات يشهد فيها تغيرات مناخية كارثية في كافة الدول العربية كان يحذر منها العلماء على مدى سنوات ماضية".


وتأمل من هذه القمة "أن تكون مخرجاتها مختلفة عن القمم السابقة من ناحية التسريع في العمل المناخي، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار بشكل فعلي، وضخ أموال أكثر مما تم الإعلان عنه، وأن لا تبقى تعهدات ضعيفة لا ترقى إلى مستوى الطموح".


وفي كل قمة، فإن "صناع القرار لا يستمعون لأصوات الشباب العرب المشاركين فيها، رغم المحاولات والجهود التي يبذلونها لتنفيذ نشاطات داخل أروقة المفاوضات، لتسليط الضوء على احتياجاتهم بشأن العمل المُناخي".


ولفتت إلى أن "الشباب يشعرون بالإحباط لأن هذه القمم تشهد حضورا كبيرا للوبي النفطي الضاغط باتجاه عرقلة العمل المُناخي، بهدف منع اتخاذ قرارات تسهم بالإضرار بمصالحهم النفطية".


ولا تذهب بعيداً فاطمة الزهراء، التي تمثل فئة الشباب المغربي، عن الرأي بأن "هنالك حاجة ملحة لمشاركة المزيد من الممثلين عن فئة الشباب من المنطقة العربية في القمم المناخية".


ولفتت الزهراء إلى أن "طرح القضايا والمطالب التي تهم الشباب العربي على طاولة المفاوضات النقاشية في هذه القمم يسهم بحماية مستقبلهم من الكوارث المناخية المتطرفة، التي باتت تؤثر على كافة مجالات الحياة المختلفة".


وأكدت "أن التمثيل الشبابي في القمم ما يزال محدوداً، رغم أن هذه القمة يشارك فيها ممثلون عن فئة الشباب العربي، لكن دون أي مشاركة في عملية صنع القرار داخل الغرف النقاشية التفاوضية".


ولا يمتلك الشباب، وفق قولها "إمكانية الوصول الى هيئات ومؤسسات صنع القرار في الدول العربية، إذا ما يزالون خارج دائرة المفاوضات الرسمية، ما يعد أمراً محبطاً نتيجة عدم قدرتهم على إيصال أصواتهم بشأن العمل المناخي"، بحسبها.


ودعت الزهراء الى أن "تتخذ الحكومات قرارات تضمن من خلالها إدماج الشباب بشكل أكثر فاعلية في كافة عمليات إعداد السياسات المناخية وتنفيذها".


وأما الشابة ليليان حداد من الأردن، فتؤكد "أن ثمة العديد من الفعاليات والحملات التي أطلقها ممثلون عن الشباب من دول مختلفة تطالب العالم بالتخلص التدريجي من الاعتماد على الوقود الأحفوري".


وبينت حداد "أن هنالك ضغوطات من قبل 80 دولة تقريباً في القمة الحالية تسعى إلى أن يتخذ قرار بشأن التخلص التدريجي من الوقود بحلول أعوام محددة".


ولفتت إلى أن "مشاركة الشباب هذا العام تعد أفضل من القمم السابقة من خلال مشاركتهم في العديد من الجلسات الحوارية والتفاعلية".


لكن التمثيل الشبابي على صعيد الوفود الرسمية المشاركة في المفاوضات أقل بكثير، ما يتطلب إيجاد آليات صنع قرار تضمن مشاركتهم بشكل أكبر وبفاعلية في القمم المقبلة.


وفي رأيها حول مخرجات العملية التفاوضية في القمة لغاية هذه اللحظة، أشارت إلى أن "تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، مع إعلان دول ضخها لأموال بقيمة 600 مليون دولار، يستدعي وضع آلية واضحة وشفافة تضمن وصول الدول النامية إلى هذه الأموال دون أي تعقيدات".

 

اقرأ المزيد : 

الأردن يطلق "المناخ واللاجئين" في "كوب 28"