وربرج: تغير المناخ واستقرار المنطقة قواسم مشتركة بين الأردن وأميركا

الزميلة إيمان الفارس تحاور مدير مكتب التواصل الإعلامي بدبي سام وربرج  -(من المصدر)
الزميلة إيمان الفارس تحاور مدير مكتب التواصل الإعلامي بدبي سام وربرج أمس-(من المصدر)

أكد المتحدث الرسمي الاقليمي باللغة العربية لوزارة الخارجية الاميركية ومدير مكتب التواصل الاعلامي الاقليمي في دبي سام وربرج عمق العلاقات المشتركة بين الولايات المتحدة والأردن، مشيرا إلى أن العديد من التحديات والمصالح المشتركة تجمع بين الجانبين.

اضافة اعلان


وقال وربرج، في لقاء صحفي عقده مع عدد من ممثلي وسائل الصحافة والإعلام الأردنية، على هامش أعمال المؤتمر، إن "المملكة من أقرب الدول الصديقة ولدينا علاقة وطيدة منذ سنوات"، مضيفا: "تعد المصالح والتحديات لدينا هي قواسم مشتركة؛ مثل قضية تغير المناخ، وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، والتعثرات الحاصلة جراء الحروب". 


وأشار إلى الشراكة التي تجمع بين الولايات المتحدة مع الأردن وفي مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الأولوية، لافتا إلى الحاجة المستمرة لمناقشة مختلف القضايا المرتبطة مع الأردن.  


وحول السياقات المرتبطة بدعم الجانب الأميركي للأردن في قضية المياه، أكد المتحدث الرسمي الإقليمي أن دعم الوصول إلى المياه النظيفة قضية ذات أولوية بالنسبة للإدارة الأميركية، لاسيما وأن قضية المياه من أكبر التحديات التي يواجهها الأردن. 


وردّا على سؤال لـ"الغد" حول الاتفاقات المشتركة بين الأردن والولايات المتحدة المتوقعة خلال الفترة المقبلة إزاء الدعم المقدم بشأن المياه، قال وربرج إن "من الصعب حاليا استباق الأحداث، ولكن بلا شك هذه إحدى القضايا ذات الأولوية وخاصة ما يتعلق بالمياه النظيفة".  


وأشار في السياق ذاته، إلى ضرورة التعامل في قضية المياه بالتوازي مع أي عوامل تقنية أو سياسية قد تسبب أي تعثرات. 


ولكون المياه هي التحدي الأبرز الناجم عن تحديات تغير المناخ، قال إنه "لا يمكن التعامل مع تحديات المياه بمعزل عن العوامل المسببة لتلك التحديات"، وذلك إثر عوامل عدة كزيادة عدد السكان إثر اللجوء، وظروف التغير المناخي. 


وبخصوص الدعم الأميركي للأردن ضمن مشروع الناقل الوطني لتحلية مياه البحر الأحمر في العقبة، أشار إلى أهمية هذا المشروع الحيوي، متابعا: "بدون شك وكما ورد من السفارة الأميركية في الأردن؛ يعتبر المشروع من أهم القضايا التي يتم حولها التنسيق المشترك مع الأردن".    


وفي إطار حديثه حول التغير المناخي والبيئة والجهود المشتركة المبذولة بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، لفت إلى صعوبة التنبؤ بمجريات المرحلة المقبلة. 


وقال إن تغير المناخ لا يعترف بأي حدود جغرافية كما يؤثر على الجميع بلا استثناء، مشددا على ضرورة التعامل مع هذه القضية على أنها "إنسانية دولية.. وليس من الممكن توقع أي إنجازات من قبل دولة معينة، إنما يجب أن تكون الإنجازات قائمة على جهود مشتركة". 


وأشار إلى ضرورة تحديد المسؤولية التي تقع علينا كدول كبرى ذات قدرة مالية أكبر، ومدى الضرر الذي يطاول الدول النامية، منوها بوجود تحديات عالمية دولية مشتركة بين مختلف الأطراف. 


وفي هذا السياق، لفت وربرج إلى التنسيق الذي تم مؤخرا بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، بخصوص استئناف الحوار مع الحكومة الصينية والمرتبط بموضوع الانبعاثات، مبينا أن جهودا كبيرة لاستئناف هذا الحوار جرت بقيادة المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، لاسيما وأن الولايات المتحدة والصين هما أكبر مصادر للانبعاثات في العالم. 


وأكد ضرورة إجراء الحوار في قضية الانبعاثات وغيرها من القضايا المتسببة بتغير المناخ، والحاجة إلى التنسيق على الصعيد الدولي من دون التركيز فقط على الخطوات المحلية. 


وبالنسبة للأولويات الأميركية خلال مؤتمر (كوب 28)، قال وربرج: "لدينا تقريبا الأولويات ذاتها التي لدى المجتمع الدولي"، مبينا أنها تتمثل في التركيز على التقييم العالمي، حيث يجب تقييم الأمور التي تم تحقيقها وما الذي ما يزال أمام تحقيقها خلال السنوات المقبلة، وذلك عقب مرور سنوات على اتفاق باريس، وخاصة ما يتعلق بخفض درجة حرارة الأرض بمعدل 1.5 درجة مئوية. 


أما الأولوية الثانية، فترتبط بـ"اللمسات الأخيرة حول الصندوق الجديد الذي أعلن عنه رئيس المؤتمر د. سلطان الجابر، بهدف التعامل مع الخسائر والأضرار"، وفق وربرج الذي اعتبر أنه إنجاز مهم جرى اتخاذ تنفيذه منذ بدء أعمال المؤتمر. 


وفي هذا السياق، أوضح أن اللجنة التنفيذية ستجري مناقشات حول تفاصيل وآليات مشاركة كل دولة مانحة، وتفاصيل الاستفادة من مبادرة صندوق الخسائر والأضرار وتحديد اسمه، وما الأولويات الناجمة عن تغير المناخ التي سيتم دعمها لاحقا، مشيرا إلى تقديم أول مساهمة من قبل الولايات المتحدة بحسب إعلان كيري خلال المؤتمر، قيمتها نحو 17.5 مليون دولار في هذا الصندوق. 


وتابع أن الولايات المتحدة تقوم بجهود ولديها أدوات متعددة ولا يمكن وضع كافة الجهود في موقع واحد، وسط إمكانية التعامل مع مختلف هذه التحديات الناجمة عن تغير المناخ. 


وحول مبادرة مترابطة اللاجئين والمناخ التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمر تغير المناخ السابق، أشار إلى أن الإدارة الأميركية تعتبر أنه لا يمكن الفصل بين التحديات المرتبطة بالحروب واللاجئين والتحديات الطبيعية الأخرى، مرحبا بأي مبادرات تحاول التصدي لهذه التحديات وخاصة بفكرة وجود روابط بينها. 


وقال إنه "لا يمكن توقع أن تأتي كافة الحلول من قبل الدول المتقدمة، بل تكون مقترحة من قبل الدول ذاتها، مع ضرورة الاستفادة من الابتكارات والاقتراحات الجديدة". 


وحول توقيع الولايات المتحدة بيانا مشتركا مع 20 دولة من أجل مضاعفة الاعتماد على الطاقة النووية إلى ثلاثة أضعاف بحلول العام 2050، قال: "نعم.. أميركا تدعم هذا التوجه لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والغاز.. لكن الجدال في ذلك هو القيود التي تضعها وكالة الطاقة الذرية على بناء المفاعلات النووية السلمية". 
وأشار إلى ضرورة "وجود ضمانات على الدول التي ستضاعف الاعتماد على الطاقة النووية، ومراقبة هيئة الطاقة الذرية.


وأشار إلى تميز هذا الحدث كونه يجمع بين مختلف الفئات المعنية بقطاع تغير المناخ من قادة دول وسياسيين وناشطين بيئيين ومنظمات دولية وغيرها، بعكس مؤتمرات القمم الأخرى التي تقتصر فيها المشاركة على أصحاب القرار.

 

اقرأ المزيد : 

"كوب 28": صراع دائر.. نقاشات تفاوضية بين الدول النامية والمتقدمة