تفقد الملك لمركز المشارع يفتح نوافذ الأمل لمساعدة الأهالي بعلاج أبنائهم ذوي الإعاقة

علا عبداللطيف

الغور الشمالي - تفتح زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني للواء الغور الشمالي بمحافظة اربد، نوافذ الامل لأهالي اللواء، بخاصة في بلدة المشارع التي دشن فيها مركز المشارع الشامل للتربية الخاصة، لمساعدتهم في متابعة حالات الاعاقة للعديد من ابناء اللواء والمنطقة.

اضافة اعلان


في هذا النطاق، استقبل الأهالي هذه الزيارة الملكية بالترحاب والتقدير الكبيرين، مؤكدين أن هذه سمة الهاشميين تاريخيا في الحرص على إيلاء المواطنين وحاجاتهم للاهتمام والعناية، وجلالته يرسخ هذا الفهم بدأبه على متابعة، كل صغيرة وكبيرة في المملكة، وتفقد أحوال المواطنين على الدوام.


ولفتوا الى ان المركز، الذي أنشئ بمبادرة ملكية، جاء عبر سعي من جلالته الى تعزيز مشاريع تنمية المجتمع المحلي، والاسهام بتلبية احتياجاته الصحية، مشيرين الى أن مكارم جلالته في هذا النطاق، ساهمت بوضع حد للعقبات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة في اللواء.


وتنتشر حالات الإعاقة في لواء الغور الشمالي على نحو واسع، بخاصة في بلدة المشارع، إذ يصل إجماليهم الى 400 حالة إعاقة، تتنوع بين العقلية والجسدية والحركية.


فعاليات شعبية ورسمية، أكدت أن زيارة جلالته تجسد حرصه على متابعة أحوال المواطنين وحاجاتهم، والاطمئنان عليهم وتحسين أوضاعهم الصحية والنفسية والاقتصادية، وحل ما يعترضهم من مشاكل، وتخفيف اعبائهم.


وعبر عضو مجلس بلدية الكريمة سابقا عقاب العوادين، أن أهالي اللواء يشكرون جلالة الملك، على زيارته الكريمة، وافتتاحه مركز المشارع، مؤكدا ان هذا المركز الذي كانت الحاجة ملحة له، بات اليوم أملا لكثير من الاسر التي تحتضن أبناء ذوي اعاقات، لذا، فإنه سيسهم بوضع حل للمعوقات التي كانت تقف امامهم عند متابعة حالاتهم وسيخفف من أعبائهم، بخاصة الفقراء منهم وغير القادرين على إرسال أبنائهم لمراكز متابعة خارجية في المحافظات الأخرى، ما يكبدهم أعباء مالية ترهق جيوبهم.


أم محمد الرياحنة عبرت عن فرحتها بافتتاح هذا المركز رسميا، وبدء مهمته بتأدية دوره لاستقبال حالات الاعاقة، مؤكدة ان وجوده وبدء تشغيله، سيخفف أعباء الأمهات، بخاصة المزارعات منهن، اذ تضطر غالبيتهن لاصطحاب أبنائهن المعاقين الى مراكز صحة خاصة، لمتابعتهم، خشية تركهم وحدهم، ولحاجتهم للعناية والرعاية والمتابعة المستمرة.


ياسمين القويسم، من المشارع، تأمل بأن يحقق المركز ما هو مرجو منه، وفق رؤية جلالة الملك، فافتتاح جلالته لمركز متطور، في منطقة بحاجة ماسة اليه، سيحسن من أداء المصابين بإعاقات عقلية وجسدية وحركية، ويطور مفهوم التعامل مع ذوي الإعاقات، ويخلق مناخا مريحا للاهالي بحفظ كرامة ابنائهم المعاقين عن طريق العلاج والمتابعة والاهتمام الصحي.


وتعيش ياسمين وأسرتها وبعض الابناء المعاقين، في بيت طيني، يؤوي 6 أفراد، وفي الوقت نفسه، يفتقد لشروط الحياة الصحية، بسقفه المتهالك والمكون من القصب والحديد، اذ سقط على رؤوس افراد الاسرة في شتاءات عديدة.


وعلى بعد أمتار من منزل أسرة ياسمين، التى انتظرت افتتاح المركز بترقب، تقف أم زيد، وهي أم لابن (زيد: 30 عاما) وابنة (روان: 22 عاما) مصابين بالشلل الدماغي، عاجزة امام حالتهما، ولا تعرف من أين وكيف يمكنها مساعدتهما في التخفيف مما هم فيه.


ومع افتتاح المركز، فإنها بدأت تشعر بالارتياح والاطمئنان، لان جلالة الملك وجه الى إنشاء مركز حديث، وها هو يزوره ويتفقده، مؤكدا حرصه على ابناء وطنه من مختلف الفئات، ومشددا على العناية بهم، ورعايتهم والتخفيف عنهم، بخاصة ابناء المناطق شديدة الفقر، والمناطق المحتاجة.

وبينت أن سعة المركز لذوي الاحتياجات الخاصة وتصميمه جاءا وفق معايير عالمية، وزود بخبراء ومهتمين بعلاج ومتابعة الاعاقات بنمختلف انواعها، وهو الاول من نوعه في المنطقة، وسياعد في الحد كثيرا من معاناة الاسر التي تحتضن ابناء معاقين.


محمد العوادين الذي لوّن غبار الزمن شعره بالرمادي، ورسمت المعاناة القاسية ملامح وجهه الأسمر وجسده المنهك ، قال إنه ليس لدي دخل يكفي لتغطية أكلاف معالج طبيعي يساعد ولدي على التدرب على خدمة نفسيهما، في ظل عدم وجود مركز علاجي متخصص يتعامل مع حالتهما في المنطقة"، مشيرا الى انه فضل ابقاءهما في البيت لحين افتتاح المركز، معلنا استبشاره بهذه الخطوة العظيمة من جلالة الملك في افتتاح المركز والتوجيه بالاهتمام بابنائنا.


واعربت هيام علي عن سعادتها بزيارة جلالة الملك الى اللواء، وافتتاحة المركز، مؤكدة أن هذه المكرمة الملكية، حققت حلمها بعد معاناة استمرت لحوالي 5 اعوام، اذ إن ابناءها المعاقين سيتلقون العلوم والدراسة في مركز متقدم، ولم نكن نحلم بوجود مركز مثله في منطقتنا.


الفقر والجوع وقلة الحيلة، دفعت كفاح للوقوف على ابواب الجمعيات الخيرية، لتتمكن من الحصول على حفاظات صحية وحليب، معبرة بذلك عن ألمها مما هي عليه من حال، مشيرة في الوقت نفسه الى أنها فقدت قبل حوالي عام طفلة لها، كانت تعاني من ضمور في الدماغ، مبينة انها كانت تعاني قبل الزواج من وضع اشقاء لها معاقين، مشيرة الى أنها اليوم باتت بعد الزواج تعاني مع اطفال مصابين بالإعاقة أيضا، متمنية ان يكون هذا المركز، بؤرة للتوعية الصحية والنفسية لمواجهة الاعاقات.


ووفق تقرير للبنك الدولي حول الإعاقات في المنطقة العربية، فان نسبة ذوي الاعاقة في الاردن تصل في أدنى تقدير لها إلى (4 أو 5 %) من عدد السكان، اي ما يعادل 300 الف شخص.


ويصرف صندوق المعونة الوطنية معونات شهرية رمزية تقدر بـ50 ديناراً لكل معوّق، او حسب الإعاقة، وتعتبر الجهات الرسمية أن المبلغ يسهم بسد جزء من حاجات تلك الأسر، غير أن هذه الأسر ترى أنه لم يعد يكفي لدفع أجرة نقل المعوّق لأطبائه، مطالبين بضرورة العمل على إشراك الجهات المعنية بحل مشكلة هذه الفئة للتخفيف من الضغوط المالية والنفسية على ذويهم، ممن أصبحوا سجناء بيوتهم خوفا على أبنائهم من التعرض إلى العديد من حوادث السير أو المشاكل الاجتماعية الأخرى، لعدم إدراكهم لما يدور حولهم.


ووفقا للتقرير العالمي عن الإعاقة فإن 15 % من سكان العالم لديهم نوع من أنواع الإعاقة، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة تتراوح نسب الأشخاص ذوي الإعاقة غير المشاركين في القوى العاملة بين 80 الى 90 %، وبرغم وجود قوانين وجمعيات أهلية وأنشطة وبرامج متاحة لذوي الإعاقة، لكنهم يعتبرون من أكثر الفئات تهميشا من حيث إمكانية الحصول على مهارات وفرص عمل لائق، علاوة على ذلك، ما يزال ذوو إعاقة يواجهون وصمة اجتماعية وأنماطا سلبية تجاههم.


وتنص التشريعات القانونية في غالبية الدول العربية على إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المؤسسات الخاصة والعامة بنسبة معينة من العدد الكلي للعاملين في هذه المؤسسات، لكن الواقع يشير إلى أنه لا يتم تطبيق هذه القوانين فعليا لأسباب متعددة.