خبراء: خطر ‘‘الذئاب المنفردة الإرهابية‘‘ أكبر من ‘‘داعش‘‘

مواد متفجرة وأسلحة ضبطت خلال القبض على خلية الفحيص الإرهابية.-(من المصدر)
مواد متفجرة وأسلحة ضبطت خلال القبض على خلية الفحيص الإرهابية.-(من المصدر)

موفق كمال

عمان- أظهرت اعترافات المتهمين بقضية الفحيص الإرهابية والتي راح ضحيتها ستة شهداء من رجال الأمن والقوات المسلحة، أن "الخلية التي نفذت العمليتين الإرهابيتين هم ذئاب منفردة ولا علاقة تنظيمية لهم مع تنظيم داعش الإرهابي".اضافة اعلان
ورغم ذلك رأى خبراء أن "الذئاب المنفردة أشد خطورة على أمن الأردن من تنظيم داعش الذي يتهاوى وسقطت دولته بعد سقوط مناطقه في العراق وسورية ومقتل قادته ومعظم عناصره"، إلا أن مراقبين أعربوا عن اعتزازهم بالمهنية العالية لأفراد الأجهزة الأمنية التي تمكنت ليس من القضاء على الخلية فحسب، وإنما تمكنت أيضا من الحصول ممن تم إلقاء القبض عليهم على اعترافات خطيرة تخدم العملية الأمنية في المملكة.
واجمع هؤلاء، بحكم متابعتهم وخبرتهم بالتنظيمات الإرهابية على أن "وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأكثر أمنا بالنسبة لعناصر الخلية التي كانوا يستمدون منها فكرهم المتطرف وطرق تصنيع المتفجرات".
ويؤكد أحد قادة التيار السلفي لـ "الغد"، أن "هؤلاء (عناصر الخلية) ليسوا من التيار، بل هم مجموعات من الشباب حديثي العهد ممن حملوا فكر "داعش" بعد انطلاق التنظيم في العراق ثم امتداده إلى سورية"، لافتا إلى أن اعترافاتهم تدل على أنهم "يتبنون أيديولوجية داعش وفكرها المتطرف".
وأضاف القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه، "من خلال اعترافاتهم تبين أنهم متأدلجون بالتنظيم لكنهم غير مرتبطين فيه تنظيميا، ليس لديهم ارتباط مباشر"، لافتا إلى أن عناصر الخلية هم شباب متعلم ولديهم قناعات بأفعالهم".
وأشار إلى أن تنظيم "داعش انتهى الآن ولم يعد يشكل خطرا على أمن الأردن بقدر من يحملون هذا الفكر ويمارسون أفعالهم الإرهابية بعيدا عن التنظيم والذين يطلق عليهم (ذئاب منفردة)"، موضحا أن خطورة هذه الخلية بالرغم من انهم غير مرتبطين بتنظيم داعش مركزيا، إلا أنهم "يأتمرون بأمرها ويؤمنون بأيدلوجيتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخطابات قادتها".
وأكد أن المتهمين في القضية "يعتبرون ما يقوله البغدادي مسلمات غير قابلة للنقاش، ومن المؤكد انهم بايعوه ولو بأنفسهم".
ويؤيده الخبير في الحركات الإسلامية المتطرفة مروان شحادة الذي يرى أن "اعترافات المتهمين تؤكد أن ليس لهم علاقة  تنظيمية مع داعش الإرهابي، بل يؤيدون التنظيم ويحملون فكره، وكونهم يحملون الفكر وغير مرتبطين مع داعش فهم يشكلون خطرا على الساحة الأردنية".
وأضاف، أن هذه "الخلية تدربت على تصنيع المتفجرات واستخدام السلاح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها جندت نفسها واستقطبت عناصر أخرى لحساب التنظيم وأهدافه"، مضيفا أن "مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل خطرا على أمن الأردن، كونها تستخدم وسيلة لتنفيذ عمليات إرهابية".
وأضاف، أن "هذه المواقع باتت أيضا وسيلة لتدريب الإرهابيين على صناعة المتفجرات واستخدام السلاح ونشر الفكر الإرهابي، وتمارس هذه الأفعال دون حسيب أو رقيب".
وقال، إن مواجهة ما تفرزه هذه المواقع العابرة للحدود من ايدلوجية الفكر المتطرف والتدرب على صناعة التفجير والتكفير، وتجنيد العناصر البشرية "يشكل خطورة على أمن الأردن، عدا عن أن الذين يتابعون هذه المواقع هم عادة ذئاب منفردة".
وبحسب شحادة، فإن الذئاب المنفردة "أكثر خطورة من الخلايا التابعة أو المرتبطة بتنظيم داعش، كونها تتأثر بالفكر نفسه لكنها تنفذ عملياتها الإرهابية دون قرار من التنظيم"، لافتا الى أنه "لا توجد دولة في العالم لديها القدرة على منع العمليات الإرهابية للذئاب المنفردة".
من جهته ذهب الشيخ أسامة شحادة المتخصص في مكافحة الفكر التطرف، إلى أن "اعترافات المتهمين تأكيد على المنهجية الخاطئة في محاربة الإرهاب"، مشيرا إلى أن "بعض المتهمين بالخلية انتقلوا من تعاطي المخدرات إلى الإرهاب حيث التكفير والتفجير، والسبب هو ضعف فهمهم لتعاليم الدين الإسلامي، ولهذا فإن ما يشهده الأردن والعالم الإسلامي متمثلا في التضييق على كليات الشريعة ومناهج وزارة التربية والتعليم وتوحيد خطبة الجمعة هو جزء من هذه الاستراتيجية الخاطئة.
وأضاف، هناك خطأ في تشخيص ظاهرة التطرف، ولهذا يجب إعادة النظر في استراتيجية محاربتها، مشيرا إلى أن "المتهمين أظهروا في اعترافاتهم انهم يتبنون ظاهرة العنف التي ما زالت بازدياد، والسبب في ذلك أنها تنتشر بين الطبقة الجاهلة بالدين وعبر شبكة الإنترنت".