ومرة أخرى.. كله إلا بيبي

هآرتس

أسرة التحرير

حكومة التغيير التي قامت بقوى من اليمين، من الوسط ومن اليسار، يهودا وعربا، كي تخرج إسرائيل من المأزق السياسي الذي خلقه السلوك السام لبنيامين نتنياهو، وصلت في ختام سنة واحدة من الولاية الى نهاية طريقها. ودولة إسرائيل تتجه الى جولة انتخابات خامسة في غضون ثلاث سنوات.اضافة اعلان
في تصريح مشترك لرئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يئير لبيد، أعلنا أمس عن قرارهما طرح مشروع حل الكنيست على التصويت الأسبوع المقبل، وعن تسلم لبيد منصب رئيس الوزراء كما اتفق بينهما.
لخص خطابا بينيت ولبيد، بأسلوبهما ومضمونهما ما كان خيرا في حكومة التغيير وشكلا تذكيرا -على طريق النقيض- بكل ما خلفته إسرائيل حين فقد نتنياهو الحكم وكل ما يهددها مع عودته: العودة الى خطاب جماهيري وسياسة التمزيق، الشق، التشهير، التحقير، التخويف، الأكاذيب والألاعيب؛ عودة الى التهجمات ضد جهاز القضاء، الشرطة، الإعلام والمعارضة؛ عودة الى ملاحقة منظمات حقوق الإنسان والتحريض ضد الجمهور العربي وممثليه في الكنيست.
لقد كان مجرد قيام حكومة التغيير إنجازا. فعلى مدى سنة كاملة تمتع الجمهور بحكومة عملت من أجله، بحكومة تعاون أعضاؤها، احترموا الواحد الآخر حتى لو لم يتفقوا. حكومة التغيير ستسجل كمحاولة لإيجاد القاسم المشترك، المتفق عليه، الموحد، ومحاولة التحفظ على ما لا يمكن الاتفاق فيه. ومن غير المستبعد أن لهذا السبب كانت الحكومة مآلها الفشل؛ إذ إن المشاكل الجوهرية لإسرائيل ليست مشاكل يمكن تجميدها. فلا يمكن التجاهل على مدى الزمن للاحتلال، المستوطنات، القبلية، علاقات الدين والدولة، التوتر القومي والكثير من الأمور التي لا يتفق عليها بين الأجزاء المختلفة في المجتمع بخلاف طبيعة وطريقة إسرائيل.
لقد نجحت حكومة التغيير في أن تفلت من إمساك نتنياهو برقبة الدولة على مدى سنة وأسبوع. أما الآن، فمع حل الكنيست والتوجه الى الانتخابات، فإن عودته الى رئاسة الوزراء تحوم في الأجواء. نتنياهو متهم بالجنائي، عديم الكوابح، شل وسحق كل أجهزة الدولة، في محاولة للإفلات من القانون والبقاء في الحكم. سعى لأن يعين أناسا تابعين له في كل الأجهزة، منع عن الدولة الميزانية وفرض عليها جولات لا نهاية لها من الانتخابات. المستشار القانوني للحكومة السابق، افيحاي مندلبليت، الذي قرر رفع لوائح اتهام قال عنه: "نتنياهو عرض للخطر الديمقراطية، ورحمة السماء أنقذتنا".
وعليه، مثلما في كل جولات الانتخابات السابقة، هكذا أيضا في الانتخابات التي ستعقد في 25 تشرين الأول: الهدف كان وسيبقى منع عودة نتنياهو الى الحكم.