خربة اسكندر في وادي الوالة مركز صناعة السيوف في الدولة المؤابية

خربة اسكندر في وادي الوالة  مركز صناعة السيوف في الدولة المؤابية
خربة اسكندر في وادي الوالة مركز صناعة السيوف في الدولة المؤابية

    يضاف إلى ما تتمتع به محافظة مادبا (جنوبي عمان وعلى بعد 33 كيلو مترا منها) من غنى في الكثير من المواقع الاثرية الهامة والتي تعاقبت عليها عصور كثيرة منذ العصر الحديدي الاول (1200-1160) قبل الميلاد (الانباط والرومان والبيزنطيون والعرب) يضاف الى ذلك كله انها لا تعدم كثيرا من المواقع السياحية الجميلة, ذات الطبيعة الخلابة, والتي تتوفر فيها كافة المواصفات التي يبتغيها السائح من مياه "معدنية او ينابيع باردة" ومناخ معتدل ولطيف ولا عجب ان يكون هذا حال مادبا وهي التي يعني لفظها الآرامي السرياني: مدينة الماء والفاكهة, وبالرغم من كثرة آثارها إلا أن الكثير من المواقع التاريخية الهامة في المحافظة لا يزال مجهولا, او قامت في بعض المواقع الاخرى بعض الحفريات الاثرية التي لم تكتمل بعد.

اضافة اعلان


        ازدهرت مدينة مادبا في العصور القديمة وخاصة في الفترة التي حكم فيها الرومان المدينة, حيث توفر لها الامن والاستقرار بسبب موقعها الهام على الطريق التجاري الروماني من بصرى الشام الى البحر الاحمر.


         إلا انها تعرضت الى الكثير من الهزات الارضية التي استمرت نحو اربعين عاما والتي عقبت الزلزال الكبير الذي ضرب مدينة مادبا في القرن الثامن "عام 846م" مما ادى الى تدمير المدينة وتحويلها الى أطلال بعد ان هجرها سكانها.


          ولم تعد الحياة الى مادبا الا بعد ان أمرت السلطات العثمانية باقتطاعها للمهاجرين القادمين من الكرك والذين اعادوا اليها الحياة مجددا, وذلك بعد ان كانت مادبا تغط في سباق عميق.


           ورغم ما اكتشف في مادبا وجوارها من آثار الا ان الكثير من آثارها لا يزال مطمورا في باطن الارض ومن هذه الاثار المهملة المنسية, والتي جرت فيها بعض الحفريات الاثرية منذ سنوات ولم تكتمل "خربة اسكندر", الواقعة في وادي الوالة جنوب مدينة مادبا "حوالي 23 كيلو مترا".


            وتعود" خربة اسكندر" الى العصر البرونزي القديم, وقد اصبحت فيما بعد مركزا هاما لصناعة السيوف في الدولة المؤابية, وعاصمتها ذيبان, القريبة منها, والتي ولد فيها وحكمها وحررها الملك "ميشع الذيباني" الذي طرد العبرانيين منها واتخذها عاصمة له.


 تعرض وادي الوالة, الذي كان يتميز بتدفق مياهه العذبة الصافية, ويتميز ايضا, بينابيعه التي تكثر فيها "الدوامات المائية" التي أغرقت الكثير من البشر الذين كانوا يجهلون التعامل مع دواماته الخطرة, تعرض هذا الوادي لفترة جفاف طويلة, بسبب سحب مياهه من مصادرها في باطن الارض الى مدينة عمان التي أكلت الاخضر واليابس, مما ادى الى نضوب ينابيعه فهجره المزارعون الذين كانوا يمدون السوق الاردنية بأجود الخضراوات وخاصة الكوسا والملفوف الذي اشتهر به هذا الوادي, إضافة إلى سمكه المميز والذي أشار إليه أحد المستشرقين قائلا:
"لم أذق في حياتي أطيب من سمك السلمون وسمك الوالة والهيدان".


        ولكن الحياة تأبى إلا أن تعود مرة أخرى وذلك بعد أن أنشأ سد "الوالة" الذي فجر الحياة مرة أخرى, وإن كان ذلك بعد طول انتظار, وبذلك سيتمكن هذا السد من حقن باطن الارض في تلك المنطقة بحوالي 8 ملايين م3 من المياه.