إصابة 10 متظاهرين لبنانيين بنيران الجيش

بيروت - أصيب عشرة أشخاص بجروح عقب مواجهات اندلعت أمس بين الجيش اللبناني ومتظاهرين في منطقة البداوي شمالي لبنان. وقال مصدر أمني لبناني لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" في بيروت أنه أعيد قطع طريق عام البداوي بالاطارات المشتعلة مجدداً أمس بعد أن فتحها الجيش أمس احتجاجاً على اطلاق النار على المتظاهرين. وكان الجيش والقوى الامنية اللبنانية عملوا صباح أمس على فتح الطرق الرئيسة في بيروت وسائر المناطق على وقع استعدادات شعبية للقيام بتظاهرات احتجاجية مركزية في ساحتي الشهداء ورياض الصلح في بيروت وفي الساحات الاساسية في المحافظات تحت عنوان "سبت الساحات". واشار مراسل "بترا" ان اجتماعا عقد صباح أمس ضم قائد الجيش جوزيف عون وقادة الاجهزة الامنية، وتم الاتفاق على خطط العمليات المتعلقة بفتح الطرقات وتوزيع المهام على القوى المشتركة. واضاف، ان المصارف والجامعات والمدارس وغالبية الادارات والمؤسسات ما تزال مغلقة على وقع دعوات من ادارتي الجامعة الاميركية والجامعة اليسوعية للسلطة السياسية لتلبية مطالب المتظاهرين. وتحولت صورة العسكري الذي يذرف الدمع أمام متظاهرين مناهضين للطبقة السياسية إلى إحدى أبرز صور الحراك الشعبي في لبنان، فقد جسد هذا الجندي الذي وجد نفسه بين ناري واجبه ومشاعر التآخي تجاه الشعب معادلة جيش مجبر على لعب دور التوازن في بلد يشهد حراكاً شعبياً نادراً. ويؤكد أرام نيرغيزيان المتخصص بشؤون الجيش اللبناني في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" ومقره الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس "حاولت الطبقة السياسية من داخل الحكومة وخارجها، دفع الجيش اللبناني إلى "تنظيف الشارع"، لكنه قاوم" هذه الضغوط. ويرى الجنرال المتقاعد فادي داوود أن الجيش يحاول "التوفيق بين ضدين" حماية المتظاهرين وحقهم في التعبير المنصوص عليه بدستور البلاد، وتنفيذ أوامر السلطة السياسية والحفاظ على النظام العام. وازداد دور الجيش تعقيداً مع ظهور مناصرين لحزب الله في التظاهرات لإبداء تأييدهم للأمين العام للحزب حسن نصرالله والتنديد بتعرضه لانتقادات من المحتجين أسوةً بالسياسيين الآخرين في البلاد. ويحظى الجيش اللبناني بتأييد شعبي كبير في لبنان، فهو عابر للطوائف في هذا البلد الذي شهد حرباً أهلية دامية (1975-1990) تعززت خلالها سلطة الميليشيات الحزبية والطائفية. ويضيف نيرغيزيان أن الجيش "هو من المؤسسات القليلة في البلاد التي تمثل الشعب بكافة أطيافه...ويحظى أداؤها بمصداقية" لدى اللبنانيين. ويشكّل بذلك الجيش، الذي يضم 80 ألف عنصر، رمزاً للوحدة الوطنية. ويؤكد الجنرال فادي داوود أن "الدعم الشعبي أساسي للجيش اللبناني لاستمداد قوته واستمراريته". وقام المتظاهرون منذ بدء الحراك بمبادرات عدة لإبداء تقديرهم للعسكريين، مثل توزيع الورود لهم، ورددوا شعارات التأييد للمؤسسة العسكرية، في محاولة لحصد تعاطفها. ويرى مراقبون أن فرص منح الجيش تأييداً ضمنياً لحركة الاحتجاج تتزايد كونها لا تستثني أي منطقة في البلاد. وانتشرت على بعض الجدران في بيروت عبارة "الجيش خط أحمر". ويؤكد أحمد (28 عاماً) وهو معتصم في رياض الصلح وسط بيروت أن "الجيش هو الذي يحمينا". وفي ظلّ الأزمة الحالية، يطالب بعض المتظاهرين بشكل ضمني الجيش بأن يستلم زمام الأمور في البلاد، فيما انتشرت على مواقع التواصل الاجماعي صوراً لقائد الجيش جوزيف عون مع شعار "أنقذنا".-(وكالات)اضافة اعلان