الرضا عن الزواج والعمل سبب في السعادة طويلة الأمد

إعداد: نوال العلي

 

عمّان-عندما يتعلق الأمر بالسعادة على المدى البعيد، يرى علماء النفس أن أحد مقوماتها أن لا يقع المرء في الحب على الإطلاق، فهذا أفضل بكثير من الدخول في قصة عاطفية تنتهي بالخسارة أو الافتراق عن الطرف الآخر، أو على الأقل هذا ما جاء في مقالة للعالم النفسي ريتشارد لوكاس الأستاذ بجامعة ميشيغان.

اضافة اعلان

بدأ لوكاس في البحث في مجاله، ليطرح مسألة السعادة والحزن، فالناس ولدوا ليعيشوا إحدى الحالتين. واعتاد الناس على التعويل على قلة الحظ أو سوء الطالع أو تبدلات الحياة وإن كان على نحو مؤقت.

ولكن أحدا لم يلتفت لدراسة تأثير التغيرات الكبرى في الحياة، وأثرها على مسار السعادة والتعاسة في حياة الإنسان. فأمور كالزواج والطلاق والبطالة لابد أنها تترك أثرها الطويل المدى على روح الإنسان، فهي تعد من القرارات المصيرية التي يتخذها المرء في حياته والتي يترتب عليها العديد من أمور الحياة الأخرى، سواء أحققت السعادة أم هدمتها.

ومن خلال الدراسة وجد لوكاس أنه بعد عامين تقريبا من زواج اثنين من المحبين على سبيل المثال يقل شعور الطرفين بالسعادة، ولن يعود الأزواج أسعد مما كانوا في ما مضى. ولكن الطلاق، يوقع المرء في هوة عاطفية دائمة، وكذلك فقدان العمل الذي يعيل المرء. نتائج لوكاس، جاءت مؤسسة على دراسات متعددة ومختلفة نشرت في مجلة العلوم الإنسانية.

ومن جهة أخرى، يقول لوكاس إن الأشخاص المطلقين يمكن أن يستعيدوا سعادتهم بالزواج مرة أخرى، ولكن أولئك المطرودين من العمل، لا يمكن أن يستعيدوا صحة سعادتهم النفسية وإن حصلوا على عمل آخر.

ويضيف لوكاس أن دراسته تدعم الشعور العالي وشديد الحساسية بمخاطر حالات الكمد والإحساس بانفطار القلب والفرقة عن الآخر.

ومع ذلك فهو يبدي دهشته من النتيجة التي توصل إليها والتي تتعلق بأن النتائج النفسية السلبية الدائمة عادة ما تكون أكثر في حال الطلاق، وأنها تخلف وراءها جرحا أعمق حتى من فقدان أحد الزوجين بالوفاة مثلا، الحالة التي عادة ما يتجاوزها الطرف الفاقد خلال سبعة أعوام تقريبا.

وقد يبدو أن نتائجه تتناقض مع مسوحات سابقة أظهرت أن الأشخاص المتزوجين يشعرون بسعادة أكبر مما كانوا يعيشون حين كانوا عزابا. مهما كانت مدة زواجهم عامين أم عقدين من الزمان، ولكن نظرة أعمق إلى حياتهم توضح أنهم كانوا أسعد بكثير في أول خمسة أعوام من علاقتهم. إذن فليس هناك قاعدة تقول بأن "الأناس السعداء هم من يتزوجون".