الطفيلة: نقص التمويل يبقي آلاف المواقع الأثرية مدفونة تحت التراب

2
2

فيصل القطامين

الطفيلة – يسهم نقص التمويل في بقاء آلاف المواقع التاريخية والأثرية في محافظة الطفيلة دون اكتشافها وإبرازها كمعالم أثرية تتراوح في قدمها على مختلف العصور التاريخية، والتي يمكن أن تسهم في إنعاش الحركة السياحية في الطفيلة التي تعتبر من جيوب الفقر.اضافة اعلان
وترجع دائرة الآثار في الطفيلة أسباب قلة التنقيبات في المحافظة إلى استراتيجية الحفاظ على المواقع الأثرية، التي يفضل أن تبقى مدفونة تحت التربة، على أن يتم الكشف عنها لتجنب تعرضها للعبث والتخريب، بالإضافة إلى تواضع المخصصات المالية، التي قلصت التنقيبات لحدها الأدنى وعلى أضيق نطاق.
أكد مدير الآثار في الطفيلة أشرف الرواشدة، وجود نحو 2000 موقع أثري مكتشف، تتراوح بين تجمعات قديمة ومواقع صغيرة.
ولفت الرواشدة إلى أن عدة أسباب تجعل من عمليات التنقيب متواضعة، ليس على مستوى الطفيلة فحسب بل على مستوى المواقع الأثرية في المملكة بشكل عام، مؤكدا أنه لم تجر في محافظة الطفيلة أي أعمال تنقيبات منذ ثلاثة أعوام.
وبين الرواشدة، أنه وفي أعوام سابقة تم التنقيب والكشف عن العديد من المواقع الأثرية، والتي احتلت مكانة أثرية كبيرة لما تسجله لحضارات قديمة من بيزنطية ورومانية ونبطية ومن العصور الحجرية القديمة.
ولفت إلى أن التركيز يجري حاليا على أعمال الصيانة والترميم قبل أي عمليات تنقيب أو اكتشاف، فيما سياسة دائرة الآثار العامة المتمثلة في التقليل من أعمال التنقيب هي السائدة، بدواعي الحفاظ على الآثار دون الكشف عنها لتجنيبها العبث والتخريب، خاصة الآثار المتمثلة في الأرضيات الفسيسفسائية والأعمدة وغيرها من الآثار التي يمكن أن تتعرض بسهولة للتخريب والعبث.
وأكد أنه من الأهمية بمكان أن يتم الحفاظ على المواقع المكتشفة وتوثيقها وصيانتها وترميمها وحمايتها من العبث والتخريب، بما يشكل أولوية وأكثر أهمية من أعمال التنقيب.
وأضاف أن بعض المواقع يفضل عدم الكشف عنها لمنع العبث بها وتجنب عملية ترميمها التي تعتبر عملية مكلفة للغاية، والتي يتبعها مراحل التوثيق وغيره، لافتا إلى أن مواقع باتت معروفة في محافظة الطفيلة نتيجة التنقيبات السابقة والتي كانت من خلال بعثات أجنبية أو من تنقيبات دائرة الآثار وهي الآن محمية بعدد من الحراس للحفاظ عليها من العبث، كمواقع في التنور والذريح والرشادية والنصرانية وغيرها من المواقع.
وأشار الرواشدة إلى أن مخصصات دائرة الآثار في الطفيلة للعام الجاري بلغت 275 ألف دينار جرى تخفيضها بنحو 50 ألف دينار، ما شكل عائقا أمام أعمال البحث والتنقيب، فيما يخصص المبلغ المتبقي للصيانة والترميم وأعمال أخرى للحفاظ على المواقع الأثرية المكتشفة.
ويشير رئيس جمعية البقيع السياحية حسين الشباطات، إلى توقف أعمال التنقيب في المحافظة التي شهدت حضارات توالت عبر آلاف السنين وخلفت آثارا بعضها مكشوف بشكل غير متكامل، كخراب الرشادية والنصرانية وآلاف الخراب الأخرى العديدة.
وبين الشباطات، أن تلك المواقع يعرفها العامة من الناس بمختلف مناطق محافظة الطفيلة الممتدة من سيل الحسا وصولا إلى جنوب القادسية والمعروفة عبر التاريخ بأهميتها وتشكل سجلا حافلا من التواريخ والحضارات التي كانت سائدة في المنطقة.
وأضاف أن عملية الكشف عن تلك المواقع من شأنها أن تسهم في تنامي الحركة السياحية لها خاصة بعد أن يتم توثيقها والتعرف عليها والتحقق من العصور التي تعود لها لتشكل مرجعية تاريخية للمنطقة وسكانها القدامى الذين أسسوا لتلك الحضارات وتعتبر سجلا تاريخيا يعطي المعلومات الحقيقية عن تاريخ المنطقة، بما لا يضع الباحثين والمهتمين بالشأن الحضاري في دوامة نقص المعلومات.
ولفت المواطن أيمن علي، إلى تواضع أعمال التنقيب إذا ما قورن بعدد المواقع الكثيرة في الطفيلة، والتي على الجهات المعنية تنفيذ أعمال تنقيب كثيرة فيها، لما ستظهره التنقيبات عن تاريخ حضاري هائل يوفر كمية هائلة من المعلومات التاريخية عن المنطقة وحول الحضارات التي سادت فيها ولما له من انعكاسات اقتصادية وسياحية ذات أهمية كبيرة.
وأشار علي، إلى أن التنقيبات ستسهم في تشغيل الأيدي العاملة من الشباب، وستفتح آفاقا جديدة في مجال العمل السياحي والدلالة السياحية وبما يدفع في النهاية إلى تنمية مجتمعية مستدامة تخلق فرص عمل جديدة وتقلل من نسبة الفقر والبطالة.