المخرج خضر: الذات والمكان يشكلان الحالة الابداعية لتتلاءم مع ذوق المتفرج

جانب من أجواء تصوير "الورقة الاخيرة"- (من المصدر)
جانب من أجواء تصوير "الورقة الاخيرة"- (من المصدر)

أحمد الشوابكة

عمان- لا يبدي المخرج سامر خضر أي قلق تجاه اشراكه عدد من الممثلين والممثلات الجدد في مسلسله الجديد "الورقة الأخيرة "، الذي بدأ في إخراجه وتصويره في عمان، وفق لما صرح به لـ "الغد"، مبينا أنه لجأ لشباب موهوبين عندهم روح القتال لإفراز إبداعاتهم.اضافة اعلان
ويتألف مسلسل "الورقة الأخيرة " الذي كتبه وتولى إدارة إخراجه، فيما تنتجه شركة صافي للإنتاج والتوزيع الفني في ثلاثين حلقة، يشارك فيها نخبة من الممثلين الأردنيين وهم: ساري الاسعد، ناريمان عبد الكريم، ربيع زيتون، غادة عباسي، عبد الرحمن خضر، ومن دولة مصر الممثلة أميرة نايف، وممثلون شباب وهم: عبد الله الصعوب، عمر أبو غزالة، عبد الله خليل، راشد العزام، حسين لؤي، فيصل البدور، يزيد زيتون، دانيا زعتر وروان عمر، ومدير الإضاءة والتصوير علي محارمة، واخراج منفذ فداء عوص، ومهندس الصوت محارب السواعدة، مكياج ارشو اراراد، ويغلب على أحداث المسلسل الطابع "المودرن الدرامي"، وفق ما أكد.
ويردف قائلاً، "لم تأت عملية استقطاب العناصر الشابة من فراغ، بل تمت من خلال الإعلان عن مسابقة عبر صفحتي الفيسبوك؛ ليؤدوا أدوارا رئيسية في المسلسل، مؤكدا أنه سيتحمل النتائج كافة، مشيراً إلى أنه يبتعد عن الرمزية في محاولة لإدخال الواقعية التي ستكون الأقرب للمشاهد.
ويضيف أنه يجب إيجاد ممثلين جدد على الساحة الفنية الأردنية مؤهلين تماماً في تقديم الصورة الحقيقية في العمل الابداعي، مؤكداً أنه ضد وجود النجم الأوحد في عالم الدراما، ويقول "يجب أن يكون هناك نجوم كثر قادرون على أن يؤدوا أدوارهم بثقة عالية، خصوصا أن الجامعات بدأت تتجه نحو تدريس المساقات الفنية بأنواعها كافة، ما يستدعي الاستعانة بهؤلاء الطلبة وتقديمهم منذ البداية إلى المشاهد العربي، وهذا ما سأفعله رغم أن هذه التجربة ليست سهلة، لكنها ستنتج وجوها جديدة بعالم الدراما على الساحتين الأردنية والعربية".
ودعا خضر المهتمين بالشأن الإبداعي سواء في التمثيل أو في الإخراج أو في الإبداع برمته إلى مواكبة كل جديد في عالم الإبداع، لزيادة المعرفة بالشيء، ويقول "نحن لسنا منسلخين عن العالم، وقادرين على أن نقدم الشيء الأفضل في كل المجالات"، مؤكداً أن لا يكون المبدع يائساً ومحبطاً في أي مجال، فالاستسلام طريق مرفوض، والإصرار على التحدي هو طريق الوصول.
ويشير خضر الى أن الفنان الأردني شق طريقه نحو النجومية، أمثال: إياد نصار، منذر الرياحنة ، والراحل ياسر المصري الذي فقدته الساحة الفنية العربية، لكن؛ هذا قضاء الله وقدره، إضافة الى الفنانة صبا مبارك، وعبير عيسى، والكثير من الفنانين الذين وصلوا للعالمية، منهم أيضا الفنان العالمي نديم الصوالحة، ودائما الأردن ولادة للإبداع.
ويؤكد أهمية ارتباط الذات والمكان، فهما، بحسبه، يشكلان الحالة الإبداعية التي تحتاج إلى من يلملمها على طريقتها الخاصة، بحيث تتلاءم مع ذوق المتفرج الذي هو الأساس في محور العملية الإبداعية، مؤكدا أن فضاء المناطق الطبيعية في الأردن وسحرها يجعلان أي مبدع الغوص في الذات، وهما سبيل لإبراز هذه الحالة الإبداعية التي يتجلى بها المبدع في مجاله لتتولد وتترعرع معه منذ نشأته.
ويرى أن الدراما الأردنية مدرسة عميقة يفهمها ويعرفها المشاهد العربي والمهتمون في هذا المجال، بيد أن هناك تقصيرا واضحاً تماماً في عملية الترويج والتسويق لهذا المنتج الدرامي التلفزيوني والسينمائي، في الدول العربية وبخاصة في الخليج، داعيا الحكومة الى أن تتبنى مشروعا فنيا متكاملا للارتقاء بمستوى الفن، وإعادة ألق الدراما الأردنية كما كانت في عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الفائت.
وقال خضر: "لا بد من التشاركية بين الفنانين ونقابتهم والحكومة ودعم الإنتاج الفني للقطاع الخاص، كي يستطيع الفنان إكمال مسيرته"، داعياً لإنشاء محطة فضائية خاصة بالدراما الأردنية، لأن وجود المحطة سيسهم في ترويج العمل الفني الدرامي الأردني، وينعكس على آمال الفنان في المواظبة على عمله الإبداعي.
ولا ينكر دور مساهمة شركات الإنتاج الفني للقطاع الخاص في بقاء الدراما الأردنية حاضرة في المشهد الدرامي العربي وخصوصاً الدراما البدوية، لتزايد الطلب عليها في معظم محطات البث الفضائي العربي، ما أتاح لشركات الإنتاج العمل على هذا النوع من مسلسلات الدراما.
ويستند خضر الى أسلوب إخراجي يتسم بالواقعية مع ميل إلى الدلالات الواقعية في التعبير الدراماتيكي للكاميرا، لأجل الوصول إلى القضية التي يسعى إلى إيصالها للمتلقي، وفق ما قال، معتبراً أن هذا اللجوء الذي يتبعه، في معظم أعماله تتناول وقائع حياتية حقيقية أفرزها المجتمع، مؤكداً أن المبدع يلتقط مفردات من الواقع ويعيد تصوير الواقع إلى فعل درامي متناغم مع الحدث، معتقداً أن لكل حدث مراحله، وهناك مراحل بحاجة إلى المباشرة، لكن لا تؤثر على الشكل الدرامي من تبعات التشويق والحبكة الدرامية.
ولا يرى عضو نقابة الفنانين الأردنيين، أن المباشرة تهمة، بل قد يكون فيها جرأة وشجاعة، مشيرا إلى نقاط اختلاف في التقاط اللحظة ووسيلة المخاطبة، ولكن هناك نقاط تشابه اشتغلت عليها، فهناك قواسم إنسانية في اسلوب الخطاب أصبح الجمهور يعرفها بعمق.
ولأن الحب كان دافعه والحرية كانت حياته، لمجرد أنه يحس بأن هناك قيودا ما قد تهدد إبداعه الحر يجعل من خضر الحب والحرية خلاص شخصياته، حيث يهزمون بهما الخوف والشك والفقدان، وهو ما يرصده في باقة من أعماله الإخراجية بحسبه، "أعتقد أنني أفعل ما أحبه، والحرية كانت حياتي". ويؤمن خضر ان الفن وهج ودفء للروح البشرية ولا وطن له، ولذلك فإن الفنان الحقيقي يمكن أن ينجح في أي مكان بما أنه يقدم الفن الجيد والمرغوب الذي يرضي ذوق الجمهور ويشبع حاجته، مؤكدا أن الفن لغة عالمية مشتركة، يتحدث بها العالم أجمع، والفنان جزء من هذا الكون.
ويتمتع خضر الحاصل على درجة البكالوريوس في الإخراج التلفزيوني والسينمائي من جامعة اليرموك، بحضور متميز في المشهد الفني الأردني والعربي، فأخرج العديد من المسلسلات منها السوري "وجوه وأزمنة"، والسوري "أبواب الحقيقة"، والأردني "أهل وحبايب"، والأردني "بلاقي عندك شغل"؛ إضافة إلى أنه أخرج فيلم "ويبقى الوطن" وهو من إنتاج سوري كما أنه يمتلك شركة السامر للإنتاج والتوزيع الفني، وهو رئيس "مجموعة اعلاميون محترفون" في الأردن، وشغل عدة مناصب إدارية منها مدير تنفيذي لقناة المنبر الاقتصادية اللبنانية، ومدير عام لقناة ليبيا الدولية، ومدير برامج قناة اللورد الفضائية المصرية، وأدار العديد من الأعمال الإعلامية على مستوى الوطن العربي من أبرزها: "خطة نابليون وأكاديمية الزعيم مع النجم الكبير عادل إمام وأحلى النجوم، والذي استضاف فيه أكبر نجوم مصر، وبرنامج "حق الرد"، وله العديد من المؤلفات التلفزيونية من أهمها الوسواس.

المخرج سامر خضر- (من المصدر)