"النشامى" يحتاج إلى مساندة جماعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

لاعبو المنتخب الوطني يتابعون الكرة الاسترالية وهي في طريقها للمرمى الخميس الماضي - (تصوير: أمجد الطويل)
لاعبو المنتخب الوطني يتابعون الكرة الاسترالية وهي في طريقها للمرمى الخميس الماضي - (تصوير: أمجد الطويل)

تيسير محمود العميري

عمان - يمكن القول أن الجولة الخامسة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم - قطر 2022 وكأس آسيا - الصين 2023، قد حملت نتيجة لم تكن الجماهير الأردنية ترغب بها، وإن تفاوتت التوقعات قبل بدء المباراة بين منتخبي “النشامى” و”الكنغر الاسترالي”، وتمكن المنتخب الاسترالي من مواصلة الصدارة رافعا رصيده الى 12 نقطة جراء 4 انتصارات متتالية، وبات قاب قوسين أو أدنى من التأهل كبطل للمجموعة الثانية إلى نهائيات آسيا مباشرة، وكذلك إلى المرحلة التالية من تصفيات كأس العالم.

اضافة اعلان

الخسارة بهدف أمام الضيف الاسترالي، جعلت “النشامى” يتراجع إلى المركز الثالث برصيد 7 نقاط وبفارق الأهداف عن المنتخب الكويتي الذي أصبح ثانيا بعد أن حقق فوزا كبيرا على ضيفه الصين تايبيه بنتيجة 9-0.

ومن الواضح أن المنتخب الاسترالي يكاد يكون قد حسم الصراع على بطاقة المركز الأول، بعد أن حقق فوزين على منتخبين منافسين على أرضيهما وأمام جماهيرهما، ففاز على الكويت 3-0 ثم على “النشامى” 1-0، واستفاد من تعادل الأخيرين معا، فأصبح يتقدم عليهما بفارق 5 نقاط مع إنتهاء 5 جولات وبقاء مثلها من التصفيات.

لذلك من المنطقي القول أن المنتخب الوطني يقف أمام تحديين بعد أن فقد فرصة المنافسة على المركز الأول في مجموعته، ويكمن التحدي الأول في استرداد المركز الثاني من الكويت، وهذا لن يتحقق في الجولتين المقبلتين “السادسة والسابعة”، ذلك أن “النشامى” ونظيره الكويتي سيلعبان مباراتين سهلتين أمام الصين تايبيه ونيبال يوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، والتوقعات تشير إلى فوز المنتخبين العربيين ما لم تحدث مفاجأة من العيار الثقيل، ويغيب “النشامى” عن الجولة السابعة يوم 26 آذار (مارس) المقبل، فيما تلعب الكويت واستراليا على أرض الأخيرة، كما يلتقي منتخبا تايبيه ونيبال معا، ما يعني أن رصيد النشامى سيبقى مساويا للكويت “10 نقاط” مع نهاية الجولة السابعة، في حال فاز “النشامى” والكويت على تايبيه ونيبال يوم الثلاثاء المقبل، واذا ما خسر المنتخب الكويتي مباراته أمام مضيفه الاسترالي في الجولة السابعة.

يوم 31 آذار (مارس) المقبل سيكون مهما للغاية، حيث ستشهد الجولة الثامنة مواجهة مصيرية بين “النشامى” ومضيفه الكويتي، والفائز منهما سيكون من دون شك صاحب المركز الثاني في مجموعته، بعد أن يكون “الاسترالي” قد فاز رسميا بزعامة المجموعة.

التحدي الثاني بالنسبة للنشامى بعد استرداد المركز الثاني، يتمثل في الحصول على إحدى البطاقات الأربع او الخمس المخصصة لاصحاب المركز الثاني في المجموعات الثماني، ووفق نظام التصفيات يتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة وأفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثاني “المجموع 12 فريقا” إلى نهائيات كأس آسيا 2023 والدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2022 في قطر.

وفي حالة تصدر منتخب قطر لمجموعته، فإن أفضل خمسة منتخبات حاصلة على المركز الثاني تحصل على بطاقات التأهل إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم.

في المقابل فإن المنتخبات الـ24 التالية تنتقل للمنافسة إلى المرحلة التالية من تصفيات كأس آسيا، للمنافسة على المقاعد المتبقية في نهائيات كأس آسيا 2023 في الصين.

وربما يصل رصيد “النشامى” الاجمالي الى 16 نقطة في حال فوزه على تايبيه والكويت ونيبال وخسارته من أستراليا، وبالتالي سيتسلط الضوء على المنتخب التي تحتل المركز الثاني، وتبدو منتخبات عمان والبحرين والكويت والصين هي أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثاني، بينما تحتل منتخبات سورية واستراليا والعراق والسعودية وقطر واليابان وفيتنام وكوريا الجنوبية، المركز الأول في المجموعات الثماني، وينتظر بذلك أن تتأهل أفضل 5 فرق تحتل المركز الثاني، طالما أن المنتخب القطري يمتلك فرصة كاملة لتحقيق ذلك.

“النشامى” في “عنق الزجاجة”

هل استحق المنتخب الوطني الخسارة أمام استراليا يوم الخميس الماضي؟.. من دون شك فالاجابة لا، حتى وإن لم يعجب الاداء كثيرا من المتفرجين في الملعب أو على شاشة التلفزيون، لا سيما في نصف الساعة الأولى من زمن اللقاء، حيث غابت الفاعلية وكثرت الاجتهادات الفردية وتعرض مرمى الحارس عامر شفيع لهدف قاتل مكن الضيوف من العودة الى بلادهم بالنقاط الثلاث.

كثيرون حمّلوا المدير الفني فيتال بوركيلمانز مسؤولية الخسارة، علما أن للخسارة أسبابها وهي مسؤولية يفترض أن يتحملها الجميع، بمن فيهم الجمهور والاعلام، وليس فقط المدرب والإداريين واللاعبين والاتحاد، وكان بإمكان المنتخب أن يخرج فائزا لو لعب في الشوط الأول كما لعب في الثاني، ونجح في ترجمة واحدة من الفرص التي سنحت للاعبين أمام المرمى الاسترالي.

فيتال اخطأ بلا شك عندما واصل التغيير على التشكيلة الاساسية، ولم يمتلك الشجاعة للدفع بتشكيلة هجومية منذ البداية، لاسيما وأن النسخة الحالية من المنتخب الاسترالي هي الأضعف قياسا بما كان عليه الحال في المواجهات الرسمية الخمس التي سبقت مواجهة الخميس الماضي.

لا بد من الاعتراف بأن كثيرا من اللاعبين قد تراجع مستواهم لاسباب مختلفة من بينها كبر السن أو الاجهاد أو الإصابة أو حتى غياب المنافسات المحلية، ولا بد من الاعتراف بأن الجمهور اخطأ وهو يهتف “فيتال.. أوت”، بدلا من الهتاف للمنتخب وشحذ همم اللاعبين، كما لا بد من الاعتراف أن فيتال اخطأ حين لم يتمكن من الاجابة باسلوب راق على سؤال أحد الزملاء الإعلاميين في المؤتمر الصحفي، بل أمعن في الخطأ حين حاول أن يتعارك مع زميل آخر في المنطقة المخصصة لاجراء المقابلات.

وتكمن مصلحة الكرة الأردنية في تركيز الجهود على لقاء تايبيه الثلاثاء المقبل، لتحقيق الفوز وبنتيجة كبيرة ما يعيد الأمل للمنتخب الوطني لخوض مواجهة مصيرية مع الشقيق الكويتي ستحدد بشكل قطعي مسار “النشامى” في التصفيات المزدوجة، ذلك أن التركيز على “مصير فيتال” في هذه المرحلة قد يؤدي الى نتائج عكسية، فالمهم أن يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

نتائج المباريات في الجولات الخمس الماضية

- الجولة الأولى: الكويت 7 نيبال 0، تايبيه 1 الأردن 2.
- الجولة الثانية: تايبيه 0 نيبال 2، الكويت 0 أستراليا 3.
- الجولة الثالثة: أستراليا 5 نيبال 0، الأردن 0 الكويت 0.
- الجولة الرابعة: تايبيه 1 أستراليا 7، الأردن 3 نيبال 0.
- الجولة الرابعة: الكويت 9 تايبيه 0، الأردن 0 أستراليا 1.

مواعيد مباريات الجولات الخمس المتبقية

- الثلاثاء 19-11-2019: الأردن * الصين تايبيه، الكويت * نيبال.
- الخميس 26-3-2020: استراليا * الكويت، الصين تايبيه * نيبال.
- الثلاثاء 31-3-2020: الكويت * الأردن، نيبال * استراليا.
- الخميس 4-6-2020: استراليا * الصين تايبيه، الأردن * نيبال.
- الثلاثاء 9-6-2020: استراليا * الأردن، الصين تايبيه * الكويت.

المدير الفني فيتال ينظر إلى خطواته - (الغد)