جرش: النشاط السياحي يسهم في استرداد عافية الاستثمارات السياحية

صابرين الطعيمات جرش- أسهم النشاط السياحي في جرش في استرداد عافية الاستثمارات السياحية من تجار في السوق الحرفي ومطاعم سياحية وشعبية ومحطات وقود، ومحال التراث والتحف القديمة والحدائق العامة ومواقع التسوق، وفق أصحاب هذه الاستثمارات. وتتوجه آلاف الأفواج السياحية والزوار إلى محافظة جرش لقضاء العطلة الأسبوعية وزيارة المدينة الأثرية من مختلف دول العالم، مما أسهم في تنشيط الحركة السياحية والاستثمارات السياحية بمختلف أنواعها، وفق رئيس جميعة الحرفيين في جرش صلاح العياصرة. وأكد العياصرة أن الحركة السياحية يرافقها على الدوام نشاط اقتصادي، مشيرا الى انطلاق مهرجان جرش للثقافة والفنون خلال الأشهر القليلة المقبلة، وبدء موسم العطلات في العديد من الدول العربية، سيزيدان من حركة الأفواج السياحية الى المدينة. ويعتقد العياصرة أن أصحاب المطاعم قادرون على جذب الزوار بأشكال متعددة، من أهمها عمل عروض وخصومات على الأطعمة والأشربة، وتقديم خدمات أوسع وزيادة ساعات العمل، مما يساعد على تشغيل أيد عاملة كثيرة مدربة ومجهزة في جرش. وبين العياصرة أن هذا التوقيت يتزامن مع موسم السياحة الداخلية وسياحة المسارات ومهرجان اللبنة وغيرها من المهرجانات العالمية، التي تقام في مدينة جرش الأثرية على وجه الخصوص، فضلا عن وفود وزوار للمدينة الأثرية، وهو ما يعد موسما سياحيا نشطا للمنشآت الاقتصادية كافة في جرش، وخاصة تجار السوق الحرفي داخل الموقع الأثري. وبين العياصرة أن حركة البيع والشراء في السوق بدأت تتطور وتزدهر بعد النشاط الملحوظ في الحركة السياحية، فضلا عن زيارات رسمية للسوق وبدء انطلاق موسم المهرجانات والفعاليات المختلفة في المدينة الأثرية. ويعتقد العياصرة، أن حركة البيع والشراء بدأت تسترد عافيتها في السوق، لاسيما وأن التجار يستعدون حاليا للمشاركة في مهرجان جرش للثقافة والفنون، من خلال مواقع مجانية ستوزع عليهم، مشيرا الى أنهم يقومون حاليا بتجهيز البضائع التي سيتم عرضها في المهرجان، وهي تمثل تاريخ وحضارة جرش، بالإضافة الى المنتجات الجرشية التي تتميز بها مدينة جرش. وقال العياصرة "إن أهم التجهيزات التي قام بها التجار، تتمثل في عمل صيانة وتطوير للمحال في المدينة الحرفية وتزويدها بمختلف أنواع البضائع، وعمل عروض تجارية وإعلانات تجذب السياح، وتوفير مختلف الكميات التي يحتاجها الزائر في أي وقت، فضلا عن الحفاظ على نظافة المدينة الحرفية بشكل يليق مع موقعها في مدينة جرش الأثرية". وأضاف العياصرة "أن الأشهر المقبلة وحتى نهاية فصل الصيف تعد ذروة الموسم السياحي في محافظة جرش، لا سيما وأن درجات الحرارة تنخفض كثيرا في الدول الأوروبية، ويبقى الأردن على قائمة الدول التي تعد وجهة سياحية جاذبة في هذا الوقت من السنة، تتميز فيها بالطبيعة الخلابة والآثار المتعددة". وتوقع أن تنشط حركة البيع والشراء في ذروة الموسم بنسبة لا تقل عن 70 % مقارنة بالسنوات السابقة، مما يتيح فرصة للتجار لتعويض خسائرهم، وتغطية تكاليف العمل من أجور محال وتراخيص وأجور عمال وفواتير متراكمة، كما ستستفيد من هذه الأفواج كذلك المطاعم السياحية ومختلف المحال التجارية التي تقدم خدماتها للسياح. وأكد الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، أن القطاع الخاص من سوق حرفي ومطاعم سياحية وأسواق ومحال الخدمات وأدلاء سياحيين، يشهد حركة سياحية نشطة، مما يسهم في تنشيط الوضع الاقتصادي لهذه المنشآت، خاصة وأن الحركة السياحية ضخمة في جرش ولم تتكرر منذ أكثر من 5 سنوات، نظرا للظروف السياسية والاقتصادية، التي تمر بها الدول المجاورة للأردن، وانعكست سلبا على قطاع السياحة في الأردن بشكل خاص. ودعا زريقات، مختلف الجهات السياحية في جرش، لزيادة حجم الاستعدادات وتحديث ما يلزم تحديثه وزيادة عدد العمال ليتناسب مع حجم الزوار، وخاصة في المطاعم السياحية وضرورة تجهيز الموقع الأثري من حيث النظافة، لا سيما وأن المدينة الأثرية تزيد مساحتها على 500 دونم، فيما عدد عمال الوطن غير كاف ولا يستطيع أن يغطي هذه المساحة. وشدد زريقات على ضرورة عمل تطوير وتحديث للموقع، وتسهيل حركة السياح خاصة كبار السن والمرضى، من خلال تزويد الموقع بممرات مناسبة لهذه الفئة، فضلا عن إيلاء موضوع الأدلاء السياحيين مزيدا من الاهتمام، من خلال تخصيص مكاتب مناسبة بهم وتنظيم عملهم وظروف عملهم في الموقع. إلى ذلك، قال الدكتور موسى العتوم وهو أحد أصحاب المطاعم السياحية في جرش "إن الموسم السياحي في تحسن مستمر هذا العام، نظرا لحجم زوار المطعم"، مشيرا الى أن الزوار بدؤوا يتوافدون إلى مدينة جرش من الدول العربية الشقيقة والدول الأوروبية، وهذا يزيد الإقبال على المطاعم السياحية، وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع، متوقعا أن ترتفع نسبة الحجوزات في المطاعم كذلك بالتزامن مع انطلاق مهرجان جرش للثقافة والفنون. وبين العتوم أن المطاعم في موسم الذروة ترفع عدد العاملين فيها، ما يوفر فرص عمل أكبر وخاصة للعمالة الأردنية، ومنهم طلاب جامعات وأرباب أسر، لاسيما وأن العمالة الأردنية تتميز بالخبرة والكفاءة. وأضاف العتوم أن المطاعم السياحية مرت خلال السنوات الماضية بموجات خسائر فادحة، وبعضها كان يغلق لشهور عديدة لتجنب الخسائر الكبيرة، ولكن هذا العام لم يحدث ذلك لأن الحركة السياحية تشهد نشاطا ملحوظا، وهذا يعوض أصحاب المطاعم عن خسائر السنوات الماضية. وقال حمزة شعبان، وهو صاحب أحد المطاعم السياحية في جرش "إن الموسم السياحي مناسب وجيد في هذه الفترة، ومن المتوقع التحسن المستمر، وهذا النشاط يخلق فرص عمل جديدة لأهالي جرش، من خلال العمل في هذه المطاعم".اضافة اعلان